02

3.2K 411 293
                                    



~

سقيتي تربتي الجدباء،
فربت منها جنّةٌ خضراء.

~

" الرائد بيون بيكهيون اسمه بحدّ ذاته قصّة
جمعت الحربَ والسّلام في أسطرها "

نطقت إحدى الممرضات بينما تجمعُ كفّيها مع عيونٍ تكادُ تفيضُ قلوبًا، ثم نشرت وهجَ الإعجابِ ذلكَ بينهن فأطلقن تنهيدة الهيامِ تلكَ دفعةً واحدة

أما عن سورا فقد كانت ترمقهن ليلتها باستحقار، أيعجبن بجندي من أبناءِ العدو ؟

ألا يفهمن أنهن في خطرٍ محدق هنا تحتَ أسقفهم الركيكة هذه؟

كم من السهل أن تلينَ قلوب النساء، هم تفضلوا عليهن بالملابس الدافئة والأوشحة جنبًا إلى جنبٍ مع الأسرّة الجاهزة

كل تلكَ الأمور لم يفعلوها بطيب خاطر، فهم أسرى في نهايةِ الأمر
لو تخطينا بدايته

هن مجبورات على إسعافِ جنودِ العدو وإلا فلن ينعمن بجنسِ الأمان، لم تكن معادلةً موزونة بنظرها وما كانت روحُ الوطنِ داخلها لتسكتَ عن انتفاضتها

تركتهن في ما يفعلن بأنفسهن، كلما ذكروا إسمَ واحدٍ من الجنود لطموا الوجنتين انبهارًا وإعجابًا

فتحت الباب ثم غادرت متسللة، كانت السماءُ في أبهى حلتها مع احتشادها بأرقى الجواهر ثمنًا وأكثرها ندرةً

فلم تضيع على نفسها فرصة تأملها بعينيها الجميلتين؟، لن تملّ أبدًا من تلكَ العادة

إضافةً إلى الاختناق الذي لازم رئتيها لذا احتاجت إلى استنشاقِ الهواء الطلق

كانَ ظهرها مسندًا على الجدار، و مشاعرها تستمرُّ في الانحدار

ومن جهةٍ هنا تسمعُ خطى الجنودِ الذين فُرضت عليهم المناوبة

" أوه أنظر لتلكَ الممرضة ! إنها فاتنة جدًا "

من المفترض أنهما يجولانِ بقصدِ الحراسةِ الليلة، لكن وكما هو واضحٌ لها

هما يلهوان لا غير، قلّبت عيونها مباشرةً
هؤلاء هم جنوده الشرفاء كما مدحهم أثناء ولوجهم للمهجع الجديد

أدبرت مغادرة لولا شعورها بهما يقتربانِ منها بخطى حثيثة

" هي انتظري يا حلوة، أنا مصاب ألن تفحصيني ؟"

 سُرى | B.BHWhere stories live. Discover now