الفصل 32 (الأخير)

20.2K 659 82
                                    

غمرته السعادة و الفرحة .. ودق قلبه معلناً شغفه ولهفته لبدء حياته الجديدة .. مع تلك الزوجة التى اختارها من بين ملايين النساء .. كانت مواصفاته لزوجته المستقبليه معروفة ومحددة ..فهو رجل يعرف جيداً ما يريد .. عمل بقول النبى صلى الله عليه وسلم "فإظفر بذات الدين تربت يداك" .. فإختارها تعرف ربها .. 

وتمتثل لأوامره وتجتنب نواهيه .. فرآى فيها الزوجة الصالحة التى تعينه فى أمور دينه وديناه .. قذف الله بحبها فى قلبه .. ذالك القلب الذى حماه طيلة عمره من أن يخفق لإمرأة لا تحل له .. حماه كما حمى بصره من رؤية الحرام والتلذذ به كغيره من الشباب فى سنه .. ولذلك كافأة الله الآن بزوجة لا يرى فى الوجود سواها .. أحبها بأكثر مما كان يتمنى .. فكان حبها فى قلبه وحبه فى قلبها هو بركة تعففهما عن الحرام .. هى أيضاً صانت مشاعرها وعواطفها .. لم تسمح لأحد بأن يدخل قلبها .. حفظته لزوجها الذى لم تكن تعلم عنه شيئاً .. حفظته من أجل أن تهبه اياه وهو غاية فى النقاء .. دون أن يلوثه حب محرم يدخل قلبها فينشر به سواداً يطفئ بريقه اللامع .. فكافأها الله برجل من خيرة الرجال .. رأت فيه الزوج الصالح .. والحبيب الوفى .. خفق قلبها له كما لم يخفق من قبل .. واستعدت لليلة زفافها بفستانها الأبيض ناصع البياض كقلبها وقلبه .
وفى جو من البهجة والسرور أعلنا للدنيا بأسرها أنهما زوج وزوجة يجمعهما ذاك الرباط المقدس .. وهاهما يدخلان عشهما السعيد وسط فرحة الأهل والصحب .. أمسك "كريم" برأس "إيمان" بين راحتيه وقبل جبينها قائلاً :
- اللهم اجعلنى خير زوج لخير زوجة
رفعت "إيمان" كفيها لتضعهما على كفى "كريم" الممسكتان بوجهها همست له :
- اللهم اجعلنى خير زوجة لخير زوج

************************************

ترأس "آدم" ادارة القرية فى غياب "كريم" الذى استغرق اسبوعين .. استقبله الجميع بالتهانى والدعاء بالبركة فى زواجهما .. ترأس "كريم" اجتماعاً هاماً حضره "آدم" و "على" و "زياد" .. أرادت "آيات" حضور ذاك الإجتماع لكن "آدم" قال لها بحزم :
- ازاى يعني تحضرية .. أكيد مراة "كريم" مش هتحضر ..تبقى البنت الوحيدة اللى أعد وسطينا .. ازاى يعني
قالت بإستنكار :
- ما انت و "كريم" موجودين
قال "آدم" بحزم :
- لا يا "آيات" برده مينفعش .. هبقى أقولك على اللى حصل فى الإجتماع
رغم ضيقها لعدم سماحه لها بالحضور إلا أنها لا تنكر السعادة التى شعرت بها وهى تستشعر غيرته عليها 
قال "كريم" بإستغراب :
- آخر حاجة كنت متوقع ان "شكرى" يعملها
قال "آدم" بثقه :
- لا على فكرة أنا مستغربتش .. "شكرى" أولاً وأخيراً رجل أعمال يعنى اللى عمله ده متوقع جدا
قال "زياد" بإستنكار :
- أيوة يا "آدم" بس بصراحة أنا متوقعتش أنا كمان .. يعني لما قل معدل الشغل عنده والحجوزات .. توقعت انه يعمل زى ما كان "عاصى" بيعمل ويغوط أوى فى السكة اللى هو عارفها .. لكن يقفل الملهى ويقلبه صالة ألعاب وكمان يمنع الخمرة من القرية ويفصل بين الرجالة والستات فى حمامات السباحة .. دى آخر حاجة توقعت ان "شكرى" يعملها
نظر اليه "آدم" قائلاً :
- زى ما قولتك يا "زياد" .. "شكرى" رجل أعمال .. أهم حاجة عنده المكسب والخسارة .. لما لقى ان فكرة القرية الحلال هى اللى بتكسب وبتجيب دخل ممتاز .. قرر انه يمشى على النظام اللى احنا ماشيين عليه
قال "على" ساخراً :
- بس لسه سامح للستات انهم يلبسوا بكيني على البيلاج
قال "آدم" :
- وده أكبر دليل انه بيحاول يعمل أى حاجة عشان يزود دخل مش أكتر .. يعني مش فكرة حاجات حرام بيمعنها خوف من ربنا .. لا هو حاول يعمل حاجة وسط بين القرية الحلال والقرية بتاعته .. يعنى من الآخر حب يرضى جميع الأذواق
قال "كريم" وهو يخط خربشات على الأورق أمامه :
- أهو ده معنى حديث النبى صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات" .. احنا نيتنا اننا نبعد عن الحرام عشان منغضبش ربنا علينا .. فبجانب الكسب المادى لينا ثواب عند ربنا .. لكن هو نبته انه يكسب أكتر ويرضى الناس وأذواق الناس .. وكده ملوش أى أجر عند ربنا
قال "على" وهو يومئ برأسه :
- فعلاً معاك حق يا "كريم" .. ياريت يا شباب نجدد نيتنا دايماً .. انها تكون خالصة لوجه الله .. عشان ميفتناش الأجر ده
قال "زياد" ضاحكاً :
- ألذ حاجة فى الموضوع اننا خلصنا من التهمة اللى اسمه "عاصى" ده هو وأبوه .. من يوم ما اتحبسوا والقرية حالها كرب خاصة بعد ما جت مراته وبنته يديروا القرية .. زودوا الطينه بله
ثم صاح بمرح :
- أنا من الاول بقول الحريم دول يحطوا بس ايديهم فى أى حاجة تتخرب على طول .. أهو اللى فشل أعداء "سراج" و "عاصى" انهم يعملوه فى سنين .. جت مراته وبنته وعملوه فى أربع شهور
نظر اليه "على" قائلاً:
- أنا سمعت انهم هيلغوا العقد مع الشركة اللى مأجرين منها القرية
هتف "زياد" :
- يكون أحسن برده .. يلا سكة اللى يروح ميرجعش

جواد بلا فارس لـ (منى سلامة)Where stories live. Discover now