الفصل الرابع

141 54 8
                                    

ضحكت ريما بخفوت على مظهرهم و توجهت بسرعة إلى غرفتها. بدلت ملابسها و هي في سعادة من انتصارها و أخد حقها.
لكن فجأة سمعت صراخ عمها. علمت أن الأمر لن يمر على خير.

" افتح الباب يا عديمة الأصل!!!!"

خفق قلبها من شدة الخوف. ابتلعت ريقها و بدأ جسمها بالإرتعاش. لم تستطع تحريك جسدها من شدة الخوف. إلا أن صراخ عمها جعلها تتقدم لفتح الباب ثم تراجعت سريعا إلى الخلف.

شهقت عاليا حين لمحت عمها الضخم الواقف عند الباب. بدأت ريما بالإرتجاف حين لمحت شكله الغاضب. كانت نظرته قاسية للغاية. فعيناه كانتا محمرتان من شدة الغضب. لقد بدا لها كالذئب العاطش للدماء. ولكن ما زاد خوفها هو رؤيتها للصوط اللذي يحمله في يده.

تجمعت الدموع في عينيها. علمت أن الأمر لن يمر أبدا على خير. و لأول مرة تندم على خطتها اللتي أفسدت بها على ابنة عمها الخطوبة. أرادت الإنتقام و ها هو جزاء ما صنعته يداها.

اقترب عمها منها لكنه توقف فجأة حين ما لمح الفستان الأزرق المعلق على الكرسي. و بدون تفكير أخد الفستان الغالي و بدأ بتمزيقه بيديه و هو يصرخ في وجهها: " يا ..&#$&@$#.. هذا هو الذي ارتديته  لتتدللي به أمام ابنتي. انظري ماذا سأفعل به."

مزق الفستان بأكمله و دموع ريما تنزل كالشلال على و جنتيها. ليس بسبب الفستان إنما بسبب إدراكها للمصيبة اللتي وقعت بها بسبب فعلتها الغبية.

صرخت بصوت عالي عندما سحبها من شعرها. سحبها و رمها على الأرض، ثم انهال عليها بالضرب أو بالأصح بالجلد. كان يجلدها دون أية رحمة. و صرخاتها تعلوا و تعلوا....

                         ~******~

" أمي، أرجوكي لا تضيفي الجزر للحساء."

تنهدت الأم ثم ألقت نظرة على ابنتها سلوى الواقفة بجانب أمها و هي تراقبها كيف تضع الخضار في الحساء.
" حبيبتي أنت تحتجين للجزر لكي تكبري و تصبح عيناكي جميلتين." قالت هدى و هي تمسح على شعر ابنتها.
لم تقتنع سلوى بكلام والدتها. إذ بها تنفخ خديها و هي تقول:" لا جدوة أبدا من إقناعك دائما تتغلبين علي."

ضحكت هدى من كلام صغيرتها لكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها عند سماعها جرس الباب. فمن يزورهم في هذا الوقت. الوقت لم يتأخر بعد لكنه أيضا ليس وقت الزيارة.

ارتدت عبائتها و حجابها و توجهت إلى الباب .اقتربت هدى من الباب و ألقت نظرة على عين الباب لتتفاجأ بصاحب الإجار.
بدأ الخوف يتسلل إليها، فزيارة صاحب الإجار لها يعني أن الأمر لن يمر على خير.

فتحت الباب بهدوء و هي تراقب نظرات السيد ستيف صاحب الشقة. لم يغب على هدى نظرات السيد ستيف المتضايقة. كان عاقد حاجباه و نظرة الضيق مرسومة على وجهه.

 ما بعد الظلام (متوقف حاليا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن