أغمضت عيناه بألم ينهش قلبها و اردفت :
- ممكن ماتقولش لي جوزي أو اي حد اني هنا  ممكن ؟!
- يا بنتي تلاقيه قلقان عليكي دلوقتي ، و مش حقدر اكدب لو حد سألني عنك ،
- لا متخفش مش هتكدب ولا حاجه ، هما أصلا ولا هيسالو عليا ولا هيدوروا كمان
تطالع لها بنظره مطوله ثم قال :
-حاضر ماتقلقيش مش هقول لحد ، ربنا يفك كربك يارب ،
قالت بحزن عميق :
- أيوه يا عم حسان ادعلي أنا محتاجه الدعاء اوووي إلايام دي ،.
***

دخلت الفتاة إلى غرفه صغيره وأضائت النور ثم أقفلت خلفها الباب بهدوء ، ثم اتجهت إلى إحدى الفرائش ترتمي عليه ، كانت الغرفة صغيرة نسبياً بها فراشان بالكاد يتسع لهما و تسريحة صغيرة وخزانة جلست على الفراش تنظر للفراغ وعيون لامعه متألمة ، وضعت كفيها على وجهها لتنفجر باكية على ما هي فيه الآن ، كان صوت بكائها مسموع ومؤلم ، كم تكره ذاتها لأنها ضعيفه أمام اهانتهما لها اليوم ، لم يكن لديها القوه للدافع عن نفسها ،
ما زالت علي هذا الحال حتي استمعت لصوت آذان صوت حسان بالجامع ، جالسه علي طرف الفراش واضعه كفي يدها علي وجهها تبكي بصمت ، و تفكر بتردد أن تذهب الوضوء و تصلي ، لكن هل لديها القدره ، تتذكر اخر كلمات سمعتها قبل رحلها،

- أنا عارفه حجاب كمان اللي حطاه و مغطي به شعرك بعد اللي سمعناه عنك اعوذ بالله من
امثالك ،
تتمنى لو تهرب وتترك الجميع لكي تنعم بحياتها، أنها تخجل أن تصلي وتركع لله ، تنهدت لتنهض وهي تنوي الصلاء فلقد مرت عليها أكثر من هذه اللحظات الصعبة ،.
***

استمرت علي هذا الحال اسبوع تجلس في منزل الشيخ حسان و تأتي إليها زوجته كل يوم بصنيه طعام حتي تاكل لكنها فقدت الشهيه لكل شئ يسير حولها ، وحاول الشيخ حسان معاها اكثر من مره حتي يعرف ما اصابها لكن كانت ترد بجمله واحده ( لايوجد شئ ) ،
لكن لم يقتنع بالفعل و زادت شكوكه عندما لم يسأل عليها أي أحد بالفعل
***

- برضه يا بنتي مش هتاكلي كمان النهارده .
ردت بهدوء عليها :
- ما انا باكل اهو ،
قالت ام حسن بعتاب :
- هو ده اكل يا بنتي برضه ، وبعدين حسان سيبك هنا عشان تقعدي براحتك ، بس شكله كده غلط ،
اغمضت عينيها بأسىٰ قائله :
- صدقيني انا كويسه ، كثر خيركم انتي وعم
حسان على كل اللي عملته معايا ، أنا مش عارفه من غيرك كنت عملت ايه ؟ ولا كنت هاروح فين؟!
- يا بنتي ده احنا اهل ، انا هاسيبك بقي تصبحي على خير ،
***

تلملمت في الفراش بنعاس فتحت عيناها ببطء وجدت الأضواء مغلقه والمكان هادئ عكس العاده فكانت تفيق دائما علي صوت الضجه الأضواء المشتعله التي تسبب لها ازعاج ،
تطلعت علي نفسها رأت الغطاء موضوع عليها بأحكام ، وأنها ليس بمنزلها القديم ، اعتدلت في جلستها بجسدها عادت برأسها للخلف أسندت علي حافه الفراش بتعب وأجهاد ، تطلعت يسارها علي المكان الفارغ يعم المنزل الهدوء ، ضحكه ساخره علي حالها مليئة بالألم فكانت تتمني أن تصبح لوحدها لو لمده نصف ساعه حتي تستريح و أصبحت بالفعل وحيده لكن ليس نصف ساعه كما كانت تتمني بلا العمر كله،

ماذا تفعل الآن هل سيصبح الحال هكذا ؟! أين الأمان الذي كانت تعيش فيه ؟! أين صوت الضحكات و الفرحه التي كانت تملئ حياتها بهجه؟! فأصبح الوضع في غمضة عين راس علي عقب ،؟!
كم تكره وحدتها هكذا ؟! سوف تجن كلما تذكرت
ما حدث تريد أن تصرخ من الألم المحبوس داخلها ؟!
***

في صباح جديد ،.
كانت علي سجاده الصلاه فهي لم تستطع النوم إلا بعد أداء أول فريضة لها بطهارة ، حتي تغفو وتشعر بالراحة والسكينة نوع ما ،
نهضت بعد الانتهاء من الصلاة لتنهد وتنظر حولها للمكان بشرود غير واعيه لتلك الدموع التي تهبط من عيناها رغمٱ عنها باحساسها بضيق و عدم الراحه و ألمها النفسي من وحدتها

لتسير في المنزل حتي تحصل علي شئ يضيع
وقتها حتي لا تفكر فما حدث ، تطلعت بغرفه المكتب وتفكر يمكن أن يوجد بيها كتاب أن تقرأه حتي يضع الوقت ،

دلفت للداخل وهي تبحث علي كتاب لتلاحظ انه ليس بها كتب الا قليل عن شيء يصعب عليها فهمه أو كتب فارغ ، لتفكر بشئ ما
تحضر كتاب صفحات بيضه و تحضر أيضا قلم لتكتب ما حدث لها من ظلم وقسوه ، و ما كانت تريد أن تقوله لكن لا تستطيع ، اخذت هذه الأشياء و ذهب للغرفه و جلست علي الفراش ، صمتت قليلا لتشرد لم تعرف من أين تبدأ فالظلم والقسوة الذي تعرضت لها ليس قليل في حياتها تطلعت بعيناها الباكيه الي الدفتر الذي أمامها وتنوي أن تكتب اهم جزء من حياتها. لتأخذ نفس عميق لتبعد من أفكار سيئة و الألم من ذهنها و تكتب

- انا اسمي سميره مش عارفه اقول ايه ولا اكتب إيه ، أنا عمري ما فكرت أني ممكن في حياتي اكتب مذكراتي رغم اللي حصل ليا ، ممكن كنت خايفه حد يقرا و يعرف حاجه عن حياتي ، بس دلوقتي خلاص كل حاجه انكشفت و اتعرفت خلاص ، بس للاسف كل واحد شافها بالطريقه اللي هو عاوزها ، انا كنت من مده صغيره بس كان عندي عيله كبيره و حلو ، لكن دلوقتي للاسف ما بقاش عندي حاجه و خسرت كل حاجه مش عارفه إذا كان اختياري ولا كان غصب عني، اديني هاكتب واحاسبها دلوقت يمكن اطلع فيها انا اللي غلطانه زي ما بيقولوا ؟!

أغمض عيناه بألم ينهش قلبها و تهبط دموعها و هي تقول بصوت مرتعش و حزين :

- انا عندي ام ، واب ، واخين ولاد ، و زوج ، وأولاد

** ** **

يتبع.

مذكرات خائنة (كامله) لــ خديجه السيدOù les histoires vivent. Découvrez maintenant