الفصل الثالث عشر

3.2K 125 2
                                    



مدت "فيروز" يدها لتسلم على "مهند" قائلاً بتعالى :
- أهلاً "مهند"
لكن يدها ظلت معلقة فى الهواء .. قال "مهند" ببرود :
- آسف مبسلمش
أعادت "فيروز" يدها الى جوارها وابتسامتها تتلاشى ليحل محلها شعور بالغضب لهذا الاحراج الذى تعرضت له .. التفت "عدنان" لينادى :
- "سمر"
التفتت "سمر" التى كانت توليه ظهرها واقتربت منه .. وقفت أمام "مهند" مباشرة وهى تنظر الى "عدنان" الذى قال مبتسماً :
- أقدملك "مهند" ابن أخويا .. "مهند" أقدملك "سمر" ....
بتلقائية رفعت "سمر" عينينها لتنظر الى "مهند" وهى تمد كفها اليه للمصافحة .. التقت عيناها بسواد عينيه القاتم فقط لتشعر بشعور غريب وكأنها تغوص فى بحر حالك الظلمات فى ليلة اختفى فيها القمر .. ثانيتين هى مدة الغوص فى ذلك البحر .. قبل أن يرفع "مهند" كفه لـــ .. ليصافحهـــا .. ملتقطاً كفها الرقيق فى كفه التى شعرت بقوته وخشونه بمجرد تلامس أيديهما .. وللمرة الثانية تشعر بشعور غريب حينما غاصت يدها فى بحر يده .. دام تلاقى أيديهما ثانيتين .. لتفترق مرة أخرى !

أشاح "مهند" بوجهه عنها بعدما تــرك كفهـــا .. والتفت الى عمه قائلاً :
- لو سمحت يا عمى ممكن أتكلم معاك دقيقتين
أومأ "عدنان" برأسه مربتاً على كتف "مهند" .. التفت الى "سمر" و التقط كفها مقبلاً اياه تحت نظرات الجميع ونظر اليها قائلاً برقه :
- ثوانى يا حبيبتى وراجعلك
رغم توترها الشديد حاولت رسم بسمه على شفتيها .. اقتربت منها "انعام" قائله :
- تعالى يا "سمر" .. اتفضلى اعدى .. اتفضلى يا مدام "فيروز"
جلست "سمر" واضعه ساقاً فوق ساق تحاول التغلب على اضطرابها الشديد .. رفعت رأسها لترى نظرات الجميع مصوبة تجاهها يتفحصونها كما لو كانت احدى المعروضات فى فترينة أحد المحلات .. شعرت بالإحمرار يغزو وجنتيها وبمغص ينتشر داخل بطنها .. أما "فيروز" فبدت مرتاحه .. فرحه .. وهى تتطلع الى وجوههم التى ملأتها الحسره والحنق !

دخل "مهند" برفقة عمه الى المكتب الواقع فى الدور الثانى من الفيلا .. ابتسم "عدنان" قائلاً :
- خير يا "مهند"
صمت "مهند" للحظات قبل أن يقول بجدية :
- عمى مفيش حد فى الدنيا يقدر يعترض على شرع ربنا .. وحضرتك من حقك انك تتجوز ومفيش حد مننا له حق انه يتدخل فى حياتك .. بس .....
نظر اليه "عدنان" رافعاً حاجبيه قائلاً :
- بس ؟
أكمل "مهند"بشى من الحدة وهو يشير بيده الى باب المكتب :
- بس دى بنت صغيره يا عمى
قال "عدنان" بمرح :
- مش صغيره زى ما انت متصور .. محسسنى انى اتجوزت مراهقة يا "مهند" .. دى عندها 25 سنة
قال "مهند" بحزم :
- وانت يا عمى سنك أكتر من ضعف سنها .. مستحيل يبقى فى عوامل مشتركه بينكوا .. لا فى التفكير ولا فى الطباع ولا فى المشاعر .. وايه اللى يخلى واحدة عندها 25 سنة تتجوز واحد فى سنك يا عمى
قال "عدنان" وقد ظهر على وجهه امارات الغضب :
- قصدك ان عمك كبر وعجز على الجواز
قال "مهند" على الفور :
- لا مش قصدى كده يا عمى .. قصدى انك مثلاً لو كنت اتجوزت مراة باباها دى مكنتش هستغرب .. لان واضح ان سنكوا قريب من بعض .. لكن هرجع وأسأل نفس السؤال .. ايه اللى يخلى واحده فى سنها تتجوز واحد فى سنك يا عمى
ثم قال بجدية :
- أنا خايف عليك يا عمى .. أنا مش عايز أظلمها ومش عايز أحكم عليها حكم غلط .. بس اللى أعرفه ان مفيش واحده تتجوز راجل فى سن أبوها الا اذا كانت طمعانه فى فلوسه
تبادل "مهند" مع عمه النظرات فى صمت .. الى أن قال "عدنان" فى كبرياء :
- لو سعادتى وراحتى تمنهم الفلوس .. فتغور الفلوس يا "مهند" .. المهم أبقى مبسوط ومرتاح .. أنا بشقى وبتعب فى جمع الفلوس دى .. ليه ممتعش بيها نفسى
تنهد "مهند" فى يأس وقد شعر بأن عمه لن يحيد عن اختياره .. أطرق برأسه للحظات ثم نظر الى عمه قائلاً بإستسلام :
- خلاص يا عمى مادمت شايف كده .. حضرتك أدرى بمصلحتك .. بس أنا كان لازم أنصحك لأن ده واجبى تجاهك
ابتسم "عدنان" وهو يتطلع الى "مهند" بإعجاب قائلاً :
- تعرف يا "مهند" كل يوم بتثبتلى انك تستحق ثقتى فيك 
ثم قال بغموض :
- بس لسه شويه
نظر اليه "مهند" بإستغراب ثم ما لبث أن ابتسم قائلاً :
- تقصد لسه ما فزتش بثقتك كامله مش كده ؟
ربت "عدنان" على كتفه قائلاً بمرح :
- يلا يا ابنى كفاية رغى ده أنا عريس هتضيع فرحتى ولا ايه زمان عروستى مستنيه على نار
اتسعت ابتسامة "مهند" وهو يعانق عمه قائلاً :
- بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير

العشق الممنوع (للكاتبة منى سلامة)Where stories live. Discover now