الثامن والعشرون

113K 3K 232
                                    

أوقفت نادين سيارتها بجراج المشفي وتمهلت قليلا وهي تسير للداخل تخدع نفسها انها لا تبحث عنه فلا تنكر ان غيابه لأسبوعين فاتوا بعد آخر حديث بينهم جعلها تشعر بالفراغ والافتقاد له.... توجهت الي مكتب الاستقبال قائلة بابتسامه مشرقه ; صباح الخير  يانور
ابتسمت الفتاه قائلة :صباح الخير يادكتورة نادين
حمحمت وهي تسالها : هي مواعيد دكتور إبراهيم سعد اية عشان... يعني.. كانت واحدة صاحبه ماما عاوزة تحجز عنده
اندهشت الفتاه من سؤال نادين لتقول : بس دكتور إبراهيم سافر
بدت الصدمه واضحة علي ملامح نادين وهي تردد بلسان ثقيل.. سافر
الهذه الدرجة استسلم ببساطة وعاد ليسافر ويبتعد هذا ماشعرت به وكانه سهام غزت اوصال قلبها لدقيقة قبل ان تكمل الفتاه :ااه عنده مؤتمر في لندن هو حضرتك متعرفيش
انتبهت كل حواسها وهي تسألها : مؤتمر
... يعني هيرجع تاني
اتسعت عيون الفتاه بعدم فهم ولكنها رددت :ان شاء الله هيرجع اكيد لما يخلص المؤتمر.....
: ان شاء الله
يوم... اثنين.... اسبوع مضي وهي تنتظر
لقد كان من المفترض أن سعود الاسلوع الفائت بعد انتهاء المؤتمر ولكنه لم يعد
.... كم تكره هذا الشعور الذي يتملكها ويسيطر عليها....!
........
...
ارتدي مراد ملابسه لتقوم ساندي بكسل من الفراش قائلة : صباح الخير ياحبيبي
ابتسم لها من خلال المرأه : صباح النور ياروحي.... نظر بساعته واكمل : لو عاوز اني اخدك في طريقي ياساندي اجهزي بسرعه عشان انا متأخر
نظرت اليه ساندي وقطبت جبينها باستنكار :اجهز..! اية ده انت مش هتقولي زي كل الرجاله مابتقول لمراتهم الحامل  اقعدي وارتاحي
تعالت ضحكة مراد العاليه...وهما كل  الحوامل بيقعدو في البيت
:لا... بس يعني انت المفروض تقولي كدة
هز كتفه : خلاص ياروحي لو تعبانه متنزليش طبعا
هزت راسها : بس انا مش تعبانه
رفع حاجبه والتفت اليها باستفهام لتهز كتفها :يعني انا كان قصدي... انك تكون خايف عليا انا والبيبي وكدة
تعالت ضحكته العاليه فهي كما هر لن تتغير
لتقول بحنق : انت بتضحك علي ايه؟
داعب وجنتها المنتفخة : عليكي انتي طبعا   ....
ابعدت يداه قائلة بغضب طفولي : اوعي كدة انت مش بتحبني
اومأ لها قائلا ; عندك حق انا مش بحبك...
رفعت حاجبيها بغضب ليدفن راسه بعنقها يقبلها قائلا : انا بموت فيكي...
أفلتت ابتسامتها الراضيه : والله..!
اومأ لها قائلا وهو يمرر  يداه فوق بطنها :وطبعا انا خايف عليكي وعلي البيبي... بس يعني مش بتتقاس كدة ياروحي
انا عارف انك حابه شغلك في الgym ومش حابب احرمك منه.. هي دي فكرتي
ابتسمت له قائلة : ربنا يخليك ليا ياحبيبي
قبل يدها : ويخليكي ياروحي... ها نزله معايا ولالا
قالت بدلال : بس تعزمني علي الفطار
: طيب يلا يامفجوعه
ضحكت واسرعت لتجهز....

