الفصل السابع

201 53 24
                                    

مند عشر دقائق و هي واقفة تنظر إلى انعكاس صورتها في المرآة. تتأمل حالها الذي أصبحت عليه بعد فقدانها شيء ثمين. شعرها الأسود الذي فقدته في لمح البصر.
تجمعت الدموع في عينيها مجددا . لطالما أخبرتها والدتها المتوفى كم أن شعرها الطويل مميز و أن عليها الحفاظ عليه.

بدأت تتلمس أطراف شعرها القصير، الذي بالكاد يصل إلى كتفها. لاتستطيع أن  تصدق حتى الأن بأنها فقدته بكل بساطة.
كم تكرهه ذالك الوغد. في صباح الأمس لم تسلم من نظراته القذرة و في المساء قطع شعرها بكل بساطة.
و أخته الخبيثة الماكرة. أرسلتها عمدا إلى المجلس المليء بالشباب.

في تلك اللحظة تمنت أنها ماتت مع والديها. تمنت أنها لم تعش يوما واحدا في هذا البيت الكئيب. تمنت أنها تركت هذا العالم خلفها. ليتها تمت و تتخلص من هذاه العيشة المرة التي لم تذق طعما حلوا فيها. لو مات ستتخلص من كل هذا الحزن المليء في قلبها.

لم تنم ليلة البارحة و هي تفكر في هذا الأمر. فكرت في الإنتحار لكنها لا تملك الجرأة لفعل ذالك. كل ما تتمناه هو أن تموت بهدوء دون أن يشعر بها أحد. و تترك هذا العالم خلفها.

لا تعلم أن الله قدر لها هذه الحياة فقط ليختبر صبرها. لكنها اختارت الطريق الأسهل و هو أن تفقد حياتها و لو أنها صبرت لجزاها الله أجرا كثيرا.

لفت وشاحها حول رأسها و أخدت حقيبتها الصغيرة و اتجهت خارج الغرفة لكي تذهب إلى عملها. لكن قبل مغادرتها توقفت حين ما لمحت علي جالسا على طاولت المطبخ و هو يدخن سيجارته القذرة. يدخن و کأنه لم يفعل شيء.
ألقت عليه نظرة كره و خرجت من المنزل.

                               ~******~

جلس فوق الكرسي الموجود في حديقة القصر الواسع. بدأ يتأمل جمال الحديقة المليئ بالورود الملونة. و النافورة الكبيرة الموجودة في منتصف الحديقة تحيط بها الورود الملونة.

لقد مضا على عمله هنا ما يقارب 28 عاما. بدأ العمل عند السيد صالح مند زواجه من  زوجته الأولى التي أنجب منها ابنه الأكبر. طلقها بعد ثلاث سنوات تقريبا. بعدها  صالح تزوج من سلمى و أنجب منها باقي أبناءه الخمسة.
عمل سائقا شخصيا للسيد صالح، لكن قبل سنتان تقريبا أصبح السائق الخاص لابنته الوسطى لورا.  لم تواجهه أية مشكلة طيلة فترة عمله مع سيده صالح لكن مند أن بدأ تحت سيطرة ابنته كاد أن يجن من كثرة طلباتها و رغبة ذهابها إلى كل محلات ميلانو.

" عم سعد، لما أنت جالس وحدك هنا؟" أخرجه من شروده صوتها الذي يعرفه جيدا.
التفت إليها و على وجهه ابتسامة هادئة:" ألم أخبرك مرارا لا تناديني بعم سعد. إذا سمع والدك فلن يسرّ أبدا."

اقتربت منه و جلست بجانبه بدا على وجهها ملامح الحزن و هي تتمتم:" لا يوجد شيء يرضي والدي."
فهم سعد حزنها فهو يعرف والدها حق المعرفة. رجل صارم متكبر و أناني. نعم أناني ألا يكفي أنه أحبرها على الزواج من رجل يكبرها بكثير.

 ما بعد الظلام (متوقف حاليا) Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin