الثامن

112K 3K 226
                                    

أغلق مراد الهاتف وأسرع تجاه مكتب جواد لتقوم مريم من مكانها قائلة : خرج يامراد بيه
امسك مراد بهاتفه يسالها : خرج فين
قالت مريم بخبث : مش عارفه.... هو هرد من مكتبه بسرعه ورا الباشمهندسة زهرة
ماان طلب رقم أخيه حتي أغلق الهاتف وهو يري والدته تدخل الي المكتب.. قالت مريم بترحيب : اهلا وسهلا الهام هانم
ابتسمت لها الهام بتكلف ليقول مراد وهو يقودها للمكتب وهو يتنفس الصعداء لعدم وجود زهرة او جواد بالمكان والا كانت اشتعلت الأجواء.... أخيه يصارع مع زهرة التي ليست بحاجة لأي مواجهه مع والدته : اتفضلي ياماما
قالت الهام : مش هتفضل.... قولي مكتبها فين؟
نظر اليها مراد بتحذير وهو يقودها الي الداخل : تعالي بس ياماما نتكلم جوه
أغلق الباب خلفه لتزم الهام شفتيها : بقولك مكتبها فين... ؟
قال مراد بمحاوله منه لتهدئه والدته ; اهدي بس وفهميتي ناوية علي اية.....
هتفت الهام بحدة : ناوية اخليها تبعد عن ابني.... تروح تشوف لها واحد غيره يربي ابنها
لاني مستحيل اسيبه يتجوز واحدة زيها بترني شباكها عليه.... طبعا شاب ومليونير ليه بقي مترسمش عليه وتوقعه
شهقت مريم ووضعت يدها علي فمها فهل صحيح مافهمته.... هل تتحدث عن زهرة .....!
قال مراد بهدوء : ماما اية اللي بتقوليه ده... حرام عليكي انتي بتظلميها علي فكرة
تهكمت ملامح الهام ليقول مراد بتحذير :
انتي باللي بتعمليه ده بتخسري جود... هو خلاص اخد قراره ومش هيرجع فيه مهما حصل.... ارجوكي لو بتحبيه وعاوزة مصلحته بلاش تعملي مشاكل
لو جرحتي زهرة حتي لو بكلمه جواد مش هيسكت وهتخسريه صدقيني
زفرت الهام بحدة ; امال اعمل اية.... ابني بيضيع مني ده حتي مش بيكلمني من وقتها
ربت مراد علي يدها قائلا باقناع : الحاجة الوحيدة اللي تعمليها انك تحترمي قراره وتثقي انه اختار الواحدة اللي يقدر يكمل معاها حياته.. ... ماما انتي كل ده حتي مقبيلتهاش عشان تحكمي عليها
حرام ياأمي انتي ست زيها مترضيش يكون كل كلامك عنها جارح بالطريقه دي.... وانا ويعلم ربنا شاهد ان جواد هو اللي بيجري وراها من اول ماشافها وأنها عمرها مافكرت تعمل اللي بتقولي عليه وتوقعه والكلام الفارغ ده

...........
....
تفاجأت زهرة بجواد يغلق الباب خلفه بالمفتاح لتقول.. انت بتعمل اية يامجنون افتح الباب الموظفين يقولوا ايه
هز كتفه قائلا : لو علي الجنان فأنتي اللي جننتنيتي ولو علي الكلام فاللي يقول يقول...
اهتزت نظراتها وهي تري هيئته التي فقدت كل ذره صبر لديها بينما قال بانفعال : للمرة المليون بقولك احنا مش بنعمل حاجة غلط.....
هزت راسها قائلة وهي تنقل نظرها بينه وبين الباب المغلق : طيب لو سمحت افتح الباب
اتسعت عيناه بعدم تصديق قائلا : انتي خايفه مني يازهرة
ماان اقترب خطوة حتي تراجعت سريعا ليهتف باستنكار وهو يقطع الخطوات الفاصله بينهم ويمسك بذقنها ليجعلها تنظر اليه ; انتي متخيلة اني ممكن ااذيكي
ابعدت عيناها عنه ليزفر باحتراق من لهيب مشاعره المتضاربه مع عقله يشفق عليها بصراعها الدائم الذي تعيش به بلا نهاية وبنفس الوقت لم يعد يحتمل المزيد....
باستسلام نظر اليها مطولا قبل ان يتركها ويغادر.... انها بحاجة للوقت وقلبه اللهيف لا يساعده علي منحها هذا الوقت...
......
.......
مضت الايام وجواد يحاول ان يكون بعيدا قدر الإمكان يعد نفسه ان هذا الأمر لن يدوم....وان الوقت علاج كل شئ... الجميع ظن ان الوقت هو علاج لكل شئ ولك يمن أحدهم مخطيء فالوقت يحمل دواء لكثير من الجروح..... جواد يعد الوقت وبخير نفسه انه اصبح
اسبوع..!! اسبوع فقط هو مايفصله عن حلمه
بهذا الوقت لم يكن يهمل علاقته بعمر التي توطدت كما علاقته بحماه وحماته المستقبلين... والدته بمرور الوقت و بحديث مراد رضخت ولكنها لم تتقبل الأمر... فقط رضخت لرغبه ابنها القويه تمني نفسها هي الاخري ان الايام والوقت كفيل بأن يجعل ابنها يري انه أخطأ باختيارة....
زهرة عالج الوقت الكثير من جرحها حتي انها لم تعد تتذكر الكثير من ذكرياته السيئة ولكنها ماتزال تري انها لاتستحقه مهما حاول من حولها أخبارها بالعكس وأولهم صديقتها التي قاربت علي اليأس من حديثها الذي لا تنفك تكرره عن انها مجرد خطأ بحياته.....
دخلت وفاء الي غرفه زهرة تحمل الكثير من الأكياس والعلب الانيقه قائلة بسعاده....
تعالي بقي يازهرتي بصي انا اشترتلك اية
قالت زهرة باستفهام : اية ده
قالت وفاء وهي تفتح الكيس يلو الاخر تخرج تلك الملابس ذات الألوان الزاهية والاقمشه الفاخرة : هدوم للجوز
قالت زهرة باستنكار : هدوم جواز
قالت وفاء بابتسامه واسعه ; طبعا هو في عروسه من غير جهاز
... تعالي اتفرجي وقوليلي ايه رايك
كل القديم ده ارميه... او سبيه هبقي اتبرع بيه.... هتتجوزي بكله جديد
ده انا حتي كمان خليت ابوكي اشترالك طقمين دهب غاليين اوي عشان يهاديكي بيهم يوم جوزاك
قالت زهرة باستنكار لفعل والدتها : ماما انتي بجد بتعملي كدة... بجد شايفه اني عروسة وبتجيبلها جهاز
قالت وفاء باستغراب ; ومعملش لية كدة
هتفت زهرة بحدة : عشان مينفعش.... انا مش، عروسة ولاعيلة صغيرة هتعملي معاها كدة
قالت وفاء باصرار : لا عروسة ولازم تتعاملي علي الأساس ده
سخرت زهرة : عروسة ومعاها ابنها
قالت وفاء بجدية : لا انتي ولااخر واحدة .... اسمعي يازهرة انتي في عز شبابك وزي القمر ومهندسة اد الدنيا مش معني ان تجربه فاشلة عدت عليكي توقفي حياتك وتدفني راسك في الرمل.... انا شايفه انتي بتعاملي الراجل اد اية وحش وهو ساكت وقابل عشان فاهم انك مستكتره علي نفسك ان تعيشي
بس انا بقي امك وبقولك... ارفعي راسك وعيشي... عيشي وانبسطي.. لا انتي اول ولااخر واحدة
انتي واحدة اتظلمت وربنا بعتلك عوضه الجميل يبقي متسكتريش علي نفسك النعمه اللي هتعرفي قيمتها بعد فوات الأوان
..... قاطع حديثها دخول عمر يركض بابتسامه :تيته
ضمته اليها : تعالي ياحبيب تيته
فتحت بضع أكياس قائلة : شوف انا وجدو جبنا ليك اية...
نظرت الي زهرة بمغزي وتابعت ; جبنالك حاجات كتير اوي جديدة عشان لما تروح بيتك الجديد
رفعت زهرة عيناها بحدة لوالدتها التي أصرت ان تثبت كلماتها بأنها لايجب ان تدفن نفسها سألها عمر ببراءه
: بيت اية ياتيته
حملته وفاء قائلة وهي تتجاهل نظرات زهرة التحذيريه : بيت اونكل جواد.... مش انت بتحبه ياعمر
هز الطفل راسه بسعاده لتقول ; عشان انت بتحبه انت ومامي هتعيشوا معاه في بيته وهيبقي بيتك الجديد
صفق عمر بحماس لتنظر وفاء لابنتها بمغزي وكأنها تخبرها ألم تقل لها...

ستكونين لي..!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن