المُقدِّمة| 0

9K 543 598
                                    

"من تكونين؟."

"من أكون؟."

"ما الَّذي تفعلينه في غرفتي بملابِسك الدَّاخليَّة؟."

"ما الَّذي أفعله في غرفته؟."

"توقفي عن تكرار ما أقوله وأجيبي بسرعة قبل أن أفصل رأسكِ عن جسدك!."

-

الصُّمود كالإنس فانٍ مهما عمَّر، ولو سدَّ كِبرياء البعض منافِذ الآهات حينَ تترقرق، فإنَّ اليوم الَّذي ستنخَرُها فيه قادِمٌ لا محالة.

وبينَ أُناسٍ كالأنهُر، إذا ما طغى الماءُ على مجاريهم انسَكب في حينِه، كانَ هو أصيلًا كالمُحيط، مهما صبَّت فيه الحياةُ مِن ويلاتٍ لا يفيض، يدري أينَ يصرِف غيظَه، وأينَ يدفِن شجاه، كلَّما عدا على سطحِه دونَما مهابة، إذ يبتلِعه إلى القاع، فكم بلَغ عُمق الصَّمت فيه؟.

كانَ متصدِّعًا، كُلَّما اهتجات الحياةُ لطَمته برزاياها، وكلَّما اشتهت نزالًا جعلته غريمَها، ليسَ لشيءٍ سوى لاستِعراضِ قُدراتِها على الإيجاع، لكِنَّها لم تنَل مِنه أيَّ رجاء، أفهل سينجو؟.

هُو الجبَّار الَّذي لا سقفَ يعلو على سقفِه، تظنُّ الدُّنيا أنَّها تلوكُه لكنَّه مَن يلوكُ قوانينَها مُضغةً بمُضغة، ورغم أنَّها جبانة لا تضرِب مِن دُبر، لا يزال يضرِب كرجل، أفهل سينتصر؟.

هُو الَّذي يغارُ على بكواتِه مِن الملأ، وحتَّى مِن نفسِه، رجُلٌ نضَبت مآقيه، فما سقَت خدَّيه ولو بدمَعة... وربَّما تجمَّدت كبِركةٍ عارية في عِزِّ الزَّمهرير، تتوارى تحتها ألفُ شكوى وآهة.

هُو الَّذي انبثَق من شُقوق روحِه كالسَّيل، لا رادِع لهُ، ومِن ثُغورٍ في سمائِه الدَّهماءِ المُترعةِ بالخبايا، انبَلج كفجرٍ لا يرحَم أحدًا، أفليس النُّور أشدّ ظُلمًا من الظَّلام، على فقير لا دار له لتستُر عيوبَه من العُيون البصيرة الضالَّة في الأرجاء؟.

هو رجلٌ على بعد خطوتين من الجَحيم.

من منَّا لا يحلم أن يجد الشَّخص المناسب له، من منّا لا يتمنى أن يكون بطل أحد الكتب أو قصص الخيال، و يعيشَ حبًّا أفلاطونيًّا؟.

لطالما كانت مختلفة بشكل مميّز، ورغم انقِلاب الأمور ضدها في كل مرَّة كانت تجِد مهربها بين الكُتب، وتُفصح عمّا بداخلها بالكتابة، حياتها الهادئة والمملة بالنّسبة للمحيطين بها، ستهيج وتُلقي بها على بعد خطوتين من الجحيم.

الخطوة الأولى أناملها من خطَّتها، والثانية فؤادُها الَّذي وقَع بين يديه...

Two Steps From Hell || على بُعد خطوتين من الجَحيمWhere stories live. Discover now