ادغال مخادعة

70 7 8
                                    

أنا من ظننت نفسي اعرف كل مخابئ هذه الغابة ، بكل طرقها وادغالها ، اجد نفسي لا اعرف الّا اصغر اسرارها ، وجدت امامي بحيرة صغيرة ، يا ليتها كانت نقية ، يا ليتها ياا ليتها ، يا رباه ما الذي وضعت به الان ، انا تائهة ، هذه الأدغال قد اضاعتني بينها ، أصابتني الصدمة وجمدتني في مكاني انظر بنظراتٍ خائبة مليئة بالدموع ، حاولت منع نفسي ، لكن دموعي لم تحتمل ارادت تطهير هذه البحيرة ، نزلت احدى دموعي داخلها اخترقت جسدها ودخلت أعماقها ، لأول مرة اشعر نفسي عاجزة ، لا ادري ماذا أفعل ، اين اذهب ، ماذا علي ان أقول الان ، اصبح كل شيء معقد اكثر ، كل شيء يتداخل ببعضه البعض ، أصبحت داخل متاهة الأدغال ، اسرارها أصبحت متاهة حقيقية ، اتاهتني بداخلها ، خدعتني وابقتني داخلها في جمودٍ وصدمة ، اغلقت كل الأبواب بوجهي ، جعلتني عاجزة ، لم اشعر الّا بألمٍ يتخلل داخلي ، يتسرب الى أوردتي وشراييني ، دمرتني بشكلٍ قاسٍ ، أنست بهذه السرعة اكثر من يحبها ويقدرها ؟ بهذه السرعة ! اخذت أتنفس ، احاول ادخال الهواء الي رئتاي ، الهواء الذي كان نقي من قبل اصبح الان كثاني أكسيد الكربون يتسلل الى دمائي لقتلي ، احاول بكل جهودي ان اقنع نفسي انه الهواء التقي الذي طالما ما أحببته ، ما الذي غير كل هذا الان ؟ ما الذي حدث ؟ لماذا ؟ كل هذه الاسئلة تدور بداخلي ، لم اجد لها اجوبة ، ولا حتى جواب واحد يخرجني من الصدمة ، اخذ صديقي بيدي وقال هيا علينا الرحيل وإلا سيأتي دورنا ، اخذنا نركض بادغالها تائهين منخذلين ، وجوهنا صفراء اللون ، عروقنا أصبحت بارزة ، اعيننا مليئة بالدموع ، حمراء اللون ، ما ان خرجنا من الغابة الّا وسمعنا صوت اخر ، يشبه الصوت الذي سمعته تلك الليلة ، بل انه هو ، لا أظن نفسي مخطئة انا واثقة من انه هو ، سقطت دموعي كشلالات ، شعرت بها تمزق وجنتي ، ما هذا الذي حل بي ، ارجوا الله ان يخرجني من هذا الوضع ، لا أظن نفسي قادرة على استحمال هذا ، سأحاول المقاومة ، سأحاول ان اكون قوية ، ولكن ثقتي بنفسي الان هُزّت ، ادعوا الله ان اكون قادرة على تجاوز هذا .

أدغال الخيال .Where stories live. Discover now