الفصل الثامن

1K 25 0
                                    

الفصل الثامن

" رباب هل أنتِ فعلاً ؟" احتضنت صديقتها التي أعلنت :" لم أصدق محسن عندما تحدث عنك وذكر ما حدث معك .. ولم أصدق أذني عندما هاتفتني فجئت إليك فوراً " وأمسكت بيد سناريا و أخذت تديرها أمامها :" ما هذا الجمال ؟! لا تدعي زوجي يراك و إلا أصبحت أرملة " ملأت الضحكة روح سناريا :" تقصدين مطلقة !" فهزت رباب رأسها :" لا أرملة فإن رآك مؤكد سيعجب بك .. ويظل يتحسر على حاله و أنا بهذه الحالة الكروية الضخمة فساعتها سأقتله بيدي حتى أريحه من عذابه معي فأصير أرملة " قهقهت سناريا بضحكة عالية ساحرة وانتبهت أنها بالمشفى :" لقد نسيت أننا بالمشفى .. في أي شهر أنتِ ؟"

أجابت بتوتر ظهر بشحوبها :

" لقد شارفت على الولادة .. وقد سألت عنك كطبيبة وسمعت مديحاً سَرّ قلبي فقررت أن أتابع ما تبقى معك أنتِ ، عندي جودي عمرها سنتين ولكنها وُلدت بعملية قيصرية لذا أخشى الوضع هذه المرة " أصابعها الرقيقة ترتاح على بطنها .. ابتسمت ووضعت راحتها على كف صديقتها الجميلة لتطمئنها :" هيا لأفحصك "..

وهي جالسة تنصح رباب بالمشي ليسهل عليها الولادة طرق الباب وأطل رجل عادي الملامح يبدو ممتليء الجسم .. أكمل الدخول وسط تحديقها بدهشة واقترب من رباب وهو يضع كفها على كتفها يربت بخفة :" لقد أفزعتيني عندما عدت من العمل أجد رسالتك أنك هنا خفت أن تكون هاجمتك آلام الوضع وحدك !" أشارت له رباب بيدها :" أقدم لك صديقتي القديمة سناريا هي الطبيبة التي سأتابع معها الباقي حتى الولادة .. زوجي رأفت " تعرفت عليه وطمأنته و أبلغته بضرورة المشي .. هنا قالت رباب :" تلك فرصة رائعة حتى تسهل ولادتي و ولادتك " نظر إليها بحنق مستفسر :" ماذا تقولين يا مجنونة ؟"..

" نعم أليست بطنك بحجم مضاعفاً لبطني وكأنك حاملاً بتوأم !" ابتسم وعيونه تلومها تتوعدها بليلة حافلة تأديبية لسلاطة لسانها ، أجابها يداري موقفها الساخر :" كل ذلك من طعامك اللذيذ الذي ينسيني نفسي معه .. ومع ذلك سوف أمشي معك يومياً ليس من أجل الريجيم و إنما لأنني أحبك و أخاف عليك أن تمشي وحدك "

فكرت سناريا متحسرة :" زوج آخر قد نسي وجودها تماماً " أنقذها دخول رجاء :" الكشف التالي يا دكتورة بدأ يمل ويعترض " فاعتذرت رباب وزوجها بعد تبادل الهواتف و وعود بالزيارات

" ولماذا تعتقدين أجّل الموعد .. ذلك الفارس ؟" صوت مها مكتوماً بطريقة مضحكة وهي تقضم من ذلك السندوتش وهي تجلس فوق مكتب سناريا وتدلي ساقيها بجوار مقعد صديقتها تحركهما كطفلة صغيرة ..

" مها كفي عن تحريك ساقيك كالأطفال حتى لا يلمسني حذاءك " وأردفت :" لا أعرف يا مها .. أخاف من ذلك اللقاء فلا أعرف لِمَ اتصل وطلب تأجيل الموعد للغد وسوف أتصل بنونا لأعلمها بالموعد الجديد "..

" هل تنوين السفر لذلك المؤتمر ؟ بدون علمي ..بما أنك وقعتِ بالموافقة " أجفلت مها من صوته الحاد فرغم مرحه وحبه ولطفه إلا أنه يصبح وحشاً إذا وطأ أحدهم أرضاً تخصه .. لوت جزعها وابتسمت لتمتص غضبه وأردفت بهدوء وهي تشير إليه وكأنها لم تخطيء بحقه :" خالد تعال تناول معنا من هذه السندوتشات الشهية .. التي دعتنا عليها سناريا وسوف نتحدث معاً " نظر بغضب حانقاً منها :" لا أريد شيئاً وليس هناك شيء نتحدث بشأنه .. فلا سفر لذلك المؤتمر "

الفجر الخجول(مكتوبة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن