الفصل الثاني

5.9K 147 8
                                    

وقفت فى الشرفة وكأنها تنتظر أحداً .. دخلت "لميس" الغرفة وهتفت بإستنكار :
- "نهال" بتعملى ايه عندك .. يلا الضيوف كلهم تحت
أطلقت نظرة قلقة على ساعتها ثم على الطريق وهى تقول :
- ثوانى بس يا مدام "لميس" .. ثوانى ونازله .. قوليلهم ثوانى
قالت "لميس" بحزم وهى تخرج :
- طيب متتأخريش عشان ميصحش كدة
عادت تتطلع الى الطريق خارج الفيلا .. ثم ما لبثت أن اتسعت ابتسامتها ولمعت عيناها بسعادة وهى تنظر بلهفة الى تلك السيارة السوداء الفارهة التى عبرت بوابة الفيلا .. وهتف قلبها وهو يقفز فرحاً :
- مهنــد ! ........

توقفت السيارة أمام الفيلا .. انحنت "نهال" لترى الفتاة التى ترجلت من السيارة .. ثم تسير السيارة بضع خطوات بعيدة عن الفتاة لكى تصطف السيارة بعيدة عدة أمتار عن باب الفيلا حتى لا تعيق مرور سيارات الضيوف التى ستدخل وتخرج من الفيلا .. رأت "بشير" وهو يسرع بإتجاه السيارة ويفتح الباب .. اتسعت ابتسامتها وهى تنظر الى ذاك الرجل الذى ترجل من السيارة بحلته الكلاسيكية و شعره المصفف بعناية .. كان يوليه ظهرها ويضع ذراعه على كتف "بشير" الذى رأته يبتسم بسعادة وهو يتحدث اليه .. ربت الرجل على كتف "بشير" مرتين قبل أن يلتفت فى اتجاه الفيلا .. تأملته بوجهه الذى لوحته الشمس فأكسبته سمره محببه زادت من اسمرار بشرته .. وتلك الملامح التى وإن خلت من الوسامة الظاهرة إلا أنها تشع قوة ورجولة .. اقترب من الفتاة التى نزلت من السيارة ووقفت تنتظره .. أحاط كتفيها بذراعه وتوجها معاً الى داخل الفيلا .
التفتت "نهال" تلقى نظرة سريعة فى المرآة لتتأكد من أنها تخرج فى أبهى زينه .. هبطت الدرج بسرعة .. رأت احدى الخادمات تفتح الباب ليدخل منه ذالك الرجل مع تلك الفتاة .. اتسعت ابتسامتها وتوجهت اليهما لتستقبلهما .. ابتسمت الفتاة فى وجه "نهال" وقالت :
- "نهال" .. ازيك .. وحشتيني أوى
عانقتها "نهال" قائله :
- انتى كمان يا "فريدة" وحشتيني أوى
التفتت "نهال" تنظر الى الرجل قائله :
- حمدالله على السلامة با "مهند"
تأملته عن قرب بتلك العينين الثاقبتين وهو يقول بصوت رخيم :
- الله يسلمك يا "نهال"
ترك الفتاتان معاً وتوجه الى الداخل مما سبب الحسرة فى قلب "نهال" .. ابتسم "عدنان" بمجرد أن رآى "مهند" مقبلاً عليه وتعانقا .. قال "عدنان" :
- حمدالله على السلامة يا "مهند"
ابتسم "مهند" قائلاً :
- الله يسلمك يا عمى
توجه "مهند" ليسلم على عمته الجالسه تتحدث الى احدى النساء فهتفت قائله :
- "مهند" حبيبى .. حمدالله عى السلامة .. فين "فريدة"
قبلها قائلاً :
- بره مع "نهال"
توجه الى رجلين يقفان معاً .. ابتسم "نهاد" وسلم عليه قائلاً :
- حمدالله على السلامة يا "مهند"
- الله يسلمك يا "نهاد"
ثم التفت لينظر الى "علاء" الذى نظر اليه ببرود وهو يحتسى العصير فى يده قائلاً :
- ايه أخبار السفرية 
قال "مهند" بإقتضاب :
- الحمد لله
احتد "علاء" قليلاً :
- أيوة الحمد لله ايه يعني .. اتفقت معاهم على ايه .. والأسعار مشتها زى ما احنا عايزين ولا فى اتفاقات جديده
قال "مهند" بصرامة وهو ينظر اليه بثبات :
- المعلومات دى هتعرفها فى الإجتماع يا "علاء" .. بس لما تتعرض على عمى الأول .. هو صاحب الشغل يعني لازم يكون أول واحد عارف بتفاصيل الصفقة اللى هتم بينا وبينهم
أشاح "علاء" وجه بغيظ ورفع كوب العصير الى فمه ينهيه فى رشفة واحدة كبيرة .. استأذن "مهند" ليسلم على بعض الأشخاص فى الحفل .. التفت "علاء" يرمقه بنظرات حقود ثم قال لأخيه "نهاد" :
- شايف بيتعامل معانا ازاى .. الشحات ده
قال "نهاد" محذراً :
- شششششش وطى صوتك احنا فى حفلة .. لو حد سمعك مش هتبقى ظريفة
قال "علاء" محتداً بغضب :
- هو فاكر نفسه ايه بالظبط .. هو ناسى ان أنا وانت شغالين فى الشركة دى زينا زيه .. بيتعامل كده ليه معانا أكنه مشغلنا عنده .. الشركة دى بتاعة عمى "عدنان" وكلنا بنشتغل فيها زى بعض محدش أحسن من حد عشان يتعامل معايا كدة
قال "نهاد" بحنق :
- يا ابنى انت غاوى مشاكل وخلاص .. "مهند" مقالش حاجة .. قال ان لازم عمى "عدنان" يعرف التفاصيل الأول وبعدين هنعرف كلنا فى الإجتماع
وضع "علاء" الكأس الفارغ بقوة فوق أحد الطاولات قبل أن يغادر قائلاً :
- بكرة يبقى "مهند" الكل فى الكل ونتركن أنا وانت على الرف يا "نهاد" .. بكرة تقول "علاء" أخويا قال
توجه "علاء" الى احدى الفتيات يتحدث معها .. بينما نظر "نهاد" فى اتجاه "مهند" بريبه .. وقلق .. وخوف من المجهول !

العشق الممنوع (للكاتبة منى سلامة)Where stories live. Discover now