| الثالث والثلاثين |

ابدأ من البداية
                                    

عيناها اتسعتا. "أنتِ وكايل؟"

"يونمي هل كنت أحدّثُك عن شبح ما كل هذا الوقت؟ أجل أنا وكايل!" أخرجت ملابساً عميلة من خزانتي، قميصٌ أزرق مع نقوش بسيطة وبنطال أبيض ضيق.

وقت تصوير البرنامج سيبدأُ بعد ساعة وبالكاد أشعر أنني قد أصل في الوقت.

"ليس هذا ما أقصده، أشعرُ بالتفاجؤ.." صمتت لثانية ثمّ ضحكت. "حسناً على من أكذب؟ لا أشعر بالتفاجؤ مطلقاً! لقد أخبرتك أنه معجب بك!" وقفت على السرير وأشارت لي بسبابتها.

"لا تتفاخري بنفسك كثيراً." دخلت إلى دورة المياه ثمّ بدلت ملابسي وعدت إلى يونمي لأجدها كما هي فوق السرير تنتظر عودتي.

"ماذا عنكِ؟ كيف تشعرين؟"

سؤالها كان كالمنبه الذي أيقظ بداخلي عقلي المُغلق منذ البارحة.

ماذا عنّي؟ ..

صمتُّ لثانية بينما أصفف شعري بالآلة المخصصة. "آليس؟" نادت يونمي إسمي.

"لا أعرف." خرجت الجملة في شكل تنهيدة.

"لا تُفقديني أعصابي الآن، ماذا تعنين بلا أعرف؟ ألا ترين أنه يعجبكِ أيضاً؟" رفعت حاجبيها بتعجب.

زفرت الهواء وتحركت بغير راحة. "أجل أرى ذلك لكن لا يُمكنني فقط الإنقياد وراء مشاعري بهذه السهولة! بعد نواه وبعد كُل شيء. لا أعرفُ إن كنت صالحة لشيء––"

"لحظة دعيني أفهم ما تقولين، هل لازلتي تُحبين نواه؟" نظرت لي بشك بعد أن قاطعتني.

"كلا. بالطبع لا!" صحت. "الأمر كله هو أنني لا يمكنني المُضي من بعده. لا يمكنني أن أشارك نفسي مع شخص الآخر. أنا بالكاد أحتملُني الآن، كيف سأحتملُ أحداً يشاركني حياتي؟!"

نظرت لي يونمي لحظات بدت فيها غير مصدقة لما أتفوه به.

"متى ستصبحين أفضل؟" سألت بجدية.

"أعلم أن الجميع يتوقع مني أن أمضي قدماً وأن أكون إنعكاساً لذلك الشيء المثالي، الجميع يريدني أن أطعمهم نفس القصة حيث يخرج الإنسان من الظلمات إلى النور، من الضعف إلى القوة ومن مُنكسر إلى متكامل. أنا أيضاً أريد ذلك لكن لا يمكنني."

أستطيع القول أنها بدت مأخوذة بكلماتي للحظة، يمكنني رؤية كل شيء من خلال عينيها اللتان تنظران لي بحيرة.

"آليس دعيني أخبركِ شيئاً ظننت أنكِ بالفعل تعرفينه.. ألا تعرفين أن كونك مررتي بتجربة واحدة فاشلة لا يعني أن كل تجاربك ستكون بهذا الشّكل، وأن عليكِ المُضي قدماً!"

سحبت حقيبتي ووضبت أشيائي بداخلها ثم رفعت عيناي ليونمي قائلة "ماذا بعد؟ ماذا إن فشلت هذه أيضاً؟ ما هو الحب بأي حال؟ ما هو الحب؟ لقد مللت من محاولة معرفة هويته وما هو وكيف هو! أظن أن الحب مجرد سراب تخترعه عقولنا التي تريد أي شيء للتشبث به! فعندما تخسرين شخصاً تدركين بحلول الوقت أنكِ ستخسرين الجميع."

نيتفليكس | Netflix حيث تعيش القصص. اكتشف الآن