الفصل التاسع

175 40 20
                                    

ماذا عليها أن تفعل. أين ستذهب، ليس لها أقارب أو أناس تثق بهم. ليس لها أي فكرة ما الذي ستفعله. لكن بالتأكيد لن تسمح لهم بتذمير حياتها أكثر.

حاولت مسك دموعها لكنها لم تستطع. هطلت الدموع على خديها و بدا أنفها بالإحمرار. بكت لأنها وحيدة، بكت لأنها لم تكن يوما سعيدة، بكت لأنها خائفة من المجهول.
من سيقف معها لمواجهت هذا المجرم القذر. فلا عمها سيقف معها و لا المجتمع سيرحمها، ولا الحكومة ستأخد حقها منه.

وضعت باتول يدها على كتف ريما محاولةً تهدئتها. لم تعرف ماذا تقول لها فهي لا تملك حولا ولا قوة لمساعدتها : " ريما علينا فعل شيء."

التفتت لها ريما و ظهرت لباتول عيناها المحمرتان من البكاء : ماذا سأفعل يا باتول. لا أعرف كيف سأتصرف. "

باتول باندفاع :" عليك اخبار عمك، لكي يوقف ابنه عند حده. "

ضحكت ريما بسخرية من بين دموعها :" أنت حقا سادجة، ألا تعرفين عمي. أولا هو لن يصدقني أبدا. ثانية هو أغلب الأوقات ليس في وعيه. لن أستطيع أن أحتمي به أبدا."

أردفت باتول بسرعة:" تعالي وعيشي معي بسرعة."

ابتسمت ريمة بأسى على سداجت صديقتها:" باتول، لا أستطيع العيش معك. أنتي تعيشين مع خالك و زوجته و أبنائهم. ثم أنا غريبة عنهم. و الأمر الأهم أن عمي سيجدني عاجلا أم أجلا، فلديه أتبع و سيصل إلى موقعي بسهولة. فأنا أعد مكسب رزق له، كما تعلمين."

اقتنعت باتول بكلامها، فليس من المنطقي أن تعيش معها في بيت خالها. تنهدت بحزن على صديقتها. كيف تساعدها. هي في خطر حقيقي.، فذالك الذئب قد يدمر حياتها في أيت لحظة.
لطالما ساعدتها ريما في الكثير من الأمور وكانت موجودة كلما احتاجتها. مهم حدث فهي ستقف مع صديقتها و لن تتخلى عنها أبدا.

" باتول."

أفاقت باتول من مخيلتها على صوت ريما الهادئ. نظرت إلى صديقتها اللتي بدت و كأنها حزمت أمرها على تنفيذ أمر ما.

" باتول، اسمعيني جيداً."
اومأت لها باتول لكي تتابع كلامها.
أخدت ريما نفسا عميقا و كأنها تستمد القوة لكي تطرح فكرتها المجنونة على صديقتها :

" سوف أرحل من هنا. سوف أرحل من البلاد."

باتول بفزع: " ماذا !!! هل جننتي. أين ستذهبين. أنتي لا تعرفين أحدٍ. في بلادك، فمن ستعرفين خارجها."

بدا الحزن على وجه ريما، فكلام صديقتها صحيح كيف ستعيش في بلد غريب عنها، وحيد دون أحد : " باتول أنتي لا تفهمين، أنا في خطر حقيقي إن بقيت هنا سيعثر عليَ عمي لا محال، فلديه الكثير من المعارف اللذين يستطيعون إجادي. لكن في الخارج سأكون بأمان و لن يستطيع عمل شيء."

سكتت قليلا ثم تابعت كلامها: " أعلم أن الخطوة جريئة جدا لكن لا خيار لدي. لم أعد أستطيع تحمل تلك النظرات القذرة المصوبة على كل يوم. لن أسمح له أن يأخد مني أغلى ما أملك. لن أسمح له أن يأخد شرف والدي. عليا أن أحمي سمعت أسرتي الذي لم يحمه عمي. إنه الشيء الوحيد اللذي تبقى لي."

 ما بعد الظلام (متوقف حاليا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن