الفصل الثامن

Start from the beginning
                                    

نظرت إليه وتلعثمت :" ولكن .. لكن " نظرته الحادة أعلمتها أنها خطت داخل أرضه .. رفع كفه إليها لتصمت كما يفعل مع هيثم صغيرهم :" إنه شأني فلن تنالي موافقتي على وثيقة السفر " وتركهما كعاصفة بددتها الرياح .. قفزت مها من فوق المكتب وهي تشير للباب :" المجنون لم يفهم أن ذلك المؤتمر إجباري والمشفى لن تضيع فرصة حضوره .. فوقعت حتى أقنع إحدى الطبيبات أن تحضره كبديلة لي وبتلك الحالة لن تعترض المشفى " نظرت لصديقتها المفجوعة وفكرت بالفرصة السانحة أمامها :" متى ذلك المؤتمر ؟" أعادت رأسها لتواجه سناريا :" بعد شهرين أو ثلاثة على أقصى تقدير فلم يتحدد الموعد النهائي .. ومدته ستكون من أسبوع لأسبوعين أما عن مكانه فهو بإنجلترا فهو يتبع الأكاديمية الملكية البريطانية " عادت تنظر للباب تفكر بذلك الحاني ولكنه عندما يضع شيئاً في رأسه اليابس يكون من رابع المستحيلات تغيير نظرته وإعادة موقفه :" سوف أوقع كبديلة لك " تدلت شفاه مها السفلى بدهشة فرحة :" ولكنك لديك مشاكل تلك الفترة " همست سناريا :" أنا حقاً أجدها فرصة مواتية للخبرة المهنية .. ومشاكلي لا تبدو ملحة " سخرت داخلياً لتكمل حديثها ( إنها أحلام يا مها أن تكون مشاكلي بسيطة الحل .. فهو مُصِرّ على أن يعاملني كحشرة ومصمم على إنهاء ما بيننا لذا أفضل أن أهتم بعملي فهو الوحيد الباقي " أفاقت على صديقتها التي انتشلها عرض سناريا من جنون خصام زوجها وهي تقبلها وتحتضنها مهمهمة :" سوف أذهب لذلك الجراح علّي أتمالك أعصابي فلا أجرحه بمبضعي " خرجت بسرعة عندها علا رنين هاتف سناريا فقررت أن ترفض المهاتفة وهي تتساءل بحنق : " ماذا يريد مني ؟؟ أن يكيل عليّ من صخر كلماته ؟ شكراً لا أريد .. "

****

بعد مرور يوم

أوصل الدكتور خالد ناهدة بسيارته رباعية الدفع السوداء بعد أن قابلت فارس مع سناريا فوجدته شاباً قوياً وسيماً ..علمت منه أن يونس تعرض لحادث سيارة فصار قعيد كرسي متحرك ومنذ ذلك الوقت تولى فارس أمر الشركات والتجارة و إدارة أموال العائلة ولكن أبيه منذ ذلك الوقت .. يريد أن يتحدث معها ليعتذر لها ويسلمها ميراث أمها الذي كان المفترض أن تتسلمه أمها وقت وفاة الجد ولكن يونس أعماه عناده وطمعه وحرم شمس منه والآن يخشى لقاء الله وهو مدين لسناريا ..

نصحت سناريا بعدم كشف تلك الأموال الآن لأي فرد حتى تقف على أرض صلبة و صارت تحدث نفسها :" إن غيث إذا علم بهبوط تلك الثروة عليها سيزداد تباعداً و إن علم و قَبِل واقترب من سناريا قد تفسر هي إقترابه بصورة خاطئة أنه من أجل المال .. ما هذا التعقيد الإضافي ؟! وفارس هذا الذي حضر لمقابلتها لشأن وتحول لخاطباً ما إن رآها و رأى جمالها الأخاذ وحبيبتي رفضته بكل أدب مدعية أنها لا تفكر بذلك الأمر أبداً وذلك الطبيب المجنون مازن الذي اعترضني محاولاً عرض خدماته لتوصيلي ، آه يا غيث إن لم تتحرك وتتخذ موقفاً فأنا لن أقف بوجهها بل سأشجعها على تركك والبحث عن حياتها كفى ما ضاع من عمرها "

الفجر الخجول(مكتوبة)Where stories live. Discover now