الفصل الثاني :ضحية ذكورية

2.1K 100 9
                                    

الفصل الثاني:ضحية ذكورية

وقف الظابط يراقب اعوانه وهم يفتشون ذلك المنزل

بينما ينظر لهم ذلك الصغير بعيون حمراء ووجنتان ابتلتا جراء الدموع التي اندفقت ما ان علم بوفاة صديقته وجارته ومثال اخت كبرى قبل ان يهرول مسرعا لمنزله وقد علا صوت بكائه

تقدم احد الاعوان ممسكا بكتاب احمر كتب عليه بخط انيق ولون اسود " انتحار بطيئ"

امأ بهدوء وهو يستلمه قبل ان يفتحه ويقرأ :

“الذكرى الاولى ؛لمذا انثى ؟؟

الصراخ يتعالى في ذلك القصر الضخم مجددا بينما يتردد صدى السوط الذي ينهش جسد تلك الطفلة وقد  تجمعت الدماء على شكل برك تحتها تصرخ بالم طالبة التوقف عن هذا العذاب ، ارتفع  مجددا لينزل على ظهرها كالصاعقة وينطلق من حنجرتها صراخ تنفطر له القلوب

رمى السوط بجانبها وتركها بعد ان اغمي  عليها

لتدخل  احدى الخادمات خلسة وتطهر جروها وتريح جسدها المنهك على سرير ما ...

بغابات سوداء مريعة تحت عينيها التي اختفى منها بريق المرح وبرائة الطفوله بوجنتان نحت عليهما مسار الدموع وبصوت متعب كصوت عجوز اكل عليها الدهر وشرب تتحدث تلك الطفلة ذات الست  سنوات مع اخيها

_كيف حالك الان

خرج صوتها متعبا متألما_افضل ..افضل بكثير

ابتسم رافعا كفها لشفتيه ليقبلها وهمس بحزن_اعتذر لعدم تواجدي حينها

ابتسمت بامتنان وقالت _لابأس ليس وكأنك ستستطيع منعه

تنهد بقلة حيلة واخرج قطعة حلوى دسها في فمها ثم قبل وجنتها و ابتسم بادلته الابتسامة باخرى  جاهدت لتظهرها  وهي تتبعه حتى خرج واغلق الباب

ترقرت دمعة متألمة لتغمض عيناها بقوة بسبب الالم الذي يجتاح جسدها

بعد يومان تماما وقبل ان تتعافى من اثار الجلد اقتحم والدها الغرفة بطريقة افزعتها وقبل ان  تستوعب تواجدهما معا  تحت سقف واحد شدّ ياقة قميصها بقوة لتصدر انينا خافتا  جراء تلامس القماش بظهرها المليئ بندوب لا تعد ولا تحصى

وصرخ في وجهها بأشياء كثيرة كخسارته اسهم الشركة بسبب صفقة وانها جالبة للحظ السيئ منذ ولدت

اخذ يحركها بعنف بينما تتقاذف الكلمات من فمه كأسهم تسمم جسدها الصغير

صفعها بقوة مجددا قائلا وهو يتركها او بالاصح يدفعها  كأنها شيئ قذر لا يُحَب التمسك به _فقط لو لم تولدي انثى

ترددت تلك الكلمة مرارا وتكرارا ..ليست المرة الاولى ..ولا حتى الاخيرة ..تلك الكلمة التي جعلتها تمقت جنسها وجسدها وشعرها وكل ما يوحي انها فتاة بنت او انثى..

فقط لو كانت ذكرا لعاشت حياة طبيعية ..

مع اب يعوضها حنان الام الذي استفقدته منذ الولادة ...

لمست بانامل مرتجفة شفتها التي تنزف جراء الصفعات المتكررة التي لا تليق بسنها ولا باي سن اخر وكالعادة دخلت زوجة عمها مرتاعتا مرتجفتا مع علبة الاسعافات الاولية

تكلمت بخوف وهي تعقم جروح وجهها _يا الهي مالذي يجب فعله لقد زاد الامر عن حده حقا ..سيسافر لاسبوعين يجب ان ترتاحي وتأكلي وتتعافي و...

تضببت الرؤية جراء الدموع التي تجمعت في عينيها

_لما يكره كوني انثى لما؟؟ ..الامر ليس بيدي لو كان كذلك لكنت ذكرا كابنك ..لاحبني واحتضنني بين ذراعيه في حضن دافئ مليئ بالحب و الـ...

اختنقت العبارات بسبب شهقاتها التي تعالت تتسابق مع سيل من الدموع الحارقة ،

احتضنتها زوجة عمها وهي تسحبها لصدرها محاولة تمالك دموعها هي الاخرى ”

*******ارجو التصويت بالضغط على النجمة اسفل البارت

العمياءWhere stories live. Discover now