|03|

815 82 115
                                    

هولا~

شدّوا الأحزمة~

جميع الكلمات و المصطلحات الطبية/ الغريبة سيتم تعيينها ب(*) و توضيحها في نهاية البارتات ( إن وجدت )

...

15,Sep
-على ما أظن-

عتمة ، ثمَّ الألم ، فالتشوش ، و من ثم الإدراك بأن الألم كان يختفي و يعود بصورة دورية .

سواد ، عالمٌ ضبابي ، أصوات مختلطة ببعضها البعض ، لا شيء واضح ، ألمٌ مجدداً ، ثمَّ سكون ، و أخيراً تائهٌ بالامكان.

الذكرى الحقيقية الأولى : هي أصوات صراخ و بكاء و أبواقٌ عالية ، دموع و دماءٌ و أضواءٌ قوية ، ارتداد على الأرض ، ثمَّ لا شيء .

الذكرى الحقيقية الثانية : أصابعُ أحدٍ ما تُقحم شيئاً داخلَ فمي في أوقاتٍ متقطعة ، و لكن و على الرغم أنّني كنت في مرحلة اللاوعي، أدركت بطريقة ما أنها منتظمة ، شيئاً يشبه كبسولات كونتاك* ، و بما أنها لم تكن تُتبع بالماء ، فهي كانت تقبع داخل فمي فقط. و عندما كانت تذوب ، كانت تخلّف طعماً مرّاً للغاية يشبه طعم الإسبرين إلى حدّ ما .

ذكرى مشوشة عن أجسادٍ بيضاء تحومُ حولي دائماً، شعورٌ كبيرٌ بالفراغ تولّد في داخلي ، أشعر أنّني فقدتُ شيئاً لكنّني لم أكن بالوعي الكافي لأدرك ما هو .

يريد الخروج، من يريد الخروج ، و لماذا ؟ لا يعرف ، لكنّه كيانٌ ما يريد الخروج .

ثقيل ! شيءٌ ثقيلٌ حقاً ، هلْ هناك صخرة تقبعُ فوقي؟ لا أدري لكنّه حقاً ثقيلٌ و مؤذي .

أشعر بالخدر ، كأن هناكَ نملٌ يسير على أطرافي ، و سائر جسدي .

إصبعان تقتحمان فمّي مجدداً ، تدفع داخله كبسولةٌ ما متوسطة الحجم ، شيءٌ ما دفعني لامتصاصها ، و يبدو أنني حسنٌ فعلت .
كيف عرفت؟ لا أدري حقّاً .

ذكرى عن حضنٍ دافئ ، هذا حقاً مريح، أشعر بالدفء يجتاحني تماماً ، كأنني أعوم داخل حوضٍ من الماء الدافئ ، أنامل طويلة تداعب شعري .
الحضن أصبح ساخناً ، ثم أسخن و أسخن كأن الجسد الذي يحتضنني تحول إلى ماءٍ يغلي و تزدادُ حرارته كلَّ ثانية، الأنامل الطويلة التي تداعب شعري تحولت إلى شيءٍ قاسٍ و قويٍ يَشدُّ عليه ، إنه يشدُّ أقوى و أقوى ، شعري بدأ يُخلعْ ، سائل ساخنٌ غطّى جسدي ، صراخٌ عالٍ ظهرَ فجأة ، اصواتٌ غير واضحة، لأجسادٍ غير واضحة ، ألوانٌ حمراءُ و زرقاء تسطعُ من بعيدٍ و تقترب  شيئاً فشيئاً ، شيءٌ ما قويٌ يمسكُ كتفاي كأنه يحاول أن يسحبني من أسفلِ شيءٍ ما ، ثمّ هدوءٌ و ظلامٌ غريبين اجتاحا كلَّ شيءٍ فجأة.

M. P. DWhere stories live. Discover now