الفصل الثاني "مفاجأة غامضة"

316 11 0
                                    

الفصل الثاني "مفاجأة غامضة"

__________

طالعت المكان من حولها بتعجب واضح، كيف لا وهي لم تجد منذ وصولها إلى منزلها شيئًا واحدًا ينعش ذاكرتها ولو قليلًا، قالت لـ "ريسين" الذي كان يبحث في بعض الأغراض:

- هل أنت متأكد بأنني كنت أسكن هنا؟

أومأ دون أن يلتفت وقال مؤكدًا:

- بالطبع، كيف لا أكون متأكدًا ؟!

قطبت حاجبيها وتمتمت مخاطبة نفسها:

- الأمر غريب، كيف لي ألا أحتفظ بصورة أو ما شابه.

حكت رأسها الذي راح يفكر بعمق في هذا اللغز المبهم، كيف لا يمكنها أن تجد شيئًا واحدًا يخص ماضيها، فقط كل ما وجدته بين مقتنياتها هو بعض أشرطة التسجيل القديمة، وبعض الكتب والأدوات الخاصة بالخياطة، إضافة إلى عدة أشياء بالية لا يمكنها أن تساعدها في التذكر

هتفت وهي تسير خارج الغرفة:

- سأبحث في الغرفة الأخرى

كاد أن يتبعها "ريسين"، ولكنه تلقى إتصالًا بدا هامًا له فأجاب قائلًا:

- مرحبًا "ويلسون" معك "ريسين"

رد "ويلسون" بإهتمام:

- مرحبًا يا "ريسين"، أود إخبارك بأن هناك إجتماعًا طارئًا سيعقد بعد ساعة من الآن، ويجب أن تحضر

زم الأخير شفتيه وقال:

- هل يتضمن الإجتماع وجود "جان" ؟

= أجل، يتضمن الجميع

حدق "ريسين" بساعته قليلًا ثم قال:

- حسنًا سأكون هناك في الموعد .. إلى اللقاء

اغلق هاتفه وهمّ بالتوجه إلى حيث "إيڤان"، ولكن انقبض قلبه عندما انطلقت صرخة نسائية قوية من الغرفة المجاورة، سرعان ما اتجه إلي الغرفة ليجد "إيڤان" تجثو على ركبتيها وتقبض بكفيها على رأسها بقوة، دنى إليها وأخذ يقول بهلع:

- "إيڤان" ما بكِ عزيزتي، هل أنتِ بخير ؟.. أجيبيني

تسارعت وتيرة أنفاسها، وأخذ صدرها يعلو ويهبط، فضمها علها تهدأ قليلًا ثم قال:

- حسنًا، اهدأي وأخبريني ما الذي حدث؟

قالت بصوت يشوبه الألم وهي تشير إلى أرضية الغرفة:

- لقد كنت ابحث في بعض الأغراض حتى وجدت هذه الصورة، كدت آتي لأخبرك ولكن آلمني رأسي بشدة

تأمل "ريسين" تلك الصورة التي تظهر بها "إيڤان" بجوار شخص ما، متأبطة ذراعه وترسم على فمها إبتسامة فرِحة، أخفاها بجيب معطفه سريعًا في حركة بدت مريبة ثم قال بهدوء:

- حسنًا لا بأس، دعينا نعود الآن إلى المنزل لترتاحي قليلًا

رفعت رأسها وقالت متسائلة:

بيدق الحب ... للكاتبة بوسي شريفWhere stories live. Discover now