ضياع

8.5K 224 4
                                    

الفصل الأول

هبطت سلالم المنزل بشكل عشوائي حتي كادت أن تصدم اكثر من مره في السلالم لكن لم تحس بخطوات ارجلها التي تسير كانت كالمغيبه و عيناها مليئه بالدموع ، إنما كانت ، متألمة ، حزينة ، مكسورة ، بأسي  بللت شفتاها التي جفت من كثرة إلارتجاف و رعشات جسمها بشده

تقدمت بخطواتها للخارج ببطئ بتردد كأنها تخرج للقبره (مدفن), ليس شارع بسيط و مازالت عيناها مليئة بالعبرات وهى تنظر لهؤلاء الناس لتشعر و كأنهم ينظروا إليها اغمضت عيونها بشدة ورفعت يدها تضعها على كتفها وهي تحضن نفسها و تسترها ، كانت نظرات الناس

تشعرها بأنها شبه عارية او عاريه بالكامل
بالرغم أنها ترتدي بيجامه طويله و خصلات شعرها تتطاير من الهواء ، والناس بعض منهم من يشترى طعام ومنهم من يشترى ملابس رخيصة الثمن ، فهي في حي شعبية قديمه
ليقع نظره عليها الحج حسان (شيخ أمام جامع) تقدم منها بخطوات سريعه ، وجدها في حال لا يحسد !!؟
استفاقت من شرودها عندما وقف حسان أمامها و قال :
- مالك يا بنتي واقفة كده ليه و فين جوزك ازاي سايبك تنزلي بالشكل ده ،

تطالعه بعيناها الباكيه لا تعرف ماذا تقول فما حدث معها منذ قليل مثل فيلم دراميه ،؟
اغمضت عيونها بشدة لمعت عيونها بعبرات متألمه ولا تستطيع النظر في عيناه وهي تقول بصوت مرتجف :
-استرني يا عم حسان ،
صمت قليلا يتطلع لها ثم أردف قائلا باستغراب : -حاضر يا بنتي بس فين جوزك ،
تطلعت له بتوتر قائله بصوت مكسور :
- ابوس ايدك استرني يا عم حسان ،                فزع بشده من منظر وجهها المغطي بالدموع و احمررر وجهها ، ليبرر الموقف بأنها تشاجرت
مع زوجها

أستمع لصوتها المنكسر مره ثانيه وهي تطلب نفس الطلب بأن يسترها ، ليرد قائلا :
- حاضر يا بنتي تعالي معايا عند خالتك ام حسن  لحد ما تشوفي هتتصرفي ازاي ؟
نظرت له بتردد و ثم تذكرت بأن لم يعد لها مكان بعد الآن ،
***

فتحت الباب سيده تدعو (ام حسن ) و نظرت باستغراب لعوده زوجها :
- حسان انت اللي رجعك مش روحت تفتح الجامع  لحقت تصلي صلاه العصر . 
-هششش ايه راديو و اتفتح هاتي مفتاح شقه ابنك حسن بسرعه ،
تطالعته بتعجب :
- ليه ؟ أنت هتبيع الشقه ولا إيه ، ابنك مسيره يرجع من السفر و يقعد فيها ،
قال بغيظ وهو يستغفر ربه :
- يا ستي خلصيني و هاتي المفتاح ، الست واقفة بره ،.

-ست مين !
لم تكمل سوالها لتلمحها تقف وراء زوجها وهي تفرك يديها بتوتر و تنظر أرضا ،
شهقت قائله :
- مش دي
قاطعها بغضب :
- ايوه هي يلا هات المفتاح
-حاضر ، حاضر
***

تقدم بخطواته للداخل بهدوء , و يقول حسان وهي يناولها المفتاح :
- خدي يا بنتي خلي المفتاح معاكي  و اقعدي برحتك مفيش حد بياجي الشقه هنا ، وابني أهو مسافر من سبع سنين يعني مستحيل يجي دلوقتي  ولو جاي هيتصل بيا الأول
وجدها صامته ، ليتنهد قائلا :
- لو احتاجتي حاجه تعالي و خبطي عليا انا و مرات عمك متكسفيش مننا ، انا همشي بقي ،
- ع اا عم حسان !
رد عليها :
-ايوه يا بنتي ، عايزه حاجه ؟

مذكرات خائنة (كامله) لــ خديجه السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن