" أسماء استني .. أسماء متمشيش، رايحة فين!" هتف علي وهو يجري وراءها حتى أمسك بذراعي الكرسي المتحرك يديرها نحوه ..
" ماشية .. ماشية يا علي، همشي" قالت بإصرار وهي تتحاشى النظر إليه، ليعقد ما بين حاجبيه وهو يناظرها باستغراب جم مُرددًا:
" ماشية؟!، طب ليه؟، مين زعلك؟، حد ضايقك؟"
" محدش بس أنا عايزة أمشي، لاء مش عايزة .. أنا لازم أمشي" هتفت بإصرار ثانيةً وهي تحاول تحريك الكرسي أسفل قبضتيه القويتين، ليغمض عينيه عدة مرات بنفاذ صبر، يحاول استعادة رباطة جأشه وهو يردف بصوت هادئ غير مُبشِر:
" تمشي تروحي فين؟، وإزاي أصلًا نزلتِ من فوق؟"
" كل ده مش مهم، المهم إني همشي .." نظرت له بتحدٍ استغربه، ماذا حدث لكل هذا؟
بيد أن تعاملها ونظراتها له تحدثه أنه هو من أذنب بحقها!
" مش هتروحي في مكان، مش بمزاجك!" قال بغضب وهو يضرب ذراعي الكرسي بعصبية جعلتها تنتفض في جلستها وأدت لتكون غشاوة من الدموع على عينيها ..
" لاء همشي، انت ملكش الحق تقعدني عندك، وملكش الحق في أي حاجة .. كفاية كده عليك، مش عايزة منك حاجة، سيبني لحياتي وارجع لحياتك .." قالت بصوتٍ باكٍ حاولت صبغه بالقوة لكنه لم يزدد إلا قهرةً ومرارًا ..
" أسماء متعصبينيش عشان أنا صبري قليل، تمشي ليه؟ولفين؟، واشمعنا دلوقتي مش فاهم؟" قال وهو يصطك على أسنانه يمنع نفسه من الصراخ عليها مجددًا، لتنظر له بضعف قائلةً:
" علي أرجوك"
" أرجوكِ انتِ، هتروحي فين؟ وليه؟" قال بألم هو الآخر وهو يرى هذا الضعف المُتجلي من عينيها الزيتونية، لتخفض رأسها وتقول بخفوت:
" عشان كل ده غلط، كل ده مكنش يحصل من الأول، مينفعش يا علي .. مش هينفع"
" إيه اللي مش هينفع؟، فهميني .." قال بإصرار وهو ينزل لمستواها يبحث عن عينيها اللتين تتوارين عن خاصتيه ..
" مش هقدر أقول أكتر من كده، مش هعرف" تحاشت النظر له، ليردف باستياء:
" بتداري عينيكِ مني ليه؟، وإيه ده اللي مش هتقدري عليه؟"
نظرت له نظرة خاطفة وأرجعت وجهها لحالته الأولى، تتحاشاه كُليًا، ليحسم هو الأمر قائلًا بحدة:
" تمام، مش هتمشي من بيتي لحد ما تعرفي تقولي، ولحد وقتها .. ملكيش خروج"
" علي انت مش هتمنعني أخرج .." قالت بصراخ وهي ترفع وجهها نحوه، ليقترب منها بسرعة حتى لم يعد يفصل بينهما إلا بضع إنشات ويقول بصوتٍ كالفحيح:
" همنعك، ومش هتمشي ومش هتروحي في مكان .. وأنا هعرف إزاي تخبي عليا حاجة وتسيبيني وتمشي عشانها .. مش هعديها لك يا أسماء، أنا مبنساش .."
YOU ARE READING
«مـلاذي.» ✔️
Romance" أنتِ ملاذي ومأواي الوحيـد." « ريّان الحمّادي، القاتل المُرتزِق الأمهر، يفشل لأول مرة في حياته في مُهمة قتل الضابطة والعميلة في المُخابرات المصرية (حبيبة الرشيدي)، ليعلم أنها كانت تعرف عنه وعن مُنظمِته من قبل وأضحى كل شيء خطرًا، يُضطَر لاختطافها أس...
