الفصل الثالث والعشرون

Start from the beginning
                                    

****************************

أوقف "مهند" سيارته أمام الفيلا .. نظر في المرآة يتابع بعينيه "سمر" التي تنزل بسرعة ثم تتوجه الي الفيلا دون أن تنظر خلفها .. نزلت "فريدة" والتفت حول السيارة لتقف أمام "مهند" قائله:
- مش هتدخل ؟
قال بإقتضاب :
- لأ
انطلق بسيارته وعيناها تتابعانه في دهشة .. وقلق
قاد "مهند" السيارة بغير هدى وعقله يعمل بلا توقف .. نعم عرفتك .. مهما وضعتي علي وجهك من أقنعه فسيعرفكي قلبي حتما .. استطعتي تغيير كل ملامحك .. لكن بقيت عيناكي كما هي ليتعرفها قلبي .. لماذا .. لماذا فعلتي ذلك .. لماذا غيرتي ملامحك .. لماذا تركتيني .. لماذا هربتي مني .. لماذا تركتيني أتعذب في بعدك .. لماذا .. لماذا عدتي الآن .. تظهرين من العدم .. وكأن شيئا لم يكن .. ما تلك اللعبة التي تلعبيها مع عمي .. لماذا أخفيتم الأمر عني .. من حقي أن أعرف .. نعم من حقي
أوقف "مهند" سيارته علي جانب الطريق وهو يلهث غضبا وقد ازداد انفعاله حتي خشى ألا يستطيع التحكم في مقود السيارة .. أغمض عينيه بألم وهو يقول .. لماذا تخفين نفسك عني .. لماذا؟ .. أتعاقبينني ؟ .. لست أنا من يحتاج الي العقاب .. سكن للحظات شاردا ثم أخذ نفسا عميقا وهو يقول وقد ظهرت ابتسامه عذبه علي شفتيه :
- عادت يا بحر .. عادت
عاد الي الفيلا قرب الفجر ليجد الجميع نيام .. توجه الي غرفته .. الي خزينته .. وأخرج منها القداحة التي أهدته اياها "سمر" .. جلس فراشه ينظر الي لهيبها المشتعل وهو يبتسم

****************************

جلست "بيسان" برفقة "نهاد" حول طاولة الطعام تتحدث في مواضيع شتي بينما هي شاردا .. وضع كفها فوق كفه الموضوع فوق الطاوله فانتفض .. قالت بحنان :
- سرحان في ايه
قال بخفوت :
- مفيش
ابتسمت بحنان وقالت:
- ازاي يعني مفيش .. هو أنا مش عارفاك ولا ايه
أطرق"نهاد" برأسه .. فزعت "بيسان" لمرآى العبرات في عينيه فهتقت :
- "نهاد" .. ايه اللي حصل .. "نهاد" قولي
صمت قليلا .. ثم قال بصوت مختنق وهو لايزال مطرقا برأسه خجلا من مواجهتها :
- أنا خنتك
ضحكت وهي تنظر اليه بحيره .. فرفع رأسه ونظر اليها بأعين مبلله بالعبرات وهو يقول:
- مع صاحبتك .. "انجي" .. خنتك معاها
اختفت ابتسامتها لتتسع عيناها وقد تسمرت في مكانها وتوقفت عن ابتنفس وهي تحاول أن تبتسم قائله :
- بتهزر صح ؟ .. بتختبر ثقتي فيك ؟ .. صح ؟
أطرق برأسه وهو يقول بألم :
- ياريته كان هزار
نهضت "بيسان" فجأة وهي تشعر بأن الأرض تتحرك من حولها .. بل تتزلزل .. هتفت :
- قول تاني .. قول اللي قولته تاني
نظر اليها "نهاد" بألم وهو يقول :
- خنتك مع "انجي"
ارتجف جسدها وارتعد .. أحاطت جسدها بذراعيها وعلي وجهها علامات التقزز وهي تقول بصوت مرتجف :
- ازاي ؟
نهض "نهاد" ومد يده محاولا لمسها .. فابتعدت للخلف وهي تتمتم وكأنها تتحدث الي نفسها :
- ازاي ؟
قال بصوت مضطرب :
- كنت بروحلها البيت عشان أديها مكسبها الشهري علي الفلوس اللي بشغلهالها .. وفي مرة ... وفي مرة .....
توقف عن الحديث .. لم يجد في نفسه القدرة علي ذكر تفاصيل ما حدث .. لا كيف حدث .. انهمرت العبرات من عينيها في غزارة ووجهها ينطق بالألم .. غادرت من أمامه وهي تمسح عبراتها وتأمر الخادمة بحزم :
- لبسي "فريد" .. وحضري شنطته
توجهت الي غرفة النوم و "نهاد" يتبعها .. أخرجت حقيبه فارغه وأخذت بجمع ملابسها وبعض متعلقاتها .. اقترب منها "نهاد" محاولا لمسها قائلا :
- "بيسان"
انتفضت مبتعده عن يده وهي تصرخ في وجهه :
- متلمسنيش .. انت فاهم .. متلمسنيش
عادت الي حزم أغراضها بوجه جامد كالحجر .. عبرات عينيها تزداد غزاره .. وقف يتابعها في ألم الي أن انتهت .. حاول حمل الحقيبه عنها فانتفضت مبتعده .. حملت "فريد" بيد والحقيبة بيد وتوجهت الي باب البيت .. فتحت لها الخادمة الباب فانظلقت الي المصعد .. لحق بها "نهاد" وهتف :
- رايحه فين ؟ .. "بيسان"
دفعته بيدها وأغلقت باب المصعد .. نزل "نهاد" الدرج مسرعا .. لحقها قبل أن توقف سيارة أجرة وهو يهتف :
- مش هينفع أسيبك تمشي كده .. قوليلي عايزة تروحي فين وأنا أوصلك
هتفت بألم :
- ابعد عني .. مش عايزه حاجه منك .. ابعد عني
توجه "نهاد" مسرعا الي سيارته وأوقفها أمامها .. ثم نزل وفتح لها الباب قائلا :
- طيب عشان "فريد" .. خليني أوصلك للمكان اللي انتي عايزاه .. هخاف تركبوا تاكسي لوحدكوا والوقت متأخر كده

العشق الممنوع (للكاتبة منى سلامة)Where stories live. Discover now