الفصل الثاني : الذكرى الثانية

1.6K 61 3
                                    

الذكرى الثانية :قوية؟!

صرخت في وجهه بعناد _اجل قوية ولا يعني انني فتاة  انني اضعف من ذكر ما

رفع كلا حاجبيه باستهزاء  وسخرية ثم قال بتهكم _الهذا غيرت شكلك بهذه الطريقة

رفعت رأسها بثقة واردفت تهز رأسها ايجابا _ اجل مارأيك

اشاح بوجهه ملوحا بسخرية _ يا للعار 

ما ان ابتعد حتى تحركت هي الاخرى لغرفتها
نظرت للمرآة قائلة _تستطيعين ان تثبتين له انك قوية ،واقوى من اي ذكر اخر

نظرت لثيابها العسكرية ثم سحبت شريط شعرها الذي سبق ان رفعته كذيل الخيل لينسدل على ظهرها 

تمتمت باصرار وتعب اجتاحها _بالطبع استطيع بالطبع بالطـ...
.
زفرت بانهاك  واسندت رأسها على الجدار قبل ان تجلس على الارض وتضغط زرا ما لتأتي احدى الخادمات بسرعة وتساعدها في اخذ البخاخ  و لكن لم يأتي احد وبدأت تجد صعوبة في التنفس وكأن الاكسجين تخلى عنها

حاولت التحرك او بالاحرى الزحف علها تصل لتلك الالة  التي  تراها بصورة مشوشة قبل ان يختفي تماما وتغلق عينيها ...

اصوات لآلات طبية يفترض ان تتواجد بالمستشفى

واخرى لشجار بدى بعيدا بعض الشيئ ، رائحة المعقمات التي اختلطت بعطر يميزه انفها من ألاف العطور

همست بصوت لم يصل لها حتى_ مارك 

حاولت فتح عينيها ولكن وكأن جفناها التصقا ببعضهما البعض بغراء مزعج،

حاولت الحركة ولكن لا فائدة ايضا زفرت داخلها بقلة حيلة

احست بيد تتخلل خصلات شعرها بحنان لتحاول فتح عيناها مجددا ،رفرفت اهدابها معلنة ظهور عيناها العسلية نظرت  بوهن في الغرفة اعتدلت في جلستها ناظرة حولها

،غرفة يمكن وصفها بكلمة واحدة ،بيضاء،ككل غرف المستشفى

،بيضاء فقط

دون ملامح

احد ابشع وسائل تعذيب في العالم
التعذيب باللون الأبيض عن طريق بقاء السجين داخل غرفة عزل بيضاء اللون؛ وكل ما فيها أبيض من سرير وملاءة

ومرتبة،ووسادة ونافذة وباب، حتى الملابس بيضاء، والطعام المقدم يكون الأرز الأبيض في طبق أبيض وولا يعتمد التعذيب النفسي على اللون فقط،

بل أيضا على الصمت القاتل  هم يعذبونها دون قصد

‏تحركت يدها ببطء نازعة المحاليل المعلقة بذراعها اليسرى

وقفت متكئة على الحائط تتوسل قدميها لتحملها الى باب 

اطرقت برأسها الى الاسفل بلهاث وكأنها ركضت لاميال ضغطت يدها بقوة حتى ابيضت اناملها الرشيقة تسابقت دموعها على خدها المحمر لعجزها عضت شفتها السفلى وكتمت فاهها بكفها المرتجف

،شعور بالوحدة ،العجز ،الالم والصداع الذي افتكا بجسمهاو رأسها 

‏استيقظت من دوامتها  على صوت انثوي مرتبك 

‏_ سيدتي

‏رفعت عينيها برئية مشوشة بسبب الدموع لترى ملامح الممرضة تتحول للفزع فجأة وشفتاها تتحركان بما لم يصل لمسامعها

،لتسقط ارضا تحت صراخ الاخرى طالبة النجدة “

العمياءWhere stories live. Discover now