ذات العيون الخضراء، سون هي!

Start from the beginning
                                    

أجابها ذلك الذي تلقى كل تلك الأسئلة المتسلسلة بابتسامة إحترافية:" آسف آنستي، لا يمكننا التنبؤ بما يمكنه الحدوث للأيام المقبلة، يمكنني فقط أن أؤكد لكِ خبر إلغاء رحلات اليوم نحو تايلاندا!"
إقتربت منه سون هي لتجلس بالكرسي الذي يقابله لتتكلّم بدورها بكلّ لباقة على طريقتها الخاصة :" سيدي، إن لم أتلقى الجواب على أسئلتي من شخص كفوء و محب لعمله مثلك من أين لي بالجواب إذا!؟ ألا يمكنك و لو بالقليل مساعدتي لأفهم كيف يجدر بي التعامل مع هذا الوضع!؟ سيخيب أمل خمسة أشخاص، إن لم أتلقى الإستفسارات التي ننتظرها! أرجوك سيدي فلتبذل جهدك لإعطائي بعض الحلول، كل فتاة من اللّواتي تراهنّ بالخارج بما فيهنّ أنا، إشتغلن كثيراً طول السنة الدراسية، إضافة إلى مساعدة أهالينا لجمعِ ما يكفي من المال لأجل هذا السّفر، و أغلبهن تُعدّ هذه الرحلة أوّلُ تجربة لهنّ، فكيف لي أنّ أخرج من هذا المكتب من دون جواب إيجابي!؟"، بتلك اللّحظة إلتبست سون هي ملامح اللّطافة التي تُجيدُها لإخضاع من يُقابلها لإرادتها، و ذلك حتى لو كان حديثها كافيا لجعل ذلك المسكين يبحث عن حلول بحاسوبه، لكن هل قلتُ المسكين!؟

في الحقيقة ذلك الموظف ليس عاديّا أبدًا ، طبعه، نظراته و طريقة كلامه تبدو غريبة بعض الشيء ، ملابسه أيضًا يبدو عليها الثراء ، كلّ شيء به مدروس بطريقة دقيقة ، شعره الرمادي ، ملامح حادة و مثيرة نوعا ما، و جسم متناسق لحدّ ما! متأكّدة أنّه لو أراد لَوُظِّف كعارض أو كممثل بأشهر الأفلام الكورية، لكنّه بالنسبة لسون هي لن يكون أكثر من موظف طيران كونه يترأس ذلك المكتب البسيط.

باشر ذلك الشخص بضغط بعض الأزرار على حاسوبه و ها هو يرفع رأسه نحوها قائلا:" هل يمكنني الحصول على تذاكر الطائرة الخاصة بكم!؟"، سرعان ما قدمتها له سون هي ببعض الأمل الذي شق طريقا نحو ملامحها، أكمل حينها الموظّف:" حسنا ، من المفترض أن لا أفعل مثل هذا النوع من التدخل، لأنه في حالة كوارث طبيعية ما من حلّ ممكن، الكلّ يخسر مصاريف تذكرته و رحلته، و لكن بعد سماع قصّتك أنتِ و صديقاتك لا يمكنني سوى ....." قاطع كلامه دخول موظف آخر بدى على وجهه ملامح الذهول فور رؤيته لذلك الذي يقابل سون هي، قدّم إحترامه مردفا:" سيّد بارك هل لي بخدمتك!؟"

قطبت سون هي حاجبها مستغربة من الوضع لتقول عاليا ما يجول بداخلها:" و لماذا موظف ينادي زميله بسيّدي! ألستم بزملاء!؟" ، بحلق بها ذلك الذي دخل لتوّه ، بطريقة مُصرّة و كأنّه يطالب بصمتها، لتكمل:" ماذا، مالذي يجري، و لما هكذا نظرات!؟" ، إبتسم المدعو بالسيد بارك لكتلة العفوية التي تُقابله، إستقام من مكانه بإتجاه ذلك الموظف بعد أن عدّل بدلته الرمادية،  قائلا:" لا بأس بذلك، فلتعتني بهذه الآنسة، أريدك أن تسجّلها هي و صديقاتها بأول رحلة مفتوحة نحو تايلاندا، و ليكن بالدرجة الأولى، إنّها زبونة خاصة، و هي لا تدين لنا بأي مصاريف إضافية!"
إنحنى له الموظف مرة أخرى مردفاً:" حسنا سيدي أمرك!"، صُدمت سون هي لما تسمعه أذناها، درجة أولى و بأول رحلة مفتوحة نحو تايلاندا، هي لا تفهم بالضبط ما يحدث، و للأسف لم تتمكن حتى من الإستفسار، فتلك اللحظات التي إستغرقتها لترتيب أفكارها كانت كافية لمُغادرة المدعو بالسيد بارك!

Appearances Where stories live. Discover now