آيفون وجسر معلق

Start from the beginning
                                    

والآن هل أنتم مستعدون للمحطة التالية التي ستحملنا إليها آلة الزمن خاصتنا؟

مهلًا لحظة! هناك خلل في آلة الزمن، إنها ترفض الاستمرار في العمل دون حل لغز ما يظهر على شاشتها.

«أنا عنصر مهم في كل رواية، أُعتبَر جزءً من الزمكان. لكي تقوم بالتعرف عليَّ ودراستي يجب أن تدرس العناصر الآتية:
طرق العيش والظروف الطبيعية، الوضع الاقتصادي، العلاقات الاجتماعية بين فئات المجتمع، أنظمة الحكم السائدة، الإنجازات العلمية، الثقافية، والعمرانية.
فمن أنا؟»

الآلة الزمنية أعطتنا اللغز فهل عرفتم ما هو هذا العنصر الروائي؟

إنه نظام اجتماعي يُعين الإنسان على زيادة إنتاجه الثقافي، ويرتكز على البحث العلمي والفني التشكيلي بالدرجة الأولى.

أجل يا أعزائي نحن نتكلم عن «الحضارة» وتحديدًا المكان الحضاري؛ فالحضارة بمفهوم شامل تعني كل ما يميز أمة عن أمة من حيث العادات، التقاليد، أسلوب المعيشة، الملابس، والتمسك بالقيم ومقدرة الإنسان على الإبداع، ومن الأمثلة عليها هي الحضارة الغربية ذات خلفية كاثوليكية والحضارة الإسلامية.

وإن كل عمل روائي يرتبط بشكل مباشر بالمكان الحضاري؛ فهو الهيكل الأساسي الذي يُحدد معالم الشخصيات والزمكان ويُظهر إمكانيات سير الأحداث.

بما أننا حللنا اللغز فقد عادت الآلة الزمنية للعمل مجدداً، يا ترى إلى أين ستنقلنا الآن؟

أصبحنا الآن في مكان مليء بالعلماء والجنود العسكريين الذين طُرّز على سُتراتهم علم أحمر، يحوي في الزاوية اليسرى العليا منجلًا ومطرقة ونجمة مجوفة جميعها بلون ذهبي؛ وحولك العديد من الأجهزة والشاشات التي تعرض صورًا بالأبيض والأسود. الجميع متوتر ومضغوط بينما يصرخ المسؤولون أوامرًا بلكنةٍ حادةٍ.

بدأ العد التنازلي، توجهت أنظار الجميع نحو تلك الشاشة الضخمة حين ظهر عليها صاروخ عظيم! اتصل به شيء شبيه بالكرة، وقد تم تجهيزه كي ينطلق إلى السماء، وفي لحظة تاريخية تمامًا تم إطلاق ذلك الصاروخ بنجاحٍ ليكون إنجاز إطلاق أول ساتل يسبح في الفضاء.

هل عرفتم أين أخذتنا آلة الزمن؟

لقد نقلتنا إلى إحدى أولى إنجازات البشر في مجال علم الفضاء، وتحديدًا محطة فضاء روسية أُطلق منها (سبوتنك 1) أول قمر صناعي أطلقه الاتحاد السوفييتي في خمسينيات القرن العشرين، وقد تم اعتباره سبقًا حققه الاتحاد السوفييتي ضمن الحرب الباردة وبدايةً لسباق الفضاء بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.

لقد رأينا كيف كانت الحضارة قد تطورت بشكل مختلف تمامًا عمّا كانت عليه قبل قرن فقط، بل إن الفرق كان واضحًا بين عقد وآخر. إن التطور الحضاري الذي أنتج فرقًا كبيرًا بين زمكان وآخر قد نتج عن تحرر دوافع التطلع وعوامل الإبداع والإنشاء في نفس الإنسان، حيث أن رغبة الإنسان في التطور واستكشاف بيئته المحيطة وتوفير وسائل الراحة هي ما كوّنت الحوافز اللازمة للتطور الحضاري.

معالمٌ منسية |عنصري الزمكان|Where stories live. Discover now