Shahbanu ÏÏ شاه‌بانو‎

Part⁴ 19

..

"لتُبقِي ببالك الاعوج انني زوجتك ولست فردًا عاجزًا من ماضيك يا سيد"

ما زال يقيدها في حضنه، وعيناه السيئة المعتمة لا تعتقها.. قال-

"بين ضلوعي كان يوجد قلب حي، وهذا ذهب فداءك.. لم تكن لدي روح، وانت فديتني بروحك.. ان لي قدر صعب ومنهك، وانت شاركتني به بانو.. كيف ستهجرين؟"

"سأهجر ان عاملتني بهذا العنف الغير مبرر، تصرف كسيد محترم واعد لي ثيابي لنذهب من هنا"

داعب وجهها بلطف، كقطة صغيرة بين يديه، ثم قبّل وجنتها، وهي تحاول دفعه عنها..

"ماذا تريد؟!"

"الا ترفعي صوتك"

"ماذا تريد مني؟" اعادت بصوت اهدأ

"لا تهددي بالهجر"

واشتدت قيوده على جلدها الطري، ورسم طوقاً حول عنقها بقبلاته الحارقة..

قال-

"سأقتص هذه العنق الجميلة بطريقة اخرى ان فكرت بالهجر بانو"

هنا اتى لبالها الفرق بينه وبين لعنة زواجها الاول، ان الاخر كان سعيداً بهجرها لدرجة منعها من العودة، واخفاء وجودها المعنوي بالكامل-

اما هتان، سيخفي وجودها الكلي ان هجرت، ولا يمزح، فشدة العشق كالمرض المؤذي..

وماذا عن رجل مضطرب بالاساس، لديه من الجنون والهذيان ما يكفي، ويزيد عليه جنون العشق.

حلها الوحيد الآن ان تمثل الضعف وتكف عن المقاومة؛

بالفعل ارخت جسدها باستسلام "لا تظلم هتان، انا أمنتك على نفسي، انظر بماذا تقابلني انت"

مسح على رأسها وحدود وجهها، بكل حنية ولطف-

"بانو، عشقي لك اكبر من الظلم، واسوأ واشد سواداً.. عقلي المتأرجح سيفنى بالكامل، وقد ظننت انك ستحمينه من التلاشي، والحال انك بتهديدك باجراء اتصال هاتفي والذهاب، محوت ما تبقى منه"

"حسناً، كنت اتدلل، لم اكن لافعل ذلك، حتى لو اردت فعله لفعلته منذ شهر، بالاساس لما كنت تابعت الطريق معك.. وما كنت احتضنت ضعفنا وخذلاننا لليالٍ طويلة!"

"والليلة انت من خذلني، الى اين اذهب، وعلى ماذا استند؟ انظري حتى لما آذيتني انتِ لجأت اليكِ"

"انهض، لنعد الى البيت، بيتنا الجديد في الحقل المنعزل"

"لم البكاء؟ سلطان قلبك لا يفرط بك"

لم تدرك ان دموعها ظاهرة له بتلك العتمة، انها حتى لم تستطع مسحها وتخبيتها، بسبب امساكه لها بتقييد محكم.

"انا أبكي.. ربما لانني لم اضع احتمال ان عشقكَ صعب وموجع بهذا القدر.. ظننت انك تحبني وستحميني ولن توجعني.. أكاد لا اتعرف عليك- هل انت هتان الرجل العظيم الذي قابلته في ذلك المساء الساحر؟.. يوجعني"