كأن الحادثة بالأمس ..
لازال كما ترك يوم العزاء ..
يعجز عن رسم ابتسامة ولو شاحبة !.. عيناه محمرتان من فرط البكاء ، ألم ينخر كل أعضاء جسده .. كلما هوى لفراشه ، وألقى برأسه على الوسادة ، تذكر تلك التي كانت تنام جنبه ! فيفر النوم من عينيه ، وتعود الذكريات الحزينة لتحاصر حاضره ومستقبله ..
يختلي بنفسه في سطح المنزل .. يراقب النجوم التي ملأت السماء .. والهلال الذي أضاء المكان .. فجأة ! يتسلل البرد لأعضاء جسده فتأخذه الذاكرة ليوم كانا يقضيان السهرة معا في السطح ، يحتسيان كوبا شاي ، وحين يحسا بالبرد بدأ يتسلل لجسدهما ، كانت تزيح خمارها وتغطيه وتتدثر معه بنفس الوشاح .. ويكملان السهرة حتى يغلبهما النعاس ..
إنه يراها الآن في كل مكان !.. كلما قصد البحر ليفرغ جعبة همومه ، عارضه صوتها الندي الرقيق كجنية تهمس بعبارات الوفاء !.. هي بالكاد لا تفارقه .. ليس بإمكانه إزاحة صورتها من ذهنه ولو لثوان ، حتى في صلاته لم يكن لينساها من دعائه في سجوده ، كذلك في أحلامه ، لم تفارقه يوما . كان أرشيف حياتهما يعرض في منامه ! وما إن بستيقظ حتى يعود لعادته .. يحادث صورتها كأنها سمعته! لايمل من التفرج على فيديوهات جمعتهما معا، هي الشيئ الوحيد الذي يشعره بقربها إليه . يضم وشاحها لصدره ويرثيه بدموعه ، يقبله كأن قبله ستصل محبوبته !
لم يكن حزنه يمنعه من المواظبة على العمل في مصنعه ، كان يريد أن يحقق حلم زوجته أن ترى مصنعه أكبر مصنع في البلدة ! لم يدخر جهدا لتحقيق ماتمنته ، لكن المنية كانت أسبق لها منه .. فراح يحدث صورتها ، يبشرها أن حلمها قد تحقق !لينساب لجسده شعور أنها سمعته ! بل وفرحة به !
هو بصوتها وصورتها يستمد القوة ، ولو كانت تلك الصورة وذاك الصوت من رسم الخيال !
ولازال العاشق يوصي أهله ادفنوني جوارها ! لأنها في يوم لم تر إعاقته عيبا ! لم تر فيه نقصا ، فأحبها حبا عمره ماتبخر ، ورحلت من دنياه ولم ترحل من قلبه ..
يتمنى لو يستجيب الله لدعوته ويلقاها في الجنة ، ليضمها عدد اشتياقه ! ليقبلها عدد غيابها ! ليحضنها ويمتع ناظريه بها ، ليحاكيها عن أيامه كيف كان يقضيها بغيابها .
ملاحظة :لم يعجبني العنوان أرجوا منكم اقتراح عنوان آخر ترونه مناسبا
أنت تقرأ
لم نعد نتألم
Teen Fictionأكتب مايجول في ذهني .. أحترم آرائكم وآخذ نصائحكم بعين الاعتبار لم نعد نتألم .. وجع ، ذكريات ، ألم ، وربما تفائل ! أتمنى أن يعجبكم ! مقتطفات : لم نعد نتألم .. لم يعد شيئ يألمنا صار كل شيئ يبدو لنا عاديا .. من يحب لايخدع .. من يحب لا يجرح .. من يحب...