الفصل التاسع.

Start from the beginning
                                    

-لا أستطيع نزع عينيّ مِن عليك-



و حينما حلّ الشِتاء ، كانت إيزابيل في شهرِها السادِس.



أُصيبت حينها بِحُمى شديدة جعلتها طريحة فِراشِها.



كانت تبكي طوال ليالٍ وتُصلي لِلإله بِـألّا يُصيب ظناها مكروهٌ إثر حُمتِها ، تدعوه لِيُطيل عُمرها حتى تلِده بِصحةٍ و عافية.



حالتُها الصحية لَم تكُن مُستقِرةً البتّة حتى أن الملِكة أمرت أن تقضي صديقة طفولتِها أشهُر حملِها الأخيرة بِداخل القصر وسيعتني بِها أفضل الأطباء.



مرت أربعةُ أشهُرٍ على وضعِهِم ذاك حيث الليالي الكثيرة للملِكة وصديقتِها ، يضحكان معًا و يُغنيان ، يُقهقِهان على حركة الطفل الكثيرة الذي يهدأ ما أن تبدأ الملِكة بالغِناء بصوتِها الشجيّ.


الثلج بدأ بالذوبان و الربيع لا يزال يشُق طريقه لتحية البشر.



و حينما تفتّحت الأزهار الأولى للربيع ، كانت إزابيل تلِد طِفلها المُنتظر ، بجانِبِها الملكة تُمسِك بيدها التي تضغط بقوةٍ جنونية عليها ، زجوها الذي يكاد يشيبُ رأسه بمشي بدوائرٍ بالخارج.




" دفعةٌ أخيرة إيزابيل و سيكون طِفلُكِ بين يديك "
السيدة آنا هتفت للإمرأه الباكية إثر الألم الفضيع أسفلِها.



و توقف الجميع لِذلِك البُكاء العالي النابِع مِن ثغر الصبي الأبيض الذي ولِد.



" إنه صبيّ! "
تهتِف آنا بفرحة وتلُف الصبيّ بِمِلاءةٍ بيضاء ، تكادُ لا ترى الطِفل فيها لِشدةِ بياضِه.



تضعُه بِحضن والِدتِه التي تبكي تأثُرًا ، تنظُر لزوجِها الذي يمسح أدمُعه عِند الباب المفتوح ، تُلوح له بالقدوم.



يتأملان طِفلِهم الجميل ذو البشرة البيضاء الناصِعة والخُصلات البيضاء الخفيفة.



يهدأ حينما تعرّف على رائِحة والِدته التي تمسح بِخفةٍ على خدِه ،
يفتح عينيه التي ورِثها مِنها.



" إنه يحمِل عينيك ، حبيبتي "
يُسنِد رأسه على رأس زوجتِه.



سعيدين جدًا.



" ماذا ستُسميانِه؟ "
همست آنا بسعادةٍ للزوجين.



بعدها إلتفّت إيزابيل للملِكة ، لوريـا.


Behind The Castle.Where stories live. Discover now