.............
... خرجت نادين من غرفه العمليات بابتسامتها الهادئة ليسرع اليها  عائلة المريضه باهتمام.... اية يادكتورة طمنينا؟
اومات لهم : الحمد لله قامت بالسلامه... ساعه وتقدرو تشوفوها
شكرها الجميع لتسير الي مكتبها قبل ان يوقفها ذلك الصوت... دكتورة نادين
التفتت الي ذلك الرجل الذي اقترب منها بابتسامه : ازيك يادكتورة
اومات له بابتسامه بسيطة وهي تحاول تذكره ليقول : انا احمد الشريف... صديق مراد الخولي ابن عمك كنا اتقابلنا قبل كدة عندة في الشركة
هزت راسها وقد تذكرته :اهلا...واسفه اني مفتكرتش
هز راسه : لا..خالص.. بس اية الصدفة دي
ساره تبقي اختي
ابتسمت قائلة : فعلا.... مبروك علي البيبي
: الله يبارك فيكي
......
.. هفا قلبه المشتاق البها يسبق خطواته وهو يستقبل الترجيبات بعودته سريعا يريد أن يراها... لقد انتهز فترة المؤتمر ليختبر صدق مشاعره وهل حقا يستطيع الإبتعاد عنها ولكنه لم يستطيع لذا اخذ قراره انه لن يتركها دون أن تعطيه فرصه وتسامحه وتقبل ان يعوضها عن السنوات الماضيه...
تبخرت أحلامه عن اللقاء ماان رآها واقفة مع ذلك الرجل الذي حظي بنسبه عاليه من الوسامه بالاضافه لطلته المهيبه.... تساءل عمن يكون وهو يقطع الخطوات الفاصله بينما ليختطف عيون وانتباه نادين ماان استمعت لصوته خلف ظهرها....
التفتت اليه ببطء وقلبها يتخبط بمكانه فور سماعه لصوته
: دكتور... ابراهيم... حمد الله على السلامة
اومأ لها وعيناه ماتزال معلقه بهذا الرجل الذي ينظر لنادين بنظرات تلمع بالاعجاب
: الله يسلمك...
مرت لحظة صمت انتظر ابراهيم واحمد انصراف أحدهما ولكن ظل  كلاهما واقفين دون قول شئ لها لتحمحم وهي تنهي اللقاء :اتشرفت مرة تانية يااستاذ احمد ومبروك
ابتسم احمد قائلا ; الله يبارك فيكي... وان شاءالله اشوفك تاني قريب
التفتت الي ابراهيم الذي اشتعل بنيران الغيرة لتقول : حمد الله علي سلامتك يادكتور.... بعد اذنك
خرجت الادخنه من راسه وهو يراها تنهي اللقاء بتلك  السرعه بعد ان توقع انها اشتاقت له كما اشتاق اليها
اوقفها قائلا : استني هنا رايحة فين
التفت احمد بجيبن مقطب ينظر العجو ابراهيم الامرة ثم الي نادين باستفهام ليقول ابراهيم : لو سمحتي يادكتورة عندي حاله عاوز اخد رايك فيها في مكتبي
اومات له ليدير احمد راسه ويتابع طريقه متجاهل نظرات ابراهيم الحارقة
حاولت نادين استماع نفسها وهي تخطو الي مكتبه لتقول باقتضاب ; خير يادكتور حاله اية؟
التفت اليها وقال بدون مقدمات : حالتي انا يانادين
اتسعت عيناها بعدم تصديق... فهل هذا هو دكتور إبراهيم الذي عهدته لا يفعل شئ دون الرجوع لعقله ورصانته.. توقف امامها تماما لينظر بداخل أعماق عيونها وهوو يقول : مش ناوية تديني فرصه
كادت تنفلت دقات قلبها من عقالها لتهز رأسها سريعا وهي تقول : قلتلك الموضوع انتهي
غادرت الغرفة ليزفر ابراهيم بحدة... الي متي ستعاقبه؟!
ياالهي يكاد يجن فعلا... لقد توقع ان غيابه عنها لأكثر من موعد المؤتمر سيحرك اشتياقها له ولكن يبدو انه مخطيء

ستكونين لي..!!Where stories live. Discover now