|18|. الانتقام يُقدَّمُ باردًا.

578 36 3
                                    

"هنبدأ بمين؟" سأل يامن وهو ينظر لـ ريّـان بفضول ..

بينما أدار ريّـان عينيه في الغرفة بخواء، تدور مُقلتاه في محيط الغرفة بهدوء دون أن تستقر على نقطة مُعينة أو تنبس شفتاه بأي كلمة ..

"أبدأ بجهاد وبقيتهم هييجوا ولا بموسى ولا بچنى ولا بيهم كلهم مرة واحدة؟" حدَّث ريّـان نفسه بصوت بارد، ثقيل ومُخيف دون أن يوجه نظراته أو سؤاله لأحدٍ بعينه ..

"وموسى وچنى مالهم؟" سأل يامن باستنكار وهو ينظر له باستغراب ..

أعاد ريّـان مُقلتيه نحو صديقه وهو يدنو من الطاولة بهدوء قائلًا بصوتٍ رخيم مُتهكّم:

" إن كُنت مفكّر إن اللي جهاد عمله ده، عمله لوحده تبقى أهبل وعبيط كمان .."

"قصدك ايه؟" قال يامن بتعجب ليستأنف ريّان:

" قبلها والد يُمنى جالك وطلبك عشان مش عارف كتب كتاب ولا فرح ولا خطوبة موسى، وعلى چنى، واتفاجأت بيها هناك، ومراتك حالتها كانت وحشة وحذرتك وقالت لك تمشوا بس انت عنيد كالعادة، ومستغرب إني اتخطفت في الوقت ده؟، طب سيبنا من ده .. علي وأسماء والانتكاسة اللي حصلت لها؟، إيه تفسيرك ليها؟، طب قلْبة فهد ع مراته قبل ما يتقتلوا؟، وانهيار فهد وهروب سلمى والبيبي اللي كان عايزها تنزله وفهد عمره ما يطلب منها حاجة زي دي أبدًا وإحنا عارفين إن فهد أضعف واحد فينا قدام الدم وكل الحاجات دي؟، وكلها في وقت واحد وخطفي ساعتها؟، ملهاش تفسير تاني .. جهاد مكنش بينفذ لوحده، ممكن خطّط لوحده لكن التنفيذ عمره ما يبقى لوحده .."

توقف بعدما أنهى سرده الهادئ ينظر في عينيّ يامن بهدوء تلاها عينيّ علي المشدوه ينظر أمامه بلا حراك ..

" إن كان لحد يد في كل ده فهو جهاد، وأقدر بطرقعة صابعين أجيب لك كل الإثباتات ع ده واحد .. ورا التاني" قالها بهدوء وهو يبتسم بسمة جانبية مُفرقعًا إصبعيه ..

"يبقى نجيب الأقل ثم الأكبر، نبدأ بموسى وچنى وبعدين الأعلى في القيمة بالنسبة للمنظمة .." تحدّث يامن بدوره هذه المرة في البرود والخواء الذي انتشر في صوته الذي غزا الغرفة ..

"دول هيبقوا ليك، تقدر تجيب حقك منهم لأنهم مسّوني من بعيد .. بيك." قالها ريّان مُشيرًا بسبابته نحو صديق عُمره، لينظر لـ علي الذي ينتظر توجيه الحديث له فاسترسل ريّان:

" انت هتيجي معايا .. هتنفذ اللي هقوله بالحرف .."

"هننفذ امتى؟" سأل علي إذ يعلم أن ريّان لن ينفذ كل شيء الآن .. وجهاد يتوقع منه كل شيء ..

"التنفيذ بعد شهر ونص، لما أخليه يآمن لنا تاني وميحطش خُطط نهائي لدرجة إنه يفكر إننا مفكرناش ناخد تارنا منه أصلًا ..انت .." في نهاية حديث وجّه كلامه ليامن ليستطرد:

"هتعمل فرحك ع يُمنى عادي، موسى وچنى يمشوا في علاقتهم عادي، متحسسهمش بأي حاجة لأن دلوقتي أي حركة هتوصل لـ جهاد، ندى هتكلم معاها وهخليها في صفنا وهرجعها له وهنراقبها من بعيد ومن قريب وعينينا عليها، علي .." أدار مُقلتيه لتحطّا على وجه علي ليستأنف:

«مـلاذي.» ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن