CHAPTER 2: إِغْوَاء

477 49 42
                                    


..
-PART 6-

{الافعى تغوي فريستها، بسبل وطرق يجعلها تنتظر وقتاً طويلاً في المراقبة والتخطيط، ثم ماذا لو اكتشفت تلك الافعى ان جحر فريستها بالواقع هو مأواها الآمن من النسر المتربص لها؟}

..

المثل كان يقول- نوم الظالم عبادة..

المثل اليوم يقول- نوم الظالم ظلام له..

هتان المستلقي في فراشه الآمن، بين جدران بيته الآمن، لم يكن آمناً في مناماته-

يرى نفسه مقيداً، معصوب العينين، يسمع ضحكات طفل من بين الظلام والبرد، والتي سرعان ما تتحول لصراخ وبكاء مريب.. ثم شعوره بأيادٍ تسحب روحه من قدميه، وطعم الدم والبارود تحت لسانه..

فيستيقظ في فراشه، مسلوب الانفاس لا حس له.

هذا الكابوس ذاته منذ تلك الحادثة قبل سبع سنوات، وفي كل مرة يصبح اوضح، حتى يكاد يقترب الى الواقعية الكاملة..

خرج الى شرفة غرفة نومه، حيث لمح ظل شخص طويل يراقبه من الشارع-

لم يعطِ اهتماماً في البداية، واعتصر اجفانه يواسي نفسه "لا تتشوش.. مجرد كابوس وانتهى"

حاول استعادة انفاسه، صدره مطبق وثقيل، عقله لا يستوعب ما ان كان استيقظ من نومه بحق.

يسمع طنين مزعج، ويرى اضواء الليل الخفيفة كوميض يعميه-

الى ان سمع نباح كلابه الشرسة في الاسفل..

كانت قد نبحت لتحرك ذلك الظل الذي يراقبه، فإذاً لم يكن يحلم..

خرج من بيته بسرعة، يلحق بالظل الاسود الخفيف، تبعه سائراً على قدميه-

الى اين اوصله؟

بيت بانو.

اعتقد انه يهلوس، فذلك الظل دخل بيتها.

عبر بوابة بيتها، كانت اخر مرة رآها فيها قبل أسبوعين في الحفل السابق.

دخل البيت من الباب الذي كان مفتوحاً- فقد قام بفتحه الظل الاسود كما خيل له-

واول ما توجه اليه غرفتها، حيث الباب مفتوح كذلك، وهي تغفو بثوب نوم ابيض..

ليست هي صاحبة الظل الاسود..

هل هو صاحٍ؟ أهذا كابوس بداخل كابوس؟

شكه وارتيابه دفعه لان يبحث في المنزل، بكل هدوء واحترافية..

لا يحتوي على نفس كائن حي، شيء مثل الكذب..

امسك رأسه يداري صداعه وهلاوسه الغير محتملة، واشد ما يثقل عقله سؤال-

لماذا وصل الى هنا؟

وكونه رجل غير سوي بطبيعة الحال او بأي حال هو فيه، عاد ليدخل غرفة بانو..

واقترب من وجهها، يستشعر مدى استغراقها في النوم.

Shahbanu ÏÏ شاه‌بانو‎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن