~♠••3ch••♠~

11 2 0
                                    



تبتلع ريقها عددة مرات تَختلس النظر اليه . جالس في مَعقدهُ المُعتاد يُطالعُ كتابًا جديدًا . نظرت الى الزهرة التي تَحملها بعينان لامعة بتأكيد سأتُعجبهُ.

يقرأ بصمت وبرتابتهُ المُعتادة وقعت عيناهُ على زهرة شَقائق النُعمان الفَتية في يومها الثالث من اسبوعها الاول . أرتفع بصرهُ نحوها .

قارع قلبُه طبول الحُب ورتل تَراتيل العشق ،في فَضاء عَيناها البَحرية . ابتسمت بحرج " ظَننت انها أعجبتك ؟".

أجب بهدوء :" لقد فعلت . تعلمين شئً انها تُشبهك تمامًا فَتية، مُذهلة ، رقيقة ،تنمو في ظروف قاسية جدًا ،جذابة للغاية".

اشتعلت وجنتها خَجلاً. قالت بِتردد"في الحقيقة ،اعتذر لما بدر مني في الامس".

يُحَملق في شعرها الذهبي ،يَتأمل أنسدالهُ المُذهل يُجيب بذهن شارد: "لابأس ،لم يَحدث شئ في الامس ،هل تتذكري شئ مهم حصل ".

تَنظر اليه بريبه وتتسائل هل هو جاد ؟، هل هو دائمًا سهل الارضاء هكذا... .

لم يَكُن كذلك حيال الطبق ،بل بدى صعب الارضاء.

قاطعها بصوتهُ الاذاعي الجذاب :"كان من المُفترض ان اقُوم انا بِهدائك هذه الزهرة الجميلة".

يتأملها بهدوء ، جاء صوتها ببطئ :
"سأخُبرك بشئ ، في الحقيقة قُمت بسَرقتها من حديقة جارتنا !"

خلع نظارة القراءة ثم اضاف مُمازحاً "انا لا اقبل الورد المَسروق ".

_"عندما رأيتها تَذكرتك فأنت تُحب مُطالعة الكُتب ،وهي مُرتبطة بذلك بشكل عَجيب ".

واصلت نظرها اليه اصابهُ بعض التوتر مَنعهُ من الحديث .. ساد الصمت لبضع دقائق .

-"أحسنتِ بختيار الاحمر انهُ جذاب . لطالما كانت رمزًا لأساطير الحُب والجمال
الشوق ،وأنتظار المَحبوب".

يُغني لها بمراح بعض الاغاني الشَعبية المُرتبطة بهذه الزهرة :"على دَلعونا وشو هالصبيه.. ولخد لَحمر حنونه بريه

ولما حاكيتها ماسألت فيه.. وأنا بحبها صرت مجنونا

وعلى دلعونا وهي يا دَلعتنا.. ويش لي جابك على حارتنا

اتمنى من الله تصيري جارتنا... ويطلع الحنون في البساتينا".

أطلقت العَنان لضَحكاتها المُجلجلة تلك، بَقي صداها يَتردد في رأسها طويلاً...



أسرار في غَياهب آيتن ~√حيث تعيش القصص. اكتشف الآن