_الفصل الرابع _

1.7K 108 6
                                    


زاد زعره عندما سمع صوت الصراخ القادم من الأسفل فوثب واقفًا في هلع وهرول إلى الأسفل مفزوعًا ، راكضًا على الدرج وتتبعه والدته ، ثم فتح الباب فوجد شقيقته تقف على شيئ مرتفع وفي الأسفل الكلب ينبح بقوة وهي تصرخ بخوف جلي ، زفر بارتياح بسيط عندما أطمئن ولكن هذا لا يمنع غضبه وسخطه منها ، وحتمًا سيفض شحنة غضبه المكتظة من ذلك الحلم بها ، كان الحارس ليس بموجدًا عندما كانت تصرخ وجاء مع قدوم أخيها ليقابل صراخه به المرعب :
_ خده من هنا ، وبعد كدا الكلب ده يتربط كويس وإلا حسابي هيكون معاك إنت فاهم !!

أماء له الحارس في ارتيعاد من نبرة صوته وفورًا سحب الكلب وذهب به إلى منزله الصغير ، والآن حان دورها لكي تأخذ نصيبها من صياحه وسخطه ، وبالفعل صاح في صوت جهوري جعلها تنتفض واقفة :
_ وإنتي اخلصي انزلي ، إيه الصريخ ده كله هاا !

نزلت وتقدمت نحوه ببطء وهي مطأطأة رأسها أرضًا في خوف وتهمس :
_ أنا آسفة ، إنت عارف إني بخاف من الكلاب ياتميم وفجأة لقيته بيجري ورايا والله

_ كنتي اتنيلتي دخلتي البيت وقفلتي الباب مش تلفي الجنينة كلها بصريخك ده

تمتمت والدته في خفوت عندما أحست بغضبه الحقيقي وكأن هناك ما يغضبه ويوتره فليس من عادته أن يتحدث مع أي منهم بعصبية هكذا :
_ اهدى ياتميم خلاص محصلش حاجة

تحول إلى جمرة نيران مشتعلة وبرزت عروق رقبته وهو يصيح منفعلًا  :
_ محصلش حاجة إيه يا أمي ، أنا صحيت مفزوع من النوم على صريخها وافتكرت حد جراله حاجة وفي الآخر ده كله عشان الكلب !!

تلألأت العبرات في عيناها من صراخه وجفائه وقسوته الغير معتادة  معها ، ثم رفعت عيناها له بدموع متجمعة بهم وغادرت فورًا تاركة إياهم قبل أن تخونها عبراتها وتسقط ، فلحقت بها أمها بعد أن طالعت ابنها معاتبة ، ظل واقفًا هو بأرضه يزفر من فمه هواء أشبه بالنيران .. فمسح على شعره نزولًا إلى عيناه يفركهم بسراشة ولكن فتحهم فورًا عندما تمثلت صورتها أمامه وهو مغمض عيناه ، فزَّداد غضبه وهو يلعن ويسب كل شيء بما فيهم تلك الكلمة المجهولة وتلك الفتاة التي لا يعرف من هي ولما تلاحقه وتفسد منامه ، بات يشك بأنها جنَّية تلاحقه أو أنها تعشقه وتريده فتخيفه وتُقلق منامه  ! .

                               ***
في الوادي الجديد ......

خرجت زهرة من المنزل وقبل أن تعبر بوابة المنزل الكبيرة وجدت فارس في مقابلتها ، فتنهدت بعمق وضيق فهي لا تريد مقابلته لفترة ، لربما يزيلها من عقله ، قطع تفكيرها صوته وهو يسألها :
_ إيه رايحة فين كدا ؟!

قصدت إخفاض نظرها أرضًا حتى لا تتقابل عيناهم وقالت بهمس :
_ رايحة اشتري حجات من السوق

_ عمرو وعمي موجدين ؟

_ لا في المصنع مشوا الصبح بدري وقالوا هيرجعوا آخر اليوم

رواية .. تيروريسموس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن