الفصل التاسع

ابدأ من البداية
                                    

ولكن المعلومات التي أوردها فارس أكدت لها أن شفاؤه بيد الله فنزلت دمعتها لتنحدر على خدها المتورد حسرة على شموخ زائل لرجل كانت خطوته تزلزل الأرض أسفل أقدامه ..فما كان من فارس إلا أن أخرج منديلاً من جيب سترته وناولها إياه فقبلته ومسحت دموعها وسلمت عليه مغادرة لتدخل المشفى مرة أخرى وحذا فارس حذوها وغادر فوراً

كان ينزل من سيارته السوداء التي تعب حتى وجد مكاناً ليصفها أمام المشفى فوجدها تمسح دموعها بمنديل قبلته من ذلك الشاب الوسيم بل وسلمت عليه ودخلت لتختفي بداخل المبنى ، عقله المجنون اشتعل :" من هذا الوسيم ؟! إذاً هي تكمل مسيرة أمها هل تقابل أصدقائها هنا لذلك لا تعود للمنزل ؟؟" اختفى داخل المبنى يبحث عنها متناسياً تماماً المرأة الخليعة التي بسيارته ..

" إلى أين سناريا ؟؟ ومن أين ؟" التفتت بحنق للصوت الذي اعترضها

فكرر كلماته عندما وجدها تستدير مرة اخري وتكمل سيرها تاركة صاحب الصوت خلفها

" إلى أين سناريا ؟؟ ومن أين ؟" اعترض رامز طريقها فوقفت متأففة يكفيها توتر لذلك اليوم القاسي لتجيب بغيظ :" رامز ماذا تريد ؟؟ ألن تنتهي من تلك الحركات المراهقة ؟!" ضحك عالياً و أراح كفه على الجدار خلفها مما جعلها تلتصق بالجدار حتى لا تلمسها يده : " ألن ترفعي رايتك البيضاء وتسلمين يا أجمل طبيبة نسائية ؟" تحركت خطوة جانبية لتبتعد عن مرمى يده قائلة :" أي كلمة من كلماتي الكثيرة الرافضة لا تفهمها يا دكتور رامز ؟؟ سأعيد عليك ثانية لا أريد الزواج منك " و أردفت غاضبة :" هل تعرف لماذا أرفضك ؟؟ لأنني لا أجدك ملائماً لي " كتف ذراعيه أمام صدره و رفع بسبابته نظارته الطبية التي لا يرتديها كثيراً :" لقد رأيت اليوم والدتك و أردت أن أوصلها بنفسي حتى تسنح لي الفرصة لأحادثها في أمر زواجنا " وقفت تضرب كفاً بكف من الغيظ الذي تسبب بأن تحتد عليه متناسية المكان المتواجدين به :" هذا يدل على أنك لا تعلم عني شيئاً هذه ليست أمي ، هي من ربتني و زوجة عمي .. أتعلم هي أيضاً والدة زوجي !" تخطته مسرعة لتنهي ذلك الموضوع الذي طال .. ولكنه لم يمكنها من الابتعاد : " والدة زوجـ .. ؟! إذاً كنتِِ تتسلين بي وبمشاعري ، وجدت أنني مدله بحبك و أردت اللعب .. أليس كذلك ؟؟ و أنت زوجة وتخفين ذلك الزوج حتى أنكِ لا ترتدين خاتم زواج لتصبحي حرة في علاقاتك التي أكيد بقذارة تصرفك " رفعت يدها لتصفعه ولكنها فكرت :" لا أحتاج لفضيحة تلوث سمعتي " فأنزلت يدها وتكتفت أمامه :" اخرس .. أتعلم أنك وقح ؟ لا تدعي أنك ضحية ، لقد رجوتك أن تبتعد عن طريقي مرات ومرات ولم أمنحك كلمة واحدة تؤكد أنني موافقة عليك بل موقفي ظل ثابتاً منذ البداية .. ليس ذنبى أنك لم تفهم ولم تتراجع ، أرجو الآن أن تفهم .. أما بالنسبة للخاتم سأرتديه قريباً " وارتفعت عيونها الزيتونية الغاضبة لتنظر خلف محدثها للشخص الذي زرع فجأة أعلى الدرج كعمود إضافي !

اسود وجهها عندما وجدت غيث يقف ينتظرها في أعلى الدرج و في عينيه غضب جعلها تتمني أن تنشق الأرض و تبتلعها ، جمدت بأرضها و رامز ما زال على غضبه :" أنا السبب أني صدقت براءتك الخادعة " نظرته الحاقدة أجبرت نظرها على التوصل وهو هابطاً الدرج متجهاً حيث هي ، أمسك بقميص رامز :" لا تتحدث مع الآنسة بتلك الطريقة " شخر رامز ساخراً :" آنسة .. شكراً يا سيدتي على كل ماحدث بيننا حتى الآن " وتركهما في ذهول ، لم تتوقع من غيث أن يعترض طريق رامز ويسدد له لكمة واحدة أطاحت برامز أرضاً وهو يصرخ بتملك وحشي :"هذه الكلمات لا تُقال لزوجتي أنا ولا تلم إلا نفسك إن علمت أنك اعترضت طريقها مرة أخرى ، هل وصلتك رسالتي ؟" قام رامز ينفض ملابسه ويمسد فكه ويأخذ نظارته الطبية التي كُسرت إثر سقوطها على الأرض الصلبة :"هنيئاً لك بها يا زوجها " رمى كلمته وسار ليجر أذيال خيبته أمامه تاركاً إياهم خلفه وسط بحر متلاطم أسود من التوتر واختفى !
ما لبث أن أمسكها غيث من ذراعها بطريقة مؤلمة وقال بصوت غاضب
:" هل كل مرة أراكِ فيها تكونين بصحبة رجل ؟؟" فنظرت سناريا له برعب فأكمل كلامه بتهديد :" أقسم إن رأيتك مع رجل مرة أخرى لأدق عنقك و عنقه هل كلامي واضح ؟"
فأومأت برأسها و كانت قد تجمعت الدموع بعينها وظنت أنه سيتركها و شانها و لكنه لم يفعل أكمل متبعاً :" ألم أحذرك من التأخر بالخارج ؟!" أجابت بصوت خافت مرعوب :" نعم ولكنني طبيبة وذلك ليس بيدي " صوت رجولي مصعوق :" خيانة ! يا خائنة ألن نتزوج كما وعدتيني ؟" نظرة وجوم قاسية علت وجة غيث ونظرت هي بلوم للمتحدث كأنها تقول ليس وقتك نهائياً ، تصفيق قطع شجارهما وصوت مها المشرقة الوجه الواقفة خلف خالد الضاحك تحركت لتقف بجواره تلكزه بمرفقها :" تبدو أنها شجارات أزواج .. تزوجا بسرعة حتى أحافظ على هذا المجنون من الغواية .. فأنتما تليقان ببعضكما " سأل غيث ببرود تام :" من أنت ؟" مدّ خالد كفاً مسلماً :" الدكتور خالد منصور جراح وهذه المجنونة مها زوجتي طبيبة نساء وتوليد وصديقة سناريا المقربة .. إذاً عاد الزوج الغائب .. حمداً لله على سلامتك " بهت غيث وسلم من فوره على خالد و مها مرحباً بهما .. في حين التقطت أذنيه كلمات مها الهامسة بها لسناريا المرتجفة :" إنه وسيم جداً .. يبدو غيور أي يحبك .. ماذا فعلت يا مجنونة لتثيري غضبه بتلك الطريقة ؟؟ إنه قادر على قتلك بدون أن يرف له جفن !" ثم صارت تضحك .. ردت سناريا :" الدكتور رامز " تأوهت مها قائلة :" إن رامز ذلك غليظ الفهم لقد ذكرت له عدة مرات أنك لا تفكرين بالزواج " ثم توجهت لغيث بالحديث تريد أن تصيبه بالغيرة حتى يتخذ موقفاً إيجابياً :" جميع المحاولات معه باءت بالفشل و بدون قيمة يريد أن يتزوجها بأي وسيلة منذ فترة طويلة يركض خلفها بلا كلل أو ملل " التقط خالد من زوجته الحديث ليكمل مؤنباً بطريقة ذكية :" وخاصة لا يعلم أحد أنها زوجة وملك رجل .. حتى أنها لا ترتدي خاتم زواج ، نحن فقط من نعلم بحكم الصداقة.. نحن نعتذر سأتدخل بنفسي و أفهمه " ابتسم غيث :" لا تفعل شكراً ، لقد أبلغته بنفسي و أنا أشكركما لقد أبلغتني الوالدة على اهتمامكما بسناريا وشكراً لكما على توصيلها الدائم كلما تعطلت سيارتها " رد خالد :" هي أختنا فلا شكر على واجب "..

الفجر الخجول(مكتوبة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن