_ الفصل السابع _

1.5K 99 0
                                    


اصطدم عصام من دون أن يشعر بكتفه في كتف تميم الذي كان مارًا من جوارهم ! ، فتطلع له تميم مدققًا ولكن الآخر لم يطل النظر حتى إنه لم يعتذر منه فنظر له والتفت ليكمل طريقه ، فظل واقفًا تميم يتطلع له وهو يذهب وشعر بشيء غريب في هذين الرُجلين ، فقرر إتباعهم  حتى النهاية فهو لن يخسر شيء إن تأكد ، التفت حوله وتأكد أن لا أحد يراه ، فوضع يده أسفل قميصه ليتأكد من وجود سلاحه ، وانطلق خلفهم من دون أن يشعروا به حتى مر من أمام منزله فأوقفه صوت المسن هشام قائلًا :
_ يابني رايح فين كدا بليل ؟

عض على شفاه السفلى ثم التفت له وتصنع الهدوء متمتمًا :
_ هشوف حاجة وراجع تاني ياعم هشام

ثم التفت وهم بأن يلحق بهم فوجدهم اختفوا من أمام عيناه ورحلوا ، فمسح على شعره نزولًا وجهه مغتاظًا لاعنًا الرجل والمسن !! ،  فعاد ليستدير لهشام مجددًا ويجلب مقعد ليجلس بجواره أمام المنزل ، فقد برغم من أنه كبير في السن ولكنه يشرب ماهو يسمى بـ ( شيشة ) ، فطالعه تميم متعجبًا وتمتم شبه مازحًا بضحك وهو يراه يسحب الدخان منها وينفثه من فمه بقوة :
_لا على وضعك ! ، مش شايف إن الشيشة دي خطر عليك وإنت واحد كبير في السن !

أجابه بعدم مبالة مبتسمًا :
_ سيبها على الله ، محدش بيعيش أكتر من عمره ! ، تاخدلك نفس ؟

اتسعت ابتسامة تميم وأخرج قداحته وولاعته من جيبه مجيبًا بنظرة ذات معنى :
_ لا كفاية عليا دي !

ثم أشعل السيجارة ووضعها بين أسنانه ويمسكها بيده بطريقة خاصة ويخرجها لينفث الدخان دفعة واحدة من فمه ، ويعم الصمت بينهم لدقائق وهو شاردًا الذهن يفكر في طريقة لكي يستطيع العثور على ذلك الإرهابي بسرعة قبل وقوع أي ضحايا أخرى ، فعصفت صورة زهرة بمخليته فجأة فخطر على عقله أن يسأل المسن عنها لعلها يعرفها ، فأخرج السيجارة من فمه غهامسًا بدون أن ينظر له :
_ بقولك يا عم هشام في بنت منقبة في القرية هنا عيونها زرقا متعرفش هي مين أو بنت مين ؟!

نظر له هشام متعجبًا ، عن ذلك الشاب الغريب الأطوار منذ أول يوم له وهو يطرح اسئلة غريبة مثله ! ، ولكنه قرر أن يغير مجرى الحديث ليصبح مرحًا :
_ ليه ناوي تعملها تاني ولا إيه !

ضحك بخفة على ذلك الرجل المسلى والذي بدأ بالفعل يعتاد عليه ويحبه من ثاني لقاء لهم منذ الصبح وهمس لنفسه بدون أن يسمعه " أنا معملتهاش أولاني أساسًا عشان أعملها تاني ! "

_ بتقول إيه ؟!

هز رأسه نافرًا مجيبًا إياه بين ابتسامته الواسعة التي أوضحت الثغرة التي تتوسط في وجنتيه من الجانبين :
_ لا أنا مش من النوع ده ، أنا واحدة تكفيني وزيادة كمان هو أنا ناقص وجع دماغ كفاية استحمل زن واحدة  ، أنا بسألك لإني شوفتها الصبح وشبهت عليها !

ضحك المسن بقوة على مشاركة الشاب لمزاحه ، فقد كان لتميم شخصية مرحة وجميلة ولكن عمله يفرض عليه الشخصية الجادة في كل شيء ، وأجابه بحسن نية بعد أن فهم قصده :
_ لو على حسب ما بتقول عينها زرقا فدي أكيد زهرة بنت الحج ناجي

رواية .. تيروريسموس Where stories live. Discover now