~♠••1ch••♠~

53 4 0
                                    



لبنان، 1980

تَصاعد خيط رفيع من دُخن سكائر في ظلام ،مُستَلقية على ظهرها في وسط الظلام ،تفكر في حماقة تلك الفتاة التي تشاجرت معها منذ سنتين مضت… 

جاء صوتها خانقًا مُرتجفًا بين شهقاتها .
-لكن آيتن ،أنا احبهُ.… لن يحدث هذا لن يرحل.
أبتلعت كلماتها الحارقة داخلها ،كَرر عقلها ماكانت تود ان تقول
-تبًا لك ،لن يفعل ذلك سَيُحطم قلبك مثلما فعل أحدهم مع قلب امي ، عزيزتي لارا. واصلِ حياتك بعيدًا عن هذا الوهم . بعيدًا عن الحب الزائف
انهُ وهم ماَكر،مُخادع ،مُتعب، يَقودك بعيدًا نحو الهاويةوانتِ على قيد الحياة .

اصطدمت حُزمة عنيفة من الضوء بعيناها البَحريّة. اغمضتها بقوة
_هل تعلم أمي انكِ تسرقين سكائرها.  جاء صوت أُختها نسرين مخُاطباً .

أطلقت صوتها بحدة :"ماذا تفعلين هُنا ،أُخرجِ بسرعة ".

_اخفضي صوتك ،ايتها الحمقاء ، كما انيّ اود الحديث مع مازن لبعض الوقت لذا اُخرجِ.

فتحت  بكسل ،سارت بهدوء متوجه نحو الباب تسمرت قَدمها في مُنتصف الطريق

اطلقت العنان لكلمات التي خرجت مُختنقة .
_نسرين ،اخبرتك انه… كا…. 

قاطعتها نسرين والحقد يغزو كلماتها .
_لقد أغلقنا هذا الموضوع آيتن . كما أننا خاطبان الآن لا اُريد ان اسمع هُرائك.

تنفست الصعداء في وسط غابة الارز القريبة من منزلها، تَحتشد الافكار في رأسها بعُنف .




الآن انهن بحاجة الى المال نسرين فتاة طائشة،أنانية لاتفكر الا في نفسها مُتطلبة لا تكترث لتعب والدتها في جني المال ، انها فقط تود الحصول على ما تُريد ،هي لاتفكر من ساتحضر لها أمرأة في العقد الرابع من العمر أشيائها باهضة الثمن . لكنها مسكينة ايضًا . انها تثق برجل كالحرباء . لم تستطع آيتن احصاء عدد المرات التي حاول خاطب اُختها التقَرب منها . حاولت ايضاح ذلك لها بكونه رجُلاً مُتلاعب يُلاحق كل فتاة تقع عَينهُ عليها .
لكن بلا فائدة فقد تحول الامر الى شجار عنيف،وسأت الامور بينهما .


اغمضت عيناها تحاول السيطرة على هذه الحُزمة المُبعثرة من الافكار المُشتتة.  تبددت تقاسيمها الجميلة الى حُزن آخر ،تَشعُر بالاسى على نفسها انها سبب تعاسة والدتها ، كانت تُصليّ ان لا يمس الحُزن قلب والدتها انها لا تستحق ذلك



لقد عانت بما فيه الكفاية ،يكفي انها تحمل مَشّاق تربية فتاتين بمفُردها. توفى زوجها وهي في الثالثة والثلاثون من العمر.  لم تحصل على حياة مثالية برفقتهُ

لطالما كانت تَغفر له خطايهُ ،وتحول تجميل تلك السنين القاسية .

لكن ماذا لو أخبرتها آيتن الحقيقة ، ماذا لو عَلمت انها سابق ان رأتهُ مع أمرأة اخرى لديه عائلة اخرى ،لم يِمُت بل قام بتزيف الحقائق وكان يعيش حياتهُ بسعادة ،لتحترق هي بنيرانها المُستعرة.



لكنه كان خطأ والدتها هي من تَسببت لنفسها بكل هذا مكان عليها ان تُغرم برجل يُخالفها في دينها ، ام يكون لو انها تزوجت ساموئيل انهُ لطيف لديه عائلة جميلة ،لكانت حياتها مُستقرة في تونس.

وكما كانت تُردد عليها ان تتزوج رجل من دينها فقط . هذا ان فكرت بزواج لايهمها ان شقيقتها الاصغر سَتتزوج قبلها.

تسمرت عند ذلك الحجر الكبير بعض الشئ،لم تُلاحظه من قبل ،احست بوجود احد في المكان ،من الذي قد يأتي الى هذا المكان . 

انه "المعبد الغريق"هكذا تُسميه انه مكانها المُفضل ،في وسط أشجار الارز .


دحرجت مُقلتيها بضجر انها لا تُصدق وجود احد من البشر هُنا المكان . حدقت بحذر وتوتر من خلف جذع الشجرة المُعمرة تلك . كان يُطالع كتابه بصمت مُطبق يُقلب الوريقات ببطئ ،لم تَرق لها فكرة وجود شخص اخر في مكانها . كانت تُحيطهُ هالة من الغموض والتقاسيم الجادة التي تُهيمن على وجهه . تَورمت أقدامها وهي تَنتظر رحيله ،لكنه لم يفعل ،انه مقيت لم تستطع ان تَستمتع بلحظات الصباح الاولى في مكانها المُعتاد. تراخّ جسدها ببطئ على الجذع ،كادت ان تستسلم لنوم لو لم تسمع اصوات تتعلا . انتفضت بسرعة .
لاحظت التفاتهُ البسيطة نحوها. 

سارعت بالاختباء  ،أتكئت على الجذع وضعت يدها على قلبها لم يتوقف علقها عن ترديد هذه العبارة المُخيفة :"هل رأها ؟" .

فتحت يديها بأرتياح  ضربت نسمات الهواء الباردة المُنعشة وجهها البلوري ،سارعت نحو معبدها الغريق فور رحيل ذلك البغيظ ، لم يتبقى سوى نصف ساعة يجب ان تذهب للعمل.

 

أسرار في غَياهب آيتن ~√حيث تعيش القصص. اكتشف الآن