تغيّر القدر!

12.3K 576 279
                                    

هلا يا حلوين🌹
أوّلا لا تنسوا الضغط على ⭐️💫
قراءة ممتعة🌹
———————————————————
ها هي الآن سون هي تلمح بيتها عن بعد بعض الأمتار، بيت متواضع و بسيط أرضي من دون طوابق إضافية، محاط بشباك يُظهر جزءا من حديقته الصغيرة، أمالت سون هي وجهها باستغراب قبل أن تتلفّظ: " غريب! لما الأضواء مغلوقة!؟ هل من الممكن أنهما نائمان ! لكن كيف ينامان قبل أن يطمئنا علي!"

أكملت بالمشي مع البعض من خيبة الأمل، فكلّ ما كانت بحاجته بتلك اللحظة بعد تلك المشقة بالمطار ، و بعد حبيبها الذي يتجاهلها، هو حظن دافيء من والديها ، ها هي أمام الباب الثانوي، كانت ستفتح حين إقشعرّ بدنها للحظة، فهي شعرت بنسمة قارسة تلفح جسدها، نسمة من النوع الذي يدبّ القلق بقلبك، لكنّها إنتهت بتجاهل ذلك الشعور و أكملت ما بدأت به ، هي الآن بوسط الحديقة، ظلام حالك يُحيط بها ، صوتٌ غريب جعلها ترتعب، نظرت باتّجاهه و ليس إلّا الباب الرّئيسي الذي ضُرب بقوّة! تغيّرت ملامحها التي كان يسودها الخوف لأخرى تغلّب عليها القلق!

" أمّي أبي! إنّ هذا النوع من المزاح لا يُعجبني!" أردفت بنبرة مترددة بينما تكمل بخطوات متثاقلة نحو الباب، صوت إرتطام زجاج سمعته نابعا من داخل البيت، ذلك جعلها تتناسى مع خوفها لتركض نحو الداخل، فتحت الباب ، أرادت تشغيل الأنوار بينما تنادي على والديها، لكنّها لا تعمل ، " حسنا الآن الوضع يُخيفني حقا، أبي أرجوك يكفي مزاحا! أين أنتما و لما الإنارة لا تشتغل!" قالت سون هي بينما تحاول إخراج هاتفها من الحقيبة، لكنّ رجلها تعرقلت بشيء ما مما جعلها تسقط أرضا، حاولت الوقوف مرّة ثانية إلّا أنّ ذلك الرّداء الذي تغلّفت به الأرضية جعلها تتزحلق لتقع مرّة أخرى، لذا هذه المرّة هي فقط أجلست جسدها لتفتح حقيبتها و تُخرج هاتفها، شغّلت إنارته، و يا له من مظهر يليق بأفلام الرّعب! يداها ثيابها و كلّ شيء بها يكتسيه لون دموي، هلعت تلك الصغيرة ممّا تراه أمامها، إلتفت تحاول إستيعاب ما يدور بها، لتتلقى شلّالا من المياه المجمّدة بعد أن رأت والدها طريح الأرض ينزف كلّ ما يحويه جسده من دم!

صراخ قوي، ذلك كل ما إستطاعت إدلاءه من خوفها، تدحرجت بجسدها نحوه ، حضنته نحوها بينما تستنجد بمن يمكنه سماع صوتها المتعالي، و بعد لحظات جنون ، ثبت عقلها لتتذكّر أمّها، دحرجت هاتفها حول ما يحيط بها لتُصعق مرة أخرى فجسد أمّها يتوسط تلك الغرفة المريعة التي شهدت أكبر جريمة بحق تلك الصغيرة التي لم تتوقف عن الصراخ، هي الآن محاصرة بين أمّها و أبيها ، كلّ من جهة، والدها لا يتوقف نزيفه و أمّها لا تعاني من جروح على ما يبدو، لكنّها لا تتحرّك!

أخذت سون هي تتصل بالإسعاف وسط معاناتها تلك، قلبها يكاد ينبض و عقلها بالكاد يستوعب ، ها هي الآن تعطيهم عنوانها، لا تزال على الهاتف عندما سمعت صوت الزجاج ينسحق و كأنّ أحدا تخطّاه، أخذت توجّه نور هاتفها من حولها و جسدها بأكمله يرتجّ من شدة الخوف، فإذا بطيف أسود يمرّ من أمام عينيها، " توقّف!" صرخت قبل أن تستقيم بصعوبة محاولتا اللحاق به...

Appearances Where stories live. Discover now