الجزء الثاني...

470 18 0
                                    


لايمكن ان تكون حقيقه ارتبكت فاخفضت عينيها لتختبىء خلف فنجان الشاي.
-فنجانك سيدي .تركته وهربت كل ماكانت تتمناه ان لا يكون هو عيناه لم تفارق اثرها وجهه كان صامت لكن كل تعابيره تقول بانه التقى وحشا ،وليس عاملة مقهى .اما هي دخلت الى المطبخ واضعتا يدا على قلبها والاخرى على فمها كانها تحاول تخبئة صرخاتهم .
-لما واقفه هنا الزبائن بالانتظار .تمتم ادورد
لم تجبه امسكت بيدها المرتجفه حاملة الاواني ودخلت شارده لاتعلم اين تسير لم تنتبه بان عينا ذلك الغريب تراقبانها اسقطت قدح ماء .
فنهض احد الزبائن لمساعدتها اثر غضب ادورد .
حين لامست يده يديها رفعت عينيها لتخبره بانها ستتدبر امرها لكن نظرتها ذهبت الى تلك الطاوله لتجد ابتسامة استهزاء ،لملمت الزجاج من دون ان تعطي اي اهميه ليدها التي جرحت وعادت هاربه الى المطبخ .اما هو فلم يقاطع نظراته سوى ماري التي اتت بالفاتوره ،بعد دقائق عادت الى صديقتها التي انتبهت الى يدها وبدئت بتنظيفها .
-رامي .قالتها ماري لتلتفت لينا مذعوره.
-ماذا ؟؟؟
-مابك اخبرتك بان اسم الفتى الذي لم يفارقك طوال اليوم هو رامي .لم تنتبه الى لون لينا الذي تغير او الى جرح يدها الذي بدئت تعتصره دون ان تعي .اجابتها بتلكاء
.-احتاج ....ساذهب الى البيت .
-وادورد عملك لم ينتهي .
لكنها رحلت دون ان تجيب .بعد مرور ساعه دخلت الى غرفتها اوصدت بابها خشية ان تهرب افكارها وارتمت على السرير ،احتضنت وسادتها ارادت اي شخص يخبرها بانها بمأمن لكن لا احد هنا سوى كوابيسها .
-لما انت .!؟سالت نفسها ثم اغمضت عينيها وفتحت بوابة الزمن الى ثمانية سنوات مضت عادت الى بغداد الى اضواء شوارعها والى ذلك البيت استمعت الى همسات والدتها من المطبخ وحديث ابيها من غرفة المكتب وفي الاعلى غرفتها حيث اختها تسرح شعرها تتمايل بجانب مرآتها .
كانت في الثامنة عشر حينها كم حسدت اختها على جمالها على حب والديها لها وكم كرهت تصرفاتها نظرتها للحياة كانت اصغر من اختها بسنتان لكن لينا اختلفت عن تمارة بكل شيء حين عادت في ذلك اليوم من المدرسه سالت تماره عن وجهتها .
-الى اين ستذهبين امي اعدت لنا اروع غداء .
-لا يهم حبيببتي موعدي اهم .
-واين هو؟
-لا تسالي مازلتي صغيره .لم تجبها لم تخبرها بانها كبرت كثيرا وبان قصص عشقها المتكرره لا تعجبها فاي كلمه ستقولها ستسجل ضدها فهي تعلم كيف تقنع الجميع .بعد ان عادت متاخره في ذلك اليوم لم تخبر لينا عن سبب تاخرها وحين سالتها اخبرتها انه مجرد لقاء صديقات .
تكرر خروجها والوالدان لايباليان فلاشيء يقلق مع جميلتهما تماره هاتفها لم يكن يصمت كانت لينا تعلم بوجود مسكين جديد يحمل مالا اكثر لكن لم تهتم فقط حدثت نفسها .
-ولما تهمني لست سوى احمق خدعك جمالها .
مراسبوعان ولم يتغير شيء.
-لينا ناوليني حقيبتي من الخزانه .
-حسنا .نهظت لتجلب حقيبة تماره حين سحبتها سقطت صوره على الارض تركتها.
-ساعود لاحملك بعد ان اعطي المجنونه حقيبتها اسفه فجنونها لن يرحمني ابتسمت للصوره المقلوبه وركضت لاختها .بعد عدة دقائق عادت لتعيد الصوره الى مكانها لكن عيناها خانتاها لتتامل صاحب الصوره ،كان يشبه نقاء البحر الذي يقف بجانبه اشبه بملك اسطوري وقف بكامل هيبته جلست على حافة السرير لتتأمله تمنت لو بامكانها التمعن بعينيه لكنهما بعيدتان سحرها هذا الشخص بشعره الاسود وبسماره اغمضت عينيها لتتخيله لكن صوت امها اعادها الى الواقع قبل ان تفارقه
-لينا تعالي وساعديني .
-اتيه .نظرت الى الصوره وابتسمت لاول مره تحسد اختها هل حقا تعرفه ،هل تركته ؟او من يكون ،فتحت الخزانه لتعيد الصوره لكن شيء مامنعها فخبئتها بين كتبها وذهبت الى والدتها .في تلك الليله تسائلت تماره كثيرا عن الصوره لكن لينا انكرت معرفتها بوجودها ،لم يكن هنالك من يكتشف بان الصوره مخبأه بين كتب لينا وبانها تحدثه كل يوم بكل ماجرى معها وانه اصبح فارس احلامها الذي لاتعلم اين تجده ففي كل ليله حين تكون تماره مشغوله بمكالمات حبيبها كانت لينا تختلي بصورة مجهولها .وفي يوم نادتها تماره .
-يبدو ان اصدقائي يقتلهم الفضول ليروا اختي الصغيره جهزي نفسك سنتغدى في الخارج .
-ماذا عن والدانا ؟
اخبرتها تماره ان لا تهتم هي ستتصرف وذهبا حين وصلا الى المطعم اشارت تماره الى احدى الطاولات ففقدت لينا كل احاسيسيها ففارسها كان يجلس هناك رأته وهو ينهض من الطاوله يمد يده مرحبا ليستقبل اختها لم تعلم يومها كيف جلست او كيف اندمجت في حديثها مع الفتيات احست بان الجميع يقرأها عداه فهو لم يكلف نفسه حتى عناء التطلع بها،بعد مرور ذلك اليوم اصبحت تتهرب من كل شيء نحو دراستها فهي تعلم بانها احبت رامي انبت نفسها كثيرا لكونه حبيب اختها بالرغم من معرفتها بان الحبيب لا يبقى مع اختها اكثر من سنه كانت حين تراه تتهرب منه تختفي من ناظريه اما هو كان يعاملها كانها طفلة صغيره وهذا ماازعجها كثيرا لكنها كانت تهرب من التفكير به باي شيء وبعد مده لم تعد تسمع عنه كثيرا احست بان شابا اغنى منه دخل حياة اختها بالرغم من انها بكتهُ كثيرا لكنها اقنعت نفسها بانها مازالت صغيره وغدا ستلتقي حبها الحقيقي .مرت اشهر على هذه الدموع اكملت لينا امتحاناتها وحان موعد تسلم نتيجتها طلبت من تماره ان توصلها الى المدرسه ووافقت ،،انطلق بهما التكسي في طرقات بغداد المزدحمه فقطعت تماره الصمت ،
-اعلم بانك ستكونين ممتازه لا اعلم لما اخترتي الفرع الادبي .
-لكي ادرس ادارة الاعمال في لندن تعلمين بان هذا حلمي .
-لا تقلقي ستنجحين وستحصلين على المنحه.ابتسمت لاختها كانت جميله احست لينا امامها بالذنب بالحب فبالرغم من كل شيء هي اختها وتحبها .
-لينا تعلمين بانني احبك .
-وانا ايضا.
ولكن في عراقنا الحبيب لا يستمر الحب .فالصوت الذي سمعته لينا جعلها تذهب في سبات عميق .

لست هيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن