رواية
ريونيد VRMMORPG
تأليف : د. أحمد خشبة
رواية أونلاين تصدر يوميا بمعدل فصلين
لمزيد من الفصول :
www.facebook.com/rioneed
الفصل الرابع عشر
شعر إبرو أن هذا السؤال لم يكن موجها له بل كان موجها لها . لكنه رغم ذلك أجاب بتلقائية قائلا :
-لو كان بإمكاني إخبارك بكل ما أعرفه ستظنين أنني مجنونا أو لست على ما يرام . لذلك لننحي ما أعرفه جانبا . لو كانت نيتي سوءا لكِ لما انتظرت دخولك للعبة لإخبارك بكل شيء و لما تكبدت كل هذا العناء و عرضت نفسي للخطر من أجل فرصة الحديث معكِ . لو أردت إيذاءك لأخبرت من يراقبك بكل ما أعرفه . لو أخبرتكِ أن ما تهدفين إليه هو أيضا هدفي , فهل تصدقينني ؟
ثبتت آية نظرها عليه للحظات قبل أن تقول باستغراب :
-هل قمت بإعلان نجاحك في المهمة الأسطورية كي تجعلني أتحدث معك ؟ هل هناك خطر عليك نتيجة ذلك ؟
ضحك إبرو بمرارة قبل أن يجيبها قائلا :
-أنتِ لا تعرفين مدى خطورة الوضع الذي نحن جميعا فيه الآن . هؤلاء الذين دفعوكي دفعا للعب في اللعبة لن يوقفهم شيء إن حاول أحد ما تغيير مخططاتهم أو حتى عرقلتها . هم أيضا يراقبون كل لاعب مصري في اللعبة . إعلاني عن وجودي بتلك الطريقة الإستعراضية و في هذا الوقت المبكر لم يكن ضمن مخططاتي . لكن نعم , فعلت ذلك لأجذب إنتباهك لي .
-لماذا أنا مهمة لهذه الدرجة لك يا إبرو ؟ نحن لا نعرف بعضنا إلا منذ أيام عدة فقط .
ود أن يخبرها الحقيقة . ود أن يقول لها أنها أقرب الناس إليه . كم ود أن يخبرها بسيرتها الماضية و أسطورتها الحية داخل نفوس الجميع و هو منهم . لكنه لا يقدر , لذا قال متجنبا الإجابة التي بقلبه :
-لا يهم إلى أي مدى نعرف بعضنا بعضا . لكن بإختصار أنتِ في غاية الأهمية يا آية . الآن لتقومي بتأمين نفسك في الواقع و حين تعودي سأكون بانتظارك .
نظرت له نظرة مطولة صامتة قبل أن تغلق الإتصال . كان يعرف أنه قد قال الكثير مما يجب ألا يقوله . فماذا يمكنه أن يخبرها ؟ أنه عاد من المستقبل ؟ أنها في المستقبل قد ماتت على يد خائن ممن كانت تثق بهم من أصدقائها ؟ أخذ إبرو نفسا عميقا ليخرج معه كل ما يحمله في قلبه من هموم . عاد لينظر في المنطقة حوله في تركيز . إنه على مشارف الخروج من خريطة المستوى العاشر صوب الجبال الشاهقة أمامه . حزم أمره و أخذ يتحرك مغادرا نطاق الوحوش خلفه . كانت البرية من حوله خالية من أي شيء عدا مجموعات متناثرة من الأشجار المختلفة الأشكال و الألوان . أما الجبال أمامه فبدت كحائط عظيم ممتد على مرمى البصر . لم يكن هدفه هو تسلق أي منها بل الإتجاه صوب أي من الوديان المتناثرة على حدود البرية مع عالم الجبال الصخري . واقعة الصدام بين اللاعبين و مناطق الحراسة الموجودة في تلك الأودية تلك لم تكن بالحدث النادر , فكثير من المهام التي يتلقاها اللاعبين بعد ذلك في المدينة متعلقة بتدمير أو إختراق تلك الحصون المنيعة لأولئك اللصوص و المجرمين . تحرك في طريق بدا غير مأهولا بأي شخص . لكنه لم يتراجع . فذلك الطريق هو المؤدي لهدفه . بعدما سار لمسافة نصف ساعة تقريبا متوخيا حذره ألا يكتشفه أي وحش وجد نفسه أمام مدخلا واسعا لوادي بين الجبال . في مقدمة هذا الوادي يوجد سور خشبي عال بإرتفاع بلغ خمسة أمتار تقريبا . في منتصف السور بوابة خشبية صغيرة على جانبيها يوجد برجي مراقبة بدائيين للغاية . رغم هذا المظهر البدائي للحراسة بالمكان إلا أنه لم يخدع إبرو , فهو يعرف جيدا أن خلف هذا السور الهش عدد لا يقل عن خمسمئة من الوحوش . دقق النظر في محيط المكان من حوله . عادة هؤلاء المجرمين أنهم دائما على أهبة استعداد لأي قتال في أي وقت . لذا يرسلون دوما بدوريات حراسة تقوم بتمشيط المكان حولهم طيلة الوقت . هدف إبرو هو توجيه ضربة إلى هؤلاء . عدد كل دورية يتراوح بين الخمسة و العشرة أفراد . رغم قلة أعدادهم إلا أنه كان العدد المناسب له حتى يقدر على قتلهم بنجاح . كان يهدف إلى تقليل عدد الموجودين داخل الحصن الصغير تدريجيا بعدها يقوم بسحبهم خارج نطاق حراستهم حين يشعرون بوجود خطب ما . حينها يمكنه أن يقوم بخطته . يعرف إبرو أن خطته بها الكثير من المخاطرة لكن لا يمتلك خطة أفضل حاليا فهذه هي الخطة التي هداه إليه عقله أثناء رحلته إلى هنا .
أنت تقرأ
ريونيد
Science Fictionالرواية تتحدث عن لعبة واقع إفتراضي في المستقبل , حيث تدور الأحداث حول اللاعب المصري إبرو في لعبة الواقع الإفتراضي ريونيد و الذي يعود للزمن عشر سنوات للماضي حيث تبدأ اللعبة في الإنطلاق حينها . يقوم إبرو بإستخدام كل ما يعرفه عن أسرار اللعبة و خفاياها...