الفصل الثالث والعشرون

3.6K 116 1
                                    


ابتعد "مهند" عن "سمر" تاركا ذراعها .. تطلع بتوتر الي "فريدة" التي تنظر اليه بإستنكار .. خرجت "سمر" من المطبخ وتمتمت :

- هستناكوا تحت
ساد الصمت للحظات .. قبل أن يغادر "مهند" دون أن يقدم تفسيرا ل "فريدة" .. لم تندهش "سمر" عندما قال "مهند" بعدما ركبوا السيارة :
- هنرجع القاهرة
عقدت "فريدة جبينها بدهشة ممزوجة بالضيق .. بينما نظر "مهند" في مرآة السيارة ليجد نظرة عتاب في عيني "سمر" قبل أن تشيح بوجهها عنه .. ظل شاردا طوال الطريق .. محاولا تفسير تصرفاتها ونظراتها الغير مفهومه .. أكثر ما كاد أن يصيبه بالجنون هو علمها بتفاصيل دقيقة في بيته الذي لم يسكن فيه الا مع زوجته "نهلة" ......

وانضمت اليهما "فريدة" بضعة أشهر قبل الحادث .. هذا ما كان يدهشه .. ويشتت تفكيره .. شك بأنها احدي صديقات "نهلة" ولكن لم يكن لها صديقات تودهن ويودونها .. ولم تدخل أحدا قط بيت الزوجية .. ولم يكن لها سوي والدها ووالدتها .. حتي أنها ليس لها اخوة ولا أخوات .. تطلع مرة أخري في السيارة .. الي ملامحها التي يشعر تجاهها بأنها شخص غريب عنه .. لكن تلك العينان .. لماذا يشعر بهذا الانجذاب وهذا الحنين اليهما .. فجأة انفرج ما بين شفتيه وهو يتطلع اليها .. لا يحيد بنظره عنها .. عن عينيها .. التفتت .. فرأت عيناه المصوبة تجاهها في مرآة السيارة .. خفق قلبها .. وقلبه.. وتعالت أصواتهما حتي كاد كل منهما يسمع دقات قلب الآخر .. رأته يلهث .. يتنفس بسرعة .. يركز علي عينيها .. قالت عيناه كلمة .. فتوترت واضطربت .. استطاعت ترجمة تلك الكلمة التي نطقت بها عيناه :
- عرفتك!

********************

قالت "دعاء" بإهتمام وهي تطرق برأسها :
- و مراتك عارفه انك هتتجوز ؟
أومأ "دياب" برأسه قائلا :
- أيوة عارفه .. أنا حذرتها .. ان مكنتش العلاقة تتحسن بينا .. هتجوز .. وللأسف محاولتش حتي مجرد محاوله انها تصلح من نفسه .. وعاطيه ودنها لجراتها بيودودوا في ودانها ليل نهار
ثم نظر اليها قائلا بحزم :
- أنا مظلمتهاش .. أنا حذرتها كتير .. وحتي لو اتجوزت مش هظلمها .. هعدل بينك وبينها في النفقه و المبيت

أطرقت "دعاء" برأسها وهي شارده .. تقكر .. هل توافق غلي تلك الزيجة وتلك الظروف الشاقه .. أم تنتظر لعل تأتيها فرصة أفضل .. تنهدت وهي تتذكر أنها استخارت الله مرات عدة .. وفي كل مرة تري حلما حميلا .. يزينه وجه "دياب" .. أصابتها حيرة شديدة .. فوجدت يقول بنبرة حانيه :
- أنا عارف انك مستصعبة الموضوع .. عشان ظروفي و موضوع جوازي
قغلت "دعاء" علي القور :
- لا ظروفك مش مشكلة بالنسبة لي
ثم أطرقت برأسها وهي تقول بخجل ممزوج بالألم :
- أنا كمان ظروفي صعبة .. أنا حتي مش هقدر أجهز نفسي .. وبابا الله يرحمه مسبليش حاجه قبل ما يموت .. من ساعة ما اشتغلت عند البشمهندس "مهند" وهو بيديني مرتب حلو أوي .. بحوش منه .. بس يدوبك اللي لحقت أحوشه هو مرتب شهر واحد .. يعني ميعمليش حاجة .. ميجهزش عروسه
رغم ظروفها الصعبة .. الا أن "دياب" شعر بالارتياح لتشابه ظروفهما .. فابتسم قائلا بحنان :
- متقلقيش بكرة ان شاء الله أنا اللي هجيبلك ةل حاجة
شعرت "دعاء" بسعادة خفية .. سعادة أن تكون مسؤلة من شخص ما .. يهتم بها ويراعيها ويتقي الله فيها .. علي الرغم منها تسرب اليها شعور بالراحة تجاه "دياب" .. لم تراه سوي مرتين .. لكن حديثه واسلوبه اشعراها بمدي جديته واحترامه ونقاء سريرته .. سأل خالها عنه في مكان سكنه مع زوجته .. فلم يسمع عنه الا كل خير .. الصغير والكبير يمتدح أخلاقه .. ويصفه ب : جدع ابن حلال .. قاطع "دياب" أفكارها ليقول :
- لو محتاجه نقعد مع بعض مرة تالته معنديش مشكلة .. المهم تكوني مرتاحه و مطمنة
ودت لو أخبرته بأنها بالفعل تشعر بالراحة والاطمئنان .. صمتت قليلا وهي تتذكر حديث النبي صلي الله عليه وسلم : "اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" .. بحثت بداخلها لتجد نفسها راضيه بدينه وخلقه .. فأخذت نفسا عميقا ثم أطرقت برأسها قائله بخجل :
- لا مفيش داعي نقعد مع بعض مرة تالته
نظر اليها "دياب" بتوتر وهو يقول :
- يعني ايه ؟
لاحت علي شفتيها ابتسامه خجول وهي لا تزال مطرقه برأسها .. فاتسعت ابتسامة "دياب" وطلت الفرحة من عيناه وهو يقول :
- الحمد لله .. الحمد لله

العشق الممنوع (للكاتبة منى سلامة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن