فَجوة | cavity

17 | صِدق

كان ديفيد يجلس في الحقل المحترق ينظر الى بقعة معينة
يسترجع لحظة احتراق حبيبة
لازالت صرخاته ترن في أذنه
اغمض عينيه لتنهمر دموعه
هو ليس بخير
لم يكن بخير طوال حياته كان فقط ينتظر ان يأتيه الموت

لكن عندما عاد الى البلدة شعر بأن روحه تحترق من جديد
كل شيء عاد الى ذاكرته

احياناً ذاكرتنا تحفظ الاحداث السيئة بالتفصيل
وهذا الشيء مؤلم لديفيد
لازال يلوم نفسه لكونه جباناً
لازال يذكر كيف كان يقف وهو يرى حبيبه يحترق دون أن يفعل شيء

ليس هنالك حرف يصيغ شعوره
هو فقط جثة تتنفس
تذكر كيف خضع الى تهديد نيكول حتى يتزوجها والا ستفضحه
وهو كالجبان وافق لم يكن يريد الموت
هو لم يعلم بأنه سيموت ببطء
كان يأتي الى المنزل ثملاً دائماً يحاول أن ينسى وجه حبيبه ومأساته
لكن في المقابل نيكول كانت تستغل ثمالته حتى يضاجعها
كلما كان يستيقظ عاري وهي تنام بجانبه
كان يركض الى الحمام يستفرغ احشائه

هو ثنائي الجنس يميل الى الفتيات ايضاً
لكن ليس لنيكول
قاتلة حبيبه

فتح عينيه يعيد نظراته الى نفس مكان احتراق حبيبه
ليشرد بتفكيره
ابتسم بحزن عندما راودته بعض الافكار المؤلمة
ليستقيم من مكانه حتى يعود الى منزله
فالليل قد حل وهو لايريد ان يبقى هنا يستمع الى همسات حبيبه

كان الجميع يجلس على طاولة الطعام بهدوء
الى أن تحدثت نيكول وهي تنظر الى مارسيل
" بني متى ستعود الى المدرسة ؟ "

اجابها مارسيل دون أن ينظر لها
" لن أعود .. لقد تركتها "

شهقت نيكول بصدمة
" لا يمكنك ان تفعل هذا ... كيف لك ان تحطم مستقبلك "

نظر مارسيل لها ببرود
" سأعود لها في الوقت المناسب ، انتهى النقاش "

غضبت نيكول من اسلوب مارسيل
لتنظر الى لوسيل
" وأنتِ متى تنتهي دراستكِ ؟"

ابتلعت لوسيل طعامها لتجيب بهدوء
" بعد شهرين "

اومئت نيكول
" جيد ، مدة جيدة حتى تفكري بالزواج "

اختنقت لوسيل بأكلها لتنظر بصدمة
" أنا لا أريد الزواج ... اعني ليس الان "