08

2.9K 359 185
                                    


أنتِ ثمينة جدًا..
بالنسبةِ لي

~~~~~

ولقد طال ذلكَ اليوم الباهت..

انقضى في ورقة التقويم لكن لم تنقضي أحداثه من حياتنا بعد، هم دائمًا ما يقولون' يمر هذا اليوم ويأتِ الغد' لكن الغدَ لم يأتِ ولم يطرقِ الباب حتى يُفتح له

جاءَ وقتُ الضحى الذي تحبه سورا وتحب المشيَ تحتَ سماءه النقية والهادئة تتأملُ لوحاتِ الطبيعة الخلاقة، تستنشقُ الهواءَ بعمق وترفعُ يدها نحو السماءِ وكأنها ستغترف من زرقتها القليل وتهبه لروحها كي تتعافى من سقمِ هذه الحروب

ارتعشت واختربت اللحظة حينما ارتفعت أصواتُ الجنود، مما بدد وجهها وجدفَ بابتسامتها بعيدًا عن خديها، ساقتها أقدامها إلى حيثُ صدحت الضوضاء

كانوا يأسرونَ أحدهم بأعينهم ويوجهونَ البنادقَ صوبَ رأس من كانَ جاثيًا مقيدًا اليدين إلى خلفِ ظهره

عيونه غارقة في بحارٍ من الدموع بينما يتلو الصلاةَ على روحه من جهة، ويرجوهم على إبقاءِ حياته من جهةٍ أخرى

صدمها ذلكَ المشهدُ الذي أربكَ ركائزَ ثقتها بهؤلاءِ الجنود، وأسوأ ما في الأمر أن بيكهيون يترأسهم وكما يبدو أنهم ينتظرونَ أمرًا واحدًا منه ليتم قتله

لكنه رفعَ كفه يطلبُ منهم التريث، تقدمَ إلى ذلكَ المقيدِ ثم حنَى جذعه كي يتمكن من الاقترابِ لطوله

قبلَ أيام، كانت تلكَ النظارة تُخفي خلفها عيونًا أصابها الوجع و خدشها الشجون، وكلؤلؤٍ في محارةٍ سميت بالجفون

أما اليوم، هو يخفي عيونًا مقتولة الرحمة
لم تبايع السلام بولايتها أبدًا!

" أسألكَ للمرةِ الأخيرة
لمن تعملُ أنت؟"

"أنا لا أعملُ لأي طرفٍ أخر غيركم صدقني أنـ.."

"لا تسأله ثانيةً هو لن يجيب
لابد وأنهم قد هددوه قبلَ أن يرسلوه كجاسوسٍ هنا"

تفوه أحدُ الجنودِ مع حثه للرائدِ على إيقافِ جلسةِ استجوابِ هذا الذي يلقبونه بالخائن

استاءت سورا كثيرًا، وزارتها رغبةٌ شديدة في التدخل وايقافهم مما يفعلوه بهذا المسكين

كما يبدو بنظرها..

أومأ بينما يصوبُ السماءَ ببصره

" أنتَ محق، هذا اللعين لن ينطقَ بحرفٍ أخر"

وفي طرفةِ عين وُجه رأس البندقية إلى حيثُ يقبعُ الجندي المقيّد

 سُرى | B.BHWhere stories live. Discover now