معالمٌ منسية |عنصري الزمكان|

العصر الفيكتوري

ثمة مجال للجميع هنا كي يكتب ويعبر عن حبه وكراهيته للعصر الفيكتوري، توجد مساحة للجميع كي يسخر وينقد؛ فجميعنا نمثل نماذج بشرية متنوعة، بعضنا يستخدم قلبه والآخر يستخدم عقله، وأفضلنا من يستخدم الاثنين معا، جميعنا نحاول ألّا نكون نماذج مهتزة غير سوية أمام الآخرين.

عندما تسلّمت الملكة الحكم، اعتقد الكثيرون أن المسؤولية ستكون صعبة عليها، لكنها كانت قوية الإرادة...أظننا عرفنا الآن سبب تسمية العصر الفيكتوري بهذا الاسم.

خلال فترة حكم هذه الملكة، كانت بريطانيا قطرًا زراعيا، وعندما ماتت انقلبت بريطانيا الى قطر صناعي ضخم مترابط الأطراف بشبكات السكك الحديدية.

ككُتّاب، نحن نتساءل مليًا، ثم نفكر وشرارة الكلمات تتوهّج داخل أدمغتنا، ما الذي حدث في العام 1880؟
إنها النهضة العلمية التي جعلت الأطفال ملزمين بالذهاب إلى المدارس حتى سن الثانية عشر، وبالطبع توجد استثناءات؛ فالأطفال الفقراء لم يكن ينطبق عليهم ذلك.

كما ساهمت التطورات الصناعية والعلمية في سرعة انتشار الثقافة والكتب والصحف والقصص الشعبية، حيث قامت الأكشاك ببيع الصحف، كما وتم بيع العديد من المطبوعات بأسعار زهيدة؛ فهبطت بذلك نسبة الأمية في بريطانيا ومعها فرنسا وأمريكا.

دخلنا أيضًا في هذا العصر لمرحلة الحركة والنشاط، حيث برزت الرياضة الجديدة التي ربطت سلامة الجسم بسلامة العقل، ووفرت الرياضة الراحة والصحة للعمال ورجال الفكر.

في عالم الفن والأدب، انتشرت الرمزية في الشعر والنثر، وانتقلت الى المسرح، ونقل العديد من الإنتاجات الأدبية إلى المسرح وتوفر لها تقنيات جديدة من خلال الأضاءة وجودة الأداء، كما وظهر كذلك المسرح المدرسي والرقص الكلاسيكي الحر.

بالنسبة للأزياء، فقد تميّزت بأنها محافظة ومقيدة لمن يرتديها، خاصة النساء، حتى ثوب سباحتها كان طويلا، وكانت هناك فكرة موروثة مفادها أن المرأة الراقية لا تكشف الكثير من جسدها، خاصة أن البشرة الشاحبة علامة من علامات الجمال، حيث تدل أن السيدة لا تعمل خارج المنزل في الحقول، مما يعني انها من أصحاب الطبقات الاجتماعية الراقية؛ لذلك كان التعرض للشمس من الأمور غير المحببة.

أما ألبسة الرجال، فتميزت بالأوشحة والقمصان والجاكيتات والسراويل التي كانت تطوى فوق الحذاء بمقدار البوصة، كما كانت أحذيتهم تتمتع بكعوب صغيرة.

لأول مرة أصبحت الأزياء منوعة المواد والأقمشة إذ أن الثورة الصناعية سمحت بسهولة خياطة الثياب، واستخدام الاقمشة المختلفة.

أصعب شيء يمر فيه الانسان هي مرحلة فقدان الأحبة وموتهم، كانت عملية الحداد على الموتى من العمليات المعقّدة، ولها الكثير من البروتوكولات والأصول، فالملكة فيكتوريا ظلت ترتدي اللون الأسود حداد على زوجها حتى بقية حياتها.

من التقاليد أيضًا أخذ صورة الميت رسمًا، تغطية مرايا المنزل، إيقاف جميع ساعات المنزل على وقت وفاة الميت اجتنابًا للحظ السيء، مراسيم خاصة بالجنازة واللباس والطعام المقدم، مجوهرات خاصة بالحداد.

بعض من المساحة للتنفس قليلا، كيف حالكم اليوم؟ حدثوني قليلا بعادة تحبون فعلها أثناء الكتابة.

نعود للانغماس..
العمارة الفكتورية واحدة من أهم معالم مدينة لندن عبرت عن أنماط التفكير وذوق المجتمع الإنجليزي، تميزت هذه الفترة بكثرة الأموال التي تدفقت، فأصبحت بريطانيا من أغنى دول العالم، امتاز الطراز الفكتوري بانتقاء الاساليب وامتزاجها، استخدم الخشب بكثرة في البناء والسقوف والسلالم وزوايا النوافذ والهيكل العام للبناء

الأثاث الداخلي أيضا امتاز بكثرة القطع والتحف الفنية، كالتماثيل والستائر الفخمة والسجاد ذو النسيج الغني الذي يكسو الأرضية واستخدم الورق المزخرف لتغطية الجدران.

كان العصر الفكتوري عصر رخاء وترف وزينة وفخامة، يمتاز بكثرة التفاصيل والنقوش والزخارف والنوافذ البارزة والشرفات والاعمدة ذات الطراز الروماني والابراج المستمدة من الفن القوطي والجملونات أو السقوف شديدة الانحدار.

ومن الشخصيات المشهورة في هذا العصر جاك السفاح، الذي يعتبر أول قاتل متسلسل في التاريخ، ويعد تشارلز ديكنز أعظم الروائيين في العصر الفيكتوري.
من الأعمال المشهورة أيضا التي تخص العصر الفكتوري هي رواية كبرياء وتحامل لجين أوستن.

سيمادرا.