- رسالة سورا إلى الرائد -

1.5K 248 41
                                    

_

من كانغ سورا إلى - الرائد بيون بيكهيون

أتدري أن السماء لم تسفر عن شمسها إلا في يوم وصول رسالتكَ إلي؟ أتدري أنني كنتُ نائمةً طوال الفترة الفائتة، أحلمُ بالكوابيس فقط ثم وفي طرفةِ عينٍ استفقت ووجدتُ كلماتكَ هذه قابعةً أمامَ عيناي ؟

كنتُ أظن أن الواقعَ مريع
وأن الحلمَ بديع، لكن لا
في حالتنا نحن، كانت أحلامي مريرة
وبكلماتكَ هذه صارت عيني قريرة

كنتُ غائبةً عن الوعي
حتى لحظة إدراكي أنكَ كنتَ بجانبي
رغمَ كل المسافاتِ التي قاسها الشوق بيننا
ولكن في الحقيقة، ما استطاعت المسافاتُ تكوينَ ذلكَ الحائل العظيمِ بينَ كلينا

بكلماتكَ هذه، أدركتُ أن قلبي كان برفقتكَ طوال الوقت، وأن ذهني المشغول بكَ كان يُصاحبك
ولكنه لا يراكَ بوضوح لأن غمامةَ السوء قد شوشته

غزتني أكثرُ الأفكار إخافةً بشأنك
ولم تفتح السبلُ ذراعيها لي كي أسلكها وصولًا إليكَ
ولم أجد أثرًا لكَ عندي لأتبعه، كنتُ تائهة

في بيداءٍ شاسعة، ولشدَّة ظمأي كنتُ أرى سرابك فقط

لكنكَ كنتَ موجودًا وأنا لم أراك

لقد عاقبتَني جيدًا عندما عصبتَ عيناي عنك، وأنا أستحقُّ عقابكَ ذاك، لأنني من دفعتكَ لأن تعصبَ عيناي وتتركني أتخبطُ في حاجتك

لأتعلَّم، كيفَ لا أفرَطَ بكَ ثانيةً
ولأتعلًّم، كيفَ لا أستعلي عليكَ ثانيةً

لقد قللتُ من مكانةِ مشاعركَ العالية
وخفضتُ من رتبةِ سموك الشامخة
وكذلكَ لم أحترم رجولتكَ العظيمة

ما كان يُفترضُ بي ردُّ طلبك أبدًا
ولا الخوف في ظل وجودك الذي حماني لأكثر من مرة

كان يفترضُ بي أن أسلّمكَ نفسي
وثقتي، وكل وفائي حينها

وأتكلُ على القدر لأن يُيسِّرَ الأمورَ بيننا
لكن رفضي لكَ قد جعلني أبدو كمنافقة

كمن كانت تكذبُ طوال الوقت بشأن مشاعرها
كمن كانت تدِّعي قدرتها على الحب وهي ليست أهلًا له

ولكن تلكَ ليست الحقيقة، وشكرًا لتفهمكَ لي
والذي يعني أنّكَ قد سامحتني على فداحةِ خطئي

وأجل أنا كنتُ خائفة
من كل شيء، وذلكَ خطأ
الخوفُ في حضرتكَ محرمٌ علي

ولذا يا بيكهيون، أنا أعتذر
وأطلي الورقةَ بحبرِ دموعي الشفاف
الذي لن يراهُ غيرك

وإن تحدثنا عن الشوق، فلن أستحي من تفصيل شوقي لك، لن أمتنع عن ذكرِ تفاصيلكَ التي تمرُّ على ذاكرتي كل صباحٍ وعشية

ولن أكذّبَ الوله والولع الذي اشتدّ بي
في تلكَ الليالي الباردة التي لم أجد فيها حتى عينيكَ لتحضنني بها

لا تقل لي أن أكون بخير في أي مكانٍ دونك
هذا لا يبدو منطقيًا لي، أنتَ لا تعلم أن كل الأيام التي تسبق رسالتكَ هذه هي عذابٌ في عذاب

أتريدني أن أعيشَ في عذابٍ وأن أكون بخير في الوقتِ نفسه؟ كيفَ لهذا أن يكونَ منطقًا

لا بيكهيون، أنا ومنذُ هذه اللحظة
نذرتُ نفسي لكَ وحدك
ولن أسعى لشيءٍ سواك

إن أردتني أن أكونَ بخير، فقل لي أنكَ ستعودُ إلي
وأنني سأعودُ إليك

إن أردتني أن أكون بخير، أزل كل العوائق بيننا
واقتفي نقطةَ التقائنا

عاهدني أن الزمن هو جسرٌ يصلُ بيننا
عاهدني أن كلماتي هذه وكلماتكَ تلكَ هي غيثٌ يسقي قلوبنا، لنصبرَ حتى لحظةِ لقائنا

لم أكن لحوحةً في حياتي أبدًا
ولكنني الأن أشعر أن طفلةً لحوحة تطلبكَ في داخلي

ولن تسأمَ الصياح حتى الحصول عليك
لأول مرة أرغبُ بشيء بشدّة، ولن أمنع نفسي بعدَ الأن من الرغبةِ بك

يقولونَ أنكَ عندما ترغبُ بشيء ما، بينما تفكر به ليلًا ونهارًا

سيعملُ الكون بأكمله لتحصلَ عليه

وأجل، أنا أريدُ هذه الطاقة الكونية لتساعدني على الحصولِ عليك

وحتى ذلك الوقت وتلكَ اللحظة
راسلني، واغدق علي بالرسائل
واطبع عليها قبلةً لأردها إليك

وبما أنكَ حرمت نفسكَ من شفتي فسأتركُ أثرها هنا لأجلِ أن تبادلني القبلة

وأحبك، حبًا جمًا يا حشاشةَ روحي بيكهيون.


مع إخلاصي - كانغ سورا.

______________


 سُرى | B.BHWhere stories live. Discover now