*************************************

تننتقل الى مكان آخر .. الى تركـيــــــا .. تحديداً العاصمة "اسطنبول" .. وفى أحد الشوارع الراقية .. عبرت سيارة رياضية بسرعة كبيرة .. ثـــم زحفت السيارة بقوة على أرض الأسفلت لتتطلق صريراً مرعباً عالياً قبل أن تتوقف .. كادت الفتاة بجوار السائق أن يرتطم رأسها بالتابلوه أمامها من قوة الرجه .. كانت تلهث بشدة .. التفتت الى الرجل بجوارها وهى ترجع شعرها الأسود الى الخلف وتنظر اليه بنظرة غاضبة تشع من عينيها البنيتين ثم هتفت :
- "باهر" .. قولتلك 100 مرة بخاف من السواقه بسرعة كدة
ضحك الرجل بجوارها ومد يده الى وجنتها مداعباً .. أشاحت بوجهها مبتعده عن يده ودفعت يده تبعدها عن وجهها .. ثم عادت تنظر اليه بغضب .. فقال دون أن يتوقف عن ضحكاته :
- يا بنتى جمدى قلبك بأه هتفضلى فافى كده لحد امتى
ازدادت حدة نظراتها وهى تقول :
- أنا مش فافى .. بس بترعب من السواقه المجنونة بتاعتك دى
اقترب منها مقبلاً وجنتها وهو يقول :
- آسف يا "سمر" معدتش هسوق كدة تانى
تنهدت بحدة قائله :
- كل مرة تقولى كدة وبرده تسوق بالشكل المرعب ده .. أنا كل ما اركب معاك أفضل حطه ايدي على قلبى وأقول يارب متحصل حاجه وحشة
قبلها مرة أخرى قائلاً :
- متخفيش يا حبيبتى .. انتى مش عارفه خطيبك ولا ايه 
نظرت اليه قائله :
- لأ عارفه .. عارفه انك بطل من أبطال سباق السيارات .. بس ده فى السبق لكن هنا فى ناس حوالينا وعربيات لو انت محترف سواقه فى غيرك ممكن يكون بيسوق على أده .. ولا قدر الله ممكن تحصل حاجه وحشة
زفر بضيق قائلاً بتبرم :
- أوووف يا "سمر" .. دمك بيبقى تقيل لما بتقلبى وتسمعيني محاضرة من بتوعك
تنهدت فى يأس وابتسمت قائله :
- مفيش فايدة فيك .. مش بتسمع نصيحة من حد
نظر اليها مبتسماً يرفع أحد حاجبيه قائلاً بمكر :
- بس بتحبينى وبتموتى فيا مش كدة ؟
أطلقت ضحكة ناعمه وهى تمرر أصابعها فى خصلات شعرها قائله وهى تنظر اليه بحب :
- أهاا .. بحبك وبموت فيك .. نصيبى بأه أعمل ايه
قبل يدها ونظر اليها بسعادة وقال مبتسماً :
- ده نصيبى أنا .. أحلى نصيب
نزلت "سمر" من السيارة والتفتت تنظر اليه من الشباك وابتسمت قائله :
- باى أشوفك بكرة 
أرسل لها قبلة فى الهواء وهو يقول :
- تصبحى على خير يا حبى
- وانت من أهله
التفتت لتتوجه الى البناية خلفها .. وقبل أن تعبر أبوابها .. سمعت صوت صرير السيارة مرة أخرى فإلتقتت لتجد "باهر" منحرفاً بسيارته فى أحد الشوارع بطريقة مرعبة .. هزت رأسهاً بحنق وزفرت بضيق وهى تعبر البوابة الى داخل البناية

***********************************

أشرق الصباح بضوئه على تلك الفيلا الكبيرة التى شهدت أحداث محاولة الإقتحام بالأمس .. وفى غرفة الطعام حول المائدة .. جلس على رأس الطاولة رجل خط الشيب رأسه فأختلطت شعيراته الرمادية بجاراتها السوداء فأعطته مع شاربة الأنيق مظهراً وقوراً .. جلس بحلته الأنيقة الكلاسيكية يتصفح جريدة الصباح .. يرتشف من كوب الشاى بجواره دون أن يحيد نظره عن الجريدة .. التفت وابتسم عندما دخلت "انعام" غرفة الطعام وهى تقول :
- صباح الخير يا "عدنان"
- صباح النور يا "انعام"
جلست فى مكانها المعتاد فى مواجهته على رأس الطاولة .. وأمسكت بالنابكن المطوى فوق الطاولة بعناية وفردته لتضعه فوق قدميها .. ثم تبدأ فى تناول طعامها وهى تقول :
- عملت ايه .. مفيش جديد ؟
ترك "عدنان" الجريدة من يده وتجعد جبينه فى ضيق وهو يقول :
- لا للأسف .. معرفوش يمسكوا الراجل
هزت "انعام" رأسها وهى تقول متذكرة أحداث الليلة الماضية :
- ده أنا كنت هموت من الرعب لما سمعت ضرب النار .. واللى زاد وغطى النور اللى اتقطع ده 
قال "عدنان" شارداً وهو تناول رشفه من فنجانه :
- بس حرامى جرئ أوى اللى يقرب من الفيلا بتاعتنا .. أى حرامى المفروض انه بيختار مكان سهل يقتحمه .. لكن الفيلا سورها عالى وكمان عليها حراسة .. معقول يكون فى حرامى غبى للدرجة دى
قالت وهى تدس الطعام فى فمها وتلوكه ببطء :
- أنا برده استغربت قولت ايه الجرأة دى
ثم ضحكت بخفوت قائله :
- يا عيني "لميس" اللى راحت فيها .. افتكرتها الحرامى وخبطتها بالباب
لم تكد تنهى جملتها حتى عبرت "لميس" مديرة المنزل غرفة الطعام .. نظر "عدنان" بإشفاق الى تلك الكدمة فوق جبينها وهو يقول :
- ألف سلامة عليكي يا مدام "لميس"
ابتسمت قائله بأدب :
- الله يسلمك يا "عدنان" بيه
قالت "انعام" بأسف وهى تنظر الى كدمتها الظاهرة :
- آسفة مرة تانية يا "لميس" 
التفتت اليها "لميس" قائله :
- لا مفيش حاجة يا "انعام" هانم .. وحضرتك كنتى هتعرفى منين انها أنا
نظرت اليها "انعام" بإمتنان أن تقبلت اعتذراها .. قالت "لميس" مشبكة يديها خلف ظهرها وهى تنقل نظرها بينهما :
- بخصوص حفلة الآنسة "نهال" أنا انتهيت من ترتيب كل حاجة .. واتفقت على التورت والجاتوه والأكل اللى هيتقدم ان شاء الله
هز "عدنان" رأسها قائلاً برضى :
- ممتاز 
قالت "انعام" وهى تنظر اليهما :
- كلمتها الصبح .. ان شاء الله هترجع من الرحلة بكرة هى والجماعة .. طبعاً أنا مجبتش سيرة عن الحفلة اللى هنعمهالها بمناسبة دخولها الجامعة .. حبيت انها تكون مفاجأة
اتسعت ابتسامة "لميس" وهى تنظر اليها قائله :
- أكيد هتفرح أوى
ثم صفقت يبيدها قائله بحماس :
- أروح أنا أشوف اللى ورايا .. فى تجهيزات كتير لازم أعملها .. عن اذنكوا
عادت "انعام" الى اكمال طعامها ثم نظرت الى "عدنان" قائله :
- "مهند" هيحضر الحفلة بكرة ؟ .. ولا هيطول فى السفر ؟
قال "عدنان" وهو ينهض حاملاً هاتفه :
- لا ان شاء الله هيرجع قبل معاد الحفلة .. يلا سلام أشوفك بعدين
أومأت "انعام" برأسها وأكملت طعامها فى رضا

العشق الممنوع (للكاتبة منى سلامة)Όπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα