داخلَ قاعةِ المُحاضرَه طغیٰ ضَجيج جِلْف, سيهون سَمَحَ لذاتهِ أن تتَبَرَّم بإِمْتِعَاض. كانَ يتَخذُ المِقعد مَكاناً ليَجلس فيه بـِ هُدوءٍ, ورأسهُ قد استَراح أعلى الطاولَه في حينِ يدَيهِ تدَلَت تتوسدُ حُضنه, يَنظرُ حولهُ بإنزِعاجٍ فـَ ضَجيجُ الطُلاب وصَخَبهم يَملأُ أرجاءَ القاعه

سيهون لَمْ يكُن يوماً مُحباً لإضاعة الوقت أو لأيِ نوعٍ من الثرثره اللامُفيده وتلكَ نقطةٌ شاركهُ إياها لوهان, دائماً ما كانا يَستغِلان أوقاتَ فراغهما بأشياءَ مُفيدةٍ كـَ اللعبِ معاً أو التَحدث بسخريه عن أيٍّ كان

وبالتفكير به .. زَوبعةٌ قد إجتاحَت بِداخله, إبتلعَ ريقهُ ورفعَ رأسهُ متردداً لتتجهَ عَينيه بإرتِعاشٍ مُتوتر نحوَ المقعَد ينظُر أماماً

لكن لوهان لم يكُن موجوداً

تأففَ بـِ ضَجر فـَ مُحاضرة الَأدب هي الحصه الوحيده التي يشتركانِ فيها بجدولهما الدراسي, وهي كانت بمثابةِ الأملِ له إذ يتمكنُ فيها من التأمل بِمعشوقهِ عن بُعدٍ ويأخذُ وقتاً طويلاً بذلك

لا يعلمُ كيف ينجح كل مرةٍ بهذه الماده..!

انكمشَتْ بِحُزنٍ مَلامحهُ, حتى كادَ يمنَحُ جولةً على وَجنتيهِ لمُلوحةِ دُموعه.. لكن لمْ يفعل

تدورُ بخُلدهِ أُمنيَةُ الأمسِ فقيرة الحُدوث
وبُكائهِ الطَويل بعدَ ذلك..

تُرى هل ذاقَتْ النومُ عيناه؟

إنهُ لا يَذكرُ من ليلهِ الآ السُهاد, ولكن مهلاً لقدْ حَلُم,

لا يَذكرُ من حلُمهِ سوى..- وجهِ لوهان؟؟؟

وهو لا يُفارقهُ حتى في المَنام.!

حيثُ كان هو على فِراشهِ مُستريحاً,
وبديلاً من السَقفِ وجهُ فتاهُ من رآه
وقطراتٌ ما كانتْ تَسيلُ أعلاهُ تدافُقات
أكانَ لوهان يبكي في حُلمه؟؟
يَبكي فوق ملامحِ وجهِه؟؟

ولكنَ ذلك كانَ دليلاً كافياً انهُ قد نام ولو لِبعض الوقت

والجَوُ بارِدٌ حقاً!!!!!

أعادَ رأسهُ حيثُ كان يتسائلُ عن سببِ تأخُر فتاهُ لهذا الوقت فقد إعتادَ أن يَكون أولَ الحاضرين نظراً لكونها الحصة المُحببه لقلبه!

أويجوزُ له الغَيرةُ منها؟
أم أنَ الغيرةَ من اللا مَحسوس كـَ لغةٍ ما أو رياحٍ تُداعب الجسد ما هي الآ أمرٌ لا طائلَ منهُ؟
أوكانَتْ الغيرةُ يوماً مَحصورةً حولَ شيءٍ ما؟ أم انها كَبُرت وتَعمقتْ فَتشعُر بها تتغلغلُ عميقاً وتنفجر من فكرةٍ راوَدَتْ المَحبوب أو حلمٍ عاشَ بهِ بعيداً عنه؟!

floating in space |HH|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن