لمعت عينا رامي الذي تحدث اليها بستحقار :"مازلتِ تقفين هُنا ؟ لما لست في المطبخ؟".

ابتلعت كلماتها بصعوبة ،اعتصرت قبضتها بقوة تعلم جيدًا انه يحاول اهانتها ،اذلالها ،لانه كان رافضً لفكرة وجود امرأة في المطبخ .تفكيره راجعيّ ،لايهم الآن هذا، كل ما تعلمهُ الآن انها بحاجة للمال من أجل والدتها ومُتطلبات اخُتها الغير مُكترثة لصعوبة المَعيشة من دون رجلُ يعمل ،ليُلبي أحتياجات المنزل والمال الازم لهنُ . منذ اليوم الذي رات والدها مع تلك المرأة ،قررت ان تأخذ الامر على عاتقها ،ستعمل من أجل توفير المال الكافي لهما ،فوالدتها تتقدم في العمر ، لم تَعُد مثل السابق . ومحل خالها هارون للبيع السمك قد اُغلق بعدَ قاتلهُ بيومين .

سُكن البلدة لا يعلمون بأمر شَقيقتهُ هايدا وابنتيها لفَعلوا فعلتهم في ظل الوَضع المُتَئزم الذي تعيشهُ البلد من حرب اهلية.

تمسح بذراعها جابينها المُتعرق تلهث بعدها ،وتنظر الى الطَبق الذي تَعتكف على تزينهُ بعزم ،بعد ان طلبت النادلة لين منها ذلك.

"انه هو مُجددًا ؟" تسألت بحدة ،اجابت لين بتَوتر :"اجل هو،انهُ زبون دائم للمطعم ".

تَسمرت تنظر بحاجب مرفوع وتُسند ذقنها على يدها ، تُراقبها عندما سَلمت لهُ الطبق
لقد كان شعرهُ ذهبي مع تلك الاشعة النرجسية المُنكسرة عبر النافذة لم تْلاحظ ذلك الون الرائع منذ خمسُ ساعات . دُهنيّ املس ومُصفف بطريقة مْذهلة.

ظهر شبح ابتسامة على شافتيها ،عندما تأملت ذلك الوجهُ الاملس القَمحي مع تلك العَينين الخضراء الغائرة كانت جميلة مع الحدائق السوداء ذات المساحة المُتوسطة اسفلها .عظام الخد البارزة والفك العريض ،كانها تُشاهد نَجماً سينمائيًا على ارض الواقع . او ربما لانها لم تُشاهد التلفاز منذ زمن.

"هل تَعرفيه؟". سألت بتردد
-"في الواقع لا ،لكنِ اعرف صديقهُ،ذو الشعر الاسود".
نظرت لها بهدوء "آها".
-"انهُ خاطب لميس يُدعى غسان".
حركت أقدامها بسُرعة مُبتعدة انهُ خاطب تلك الافعى ،لا والف لا لن تتحدث معها من اجله .

رَمت الماء على وجهها ميرارً وتكرارًا ،تود ان تُزيل هذه الافكار المُزعجة من رأسها ، تود تَرك العمل ،تود رميَ المَئزر بوجه ذلك المُقزز رامي ،تود قتل والدها الذي جعلها تدخُل في كْل هذا لم تستطع ، وفي المُقابل كان عليها ان تُحافظ على هَويتها تحت أسم مرام . هدأ تَنفسها شئً فشىً لم يَتبقى سوى القليل .

تِتدحرج قطرة العرق تلك من أعلى صدغها الى ذقنها الضيق ،تُهلوس بكلمات غير مَعروفة اطياف تُنادي بأسمها من بعيد تُلاحقها تَجري مُسرعة تتصاعد السنة اللهب لِتبلغ عَنان السماء يعلو صوت الصُراخ . يُراودها هذا الحُلم كثيًرا لطالما كانت تَظُن انها سأتموت مُحترقة بتلك النيران .يرتعد جسدها لذلك الحُلم الفاسد تَفرك جبينها بهدوء تنهار باكية تحت سَتائر الليل المْعتمة.

أسرار في غَياهب آيتن ~√Where stories live. Discover now