شكلت ابتسامةُ عينيها هلالين جميلين للغاية حينها
" إنه يستمر بمدّي بالقوّة كل يوم
حُبي لوالدي..حُبي للسلام، حُبي لأحلامي
حُبّي للأطفال حولي، حُبّي لأولئكَ الجرحى بانتظاريحُبّي للأحياء في أرضي وللأمواتِ المحفوظين عندَ ربي
ولولا كُل هذا الحب لما كنتُ هنا أقف أمامكَ
أعيشُ حتى الأنلكن ربما واتتني بعضُ الأفكار السوداوية بين الحين والأخر، ذلكَ القنوط واليأس من فرطِ الكرب
فتشردت بعضُ المشاعر من بيتِ صدري
حتى لحظة لقائي بك، صنعتَ لي موطنًا جديدًا
في أرضٍ بعيدة عن تلكَ الأرضِ التي باعتني
صنعتَ لي موطنًا لا يُشرى ولا يُشترى
فيكَ أأمن وفيكَ أخلدُ في عُمق الكرى"في لحظةِ شجاعةٌ قصوى باحت بمشاعرها تترًا
بلا فواصل وبلا زفرةٍ من الأنفاساحتشدت عينيها بالدموع فيما كانت ترنو إليه
هو الذي يحملُ على وجهه ابتسامةً سيرثي الزمن عليهاوستبقى خالدة في مخدع ذاكرتها أينما ذهبت
كان يودّ قولَ الكثير مثلها
لكن لسانه المتزمت قد علقَ في فمه
لم يكن باستطاعته نطق أي حرف
لكن ذراعيه تكفلت بعناقها بدلًا من كلماتهحشرت وجهها في صدره وتنفسته بعمق
وبدوره تنفّسَ العبيرَ الذي فاحَ منهاأرخى انعقادَ ذراعيه حولها ونظرَ إليها عن قرب
في تلكَ اللحظة رغبَ في نثرِ بذورِ حبّ في تربة وجنتيها لتنمو ثماره الحمراء يانعةواشتهى تذوّقَ شهدِ شفتيها بشدّة
لكن عينيها البراقتين والبريئتين حظرت عنه ذلك
لن يمسها إلا لو صارَ الرجلَ المالكَ لهاواكتفى بتقبيل رأسها بنبل وربّت على كتفها بوداعة
" لنتحدث في المساء...فلدي شيء لأخبركِ به"
" ألا ينفعُ الأن؟"
ضحكَ فجأة وخبّى وجهه الخجول حينما استدار وأخذَ يقوم بتمارينَ مفاجئة
استغربت فعلته تلك وظلت تترقبُ إجابته
لكنه هبطَ للأرضِ فجأةً وجعل يقوم بتمارين الضغط الحامية" لا لا يمكنُ الأن فأنا مشغول"
أهو مشغول بالفعل أم أنه يتهرّب من حصارِ المشاعرِ الخانق عليهما؟ قهقهت لظرافته
YOU ARE READING
سُرى | B.BH
Romanceهُو الّذِي أسرَى ببدنهِ لَيلًا كَي يُجَاهرَ بِما سَيزهرُ قَلبها للأبَد " سورا ، كُونِي لِي البيتَ أَكونُ لَكِ الوَطَن كُوني لِي القَلب، أَكُون لَكِ الرَّوح كُوني لِي العَينَ، أكُون لكِ الشَّفةَ وَ الأذنين شَاركِيني...