طالب العلم

0 0 0
                                    

الجزء: الثالث

* [منية المريد] : أتيت النبي (ص) وهو في المسجد متكّىء على برد له أحمر فقلت له : يا رسول الله !.. إني جئت أطلب العلم ، فقال :

مرحبا بطالب العلم ، إنّ طالب العلم لتحفّه الملائكة بأجنحتها ، ثم يركب بعضها بعضا حتى يبلغوا سماء الدنيا من محبّتهم لما يطلب . ص185

* [منية المريد] : قال أمير المؤمنين (ع) : العلم أفضل من المال بسبعة :

الأول: أنه ميراث الأنبياء والمال ميراث الفراعنة .
الثاني: العلم لا ينقص بالنفقة والمال ينقص بها .
الثالث: يحتاج المال إلى الحافظ والعلم يحفظ صاحبه .
الرابع: العلم يدخل في الكفن ويبقى المال .
الخامس: المال يحصل للمؤمن والكافر والعلم لا يحصل إلا للمؤمن خاصة .
السادس: جميع الناس يحتاجون إلى صاحب العلم في أمر دينهم ، ولا يحتاجون إلى صاحب المال .
السابع: العلم يقوّي الرجل على المرور على الصراط والمال يمنعه . ص185

* [منية المريد] : قال زين العابدين (ع) : لو يعلم الناس ما في طلب العلم لطلبوه ولو بسفك المهج ، وخوض اللّجج ، إنّ الله تعالى أوحى إلى دانيال :

أنّ أمقت عبيدي إليّ الجاهل المستخفّ بحقّ أهل العلم ، التارك للإقتداء بهم ، وأنّ أحبّ عبادي عندي التقي الطالب للثواب الجزيل ، اللازم للعلماء ، التابع للحكماء ، القابل عن الحكماء . ص186

* [أمالي الطوسي] : قال الصادق (ع) : لست أحب أن أرى الشاب منكم إلا غادياً في حالين : إما عالماً أو متعلماً .. فإن لم يفعل فرّط ، فإن فرّط ضيّع ، فإن ضيّع أثم ، وإن أثم سكن النار والذي بعث محمدا بالحق . ص170

* [أمالي الطوسي] : قال أمير المؤمنين (ع) : سمعت رسول الله (ص) يقول : طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ، فاطلبوا العلم من مظانه ، واقتبسوه من أهله فإنّ تعليمه لله حسنةٌ ، وطلبه عبادةٌ ، والمذاكرة به تسبيحٌ ، والعمل به جهادٌ ، وتعليمه مَن لا يعلمه صدقةٌ ، وبذله لأهله قربةٌ إلى الله تعالى لأنه معالم الحلال والحرام ، ومنار سبل الجنة ، والمونس في الوحشة ، والصاحب في الغربة والوحدة ، والمحدِّث في الخلوة ، والدليل على السرّاء والضرّاء ، والسلاح على الأعداء ، والزين عند الأخلاّء .

يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادةً تُقتبس آثارهم ، ويُهتدى بفعالهم ، ويُنتهى إلى رأيهم ، وترغب الملائكة في خلّتهم ، وبأجنحتها تمسحهم ، وفي صلاتها تبارك عليهم ، يستغفر لهم كل رطبٍ ويابسٍ حتى حيتان البحر وهوامه ، وسباع البر وأنعامه .. إنّ العلم حياة القلوب من الجهل ، وضياء الأبصار من الظلمة ، وقوة الأبدان من الضعف ، يبلغ بالعبد منازل الأخيار ، ومجالس الأبرار ، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة ، الذكر فيه يعدل بالصيام ، ومدارسته بالقيام ، به يُطاع الرب ويُعبد ، وبه توصل الأرحام ، وبه يُعرف الحلال والحرام ، العلم امام العمل ، والعمل تابعه ، يلهمه السعداء ، ويحرمه الأشقياء ، فطوبى لمن لم يحرمه الله منه حظه !.. ص171

بيان: هذه الأخبار تدل على وجوب طلب العلم ، ولا شك في وجوب طلب القدر الضروري من معرفة الله وصفاته ، وسائر أصول الدين ، ومعرفة العبادات وشرائطها والمناهي ولو بالأخذ عن عالم عيناً ، والأشهر بين الأصحاب أنّ تحصيل أزيد من ذلك : إما من الواجبات الكفائية أو من المستحبات . ص173

* [بصائر الدرجات] : قال علي (ع) : طالب العلم يشيّعه سبعون ألف ملك من مفرق السماء ، يقولون : صلّ على محمد وآل محمد . ص173

* [ثواب الأعمال] : قال الباقر (ع) : ما من عبدٍ يغدو في طلب العلم أو يروح ، إلا خاض الرحمة ، وهتفت به الملائكة : مرحباً بزائر الله ، وسلك من الجنة مثل ذلك المسلك.

بيان: من زار العالم لله ، ولطلب العلم لوجه الله تعالى ، فكأنه زار الله. ص174

* [الغوالي] : قال النبي (ص) : فقيهٌ واحدٌ أشدّ على إبليس من ألف عابد . ص177

* [الغوالي] : قال النبي (ص) : مَن يُرد الله به خيراً يفقّهه في الدين . ص177

* [الغوالي] : قال النبي (ص) : مَن خرج من بيته ليلتمس باباً من العلم لينتفع به ويعلّمه غيره ، كتب الله له بكلّ خطوةٍ عبادة ألف سنة صيامها وقيامها ، وحفّته الملائكة بأجنحتها ، وصلّى عليه طيور السماء ، وحيتان البحر ، ودواب البر ، وأنزله الله منزلة سبعين صدّيقا ، وكان خيراً له من أن كانت الدنيا كلها له فجعلها في الآخرة . ص177

* [مجالس المفيد] : سئل الصادق (ع) عن قوله تعالى : { فلله الحجة البالغة } ، فقال : إنّ الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة : أكنت عالما ؟.. فإن قال : نعم ، قال له : أفلا عملت بما علمت ؟.. وإن قال : كنت جاهلا ، قال له : أفلا تعلّمت حتى تعمل ؟.. فيخصمه وذلك الحجة البالغة .ص 178
  

* [تفسير الإمام العسكري] : قال أمير المؤمنين (ع) : يا جابر !.. قوام هذه الدنيا بأربعة : عالمٌ يستعمل علمه ، وجاهلٌ لا يستنكف أن يتعلّم ، وغنيٌ جوادٌ بمعروفه ، وفقيرٌ لا يبيع آخرته بدنيا غيره ، ثم قال أمير المؤمنين (ع) : فإذا كتم العالم العلم أهله ، وزها الجاهل في تعلّم ما لابدّ منه ، وبخل الغني بمعروفه ، وباع الفقير دينه بدنيا غيره ، حلّ البلاء وعظم العقاب . ص178

* [روضة الواعظين] : قال أمير المؤمنين (ع) : الشاخص في طلب العلم كالمجاهد في سبيل الله ، إنّ طلب العلم فريضةٌ على كلّ مسلم ، وكم من مؤمن يخرج من منزله في طلب العلم فلا يرجع إلا مغفورا . ص179

المصدر: جواهر البحار

مقتطفات Where stories live. Discover now