10~

1.8K 97 2
                                    

في ذلك المكان المليء بالفساتين البيضاء , تجلس أسيل قبالة أختها التي قد اعتلتها الحيرة والسعادة تبحث عن فستان يناسبها , ويساعدها خطيبها خالد في البحث عن مرادها , كانت أسيل لا تأبه لمثل هذه الأمور , ولاتفكر في الزواج من الأساس فهي تكره جنس الرجال ولاتود أن تعيش تحت سيطرة أحدهم , ..
عكس مايدور في تلك الشقة المتواضعة حيث اعتلى صوت تلك المرأة المسنة على إبنها الذي يقلب بين الكتب بحثا عن شيء ما ..
":صادق , متى سأفرح بك يا بني , أريد رؤية أطفالك قبل أن توافيني المنية!..
..
"أطال الله عمرك لمثل هذا اليوم يا أمي"
..
"هل أبدأ البحث?"
..
"نعم بالتأكيد , إبحثي خلف رف الكتب ذاك فأنا لم أبحث فيه بعد"
..
ضربته على كتفه بغضب فتأوه بإصطناع .."مؤلم"
..
"أقصد أن أبحث عن عروس لإبني الوسيم"
..
بدأ يمشط لحيته ويخلل أصابعه فيها و اصطنع لعق راحة يده ومسحها على شعره ..:"وسيم للغاية أجل"
..
وغمز لنفسه في المرآة ..
...
"لقد اقترحت عليك آلاف الفتيات ولم ترد إحداهن , هل هناك فتاة في حياتك!"

"لا.."
..
"دعني فقط أختار لك عروسا على ذوقي ,ألا تثق في ذوق أمك عزيزي!"
..
قبل رأس أمه وقال بنبرة جدية..:"أمي أنا حقا لا أود الزواج الآن , إن عزمت الأمر سأخبرك .."
..
خرجت الأم غاضبة والدموع تنهمر على خديها , إقترب منها ولكنها أبت ان تحدثه , اغلقت الباب على وجهه ولم تحادثه يوما كاملا ..
شعر بالضجر حيال  الأمر وضاق صدره من عزلة أمه .. دق الباب عليها وقال بصوت هادئ ..:"

"لك ماتريدين امي الغالية فقط لا تحرميني من النظر لمبسمك"
..
فتحت الباب بلهفة وهي تراه جاثيا على ركبتيه ..
:"هل أنت جاد! سأفرح بإبني أخيرا وازوجه , وتصبح له زوجة تهتم لشؤونه ? , فقد احدودب ظهري من خدمتك"(بمزح)
..
مط شفتيه وهو ينظر لأمه بحذر ..:"يمكنك إخباري من أي مسجد تم التقاطي , لن احزن لعلي اعود هناك واجد أمي الحقيقية "
..
ضحكت لكلامه وعلت زغاريدها المنزل فزعت "أبرار"التي كانت قي نومها العميق وجاءت تستبشر ما يحصل فأخبرتها أمها بموافقة اخيها الزواج فقالت بلهفة..:"سيصبح لي زوجة أخ أخيرا!!(بحماس)
..
"لابل سيصبح لك إمرأة تعيش مع أخيك تحت عقد الزواج "
..
"لم تحب الفلسفة نفس الشيء تقريبا"
..
"حسنا سأحاول تنفيذ كل مقالبي فيك قبل ان أزف الى عروستي"
..
رمقت ابرار أمها بخبث ..:لدي العروس المناسبة  يا أمي .."
..
"ومن تكون"!
..
" عهد , أخت صديقتي تبلغ من العمر ستة عشرة سنة, ماكثة في البيت , جميلة وجذابة و.."
..
"ستة عشرة سنة !, ماذا هل سنلعب الغميضة "
..
"أريد إمرأة في العشرينات من عمرها , والا قد اغير رأيي حيال هذا الأمر"
..
ضربت الأم كتف أبرار كي تصمت وبقيت تمسح على وجه ابنها كي ترضيه وتجعله لايغير رأيه ..
..
"من الغد سأبدأ البحث"
..
"عن غرضي المفقود!"(بمرح)
..
"لا , بل عن عروس"(بصرامة)

...

....
بقيت ريم تنظر لنفسها في المرآة , ترى فستانها المسدول على ظهرها المنقوش بالدونتيل الفاخر , كانت في سعادة مرسومة في عينيها , بريقها قد اعتلى وجهها الناعم , أصبحت العروس المنتظرة , فقد تم تحديد موعد زفافها أخيرا وفي غضون أيام سترحل الى عش زوجها ..
...
كانت أسيل تنظر اليها ببرود ثم اردفت قائلة ..:"هل ساعيش وحدي بعدما ترحلين"
..
اختفت البسمة على وجه ريم وقالت بحزن ..:"سأزورك كل يوم"
..
مطت شفتيها وقالت بعدم رضا ..:"لن يحدث ذلك انا اعلم "
..
"مالذي تهذين به يافتاة ,أنتي اختي وكل عائلتي لن أتخلى عنك !"
..
"اعلم ولكن خالد لن يسمح لك بالإبتعاد عنه ابدا ,هو مجنون بك يافتاة!"
..
..."اتمنى ان تتزوجي عن قريب"
..
قالت بتقزز:"لا اريد ذلك!"
..

.............
في صباح اليوم التالي كانت المدرسة اكثر شغبا والطلاب أقل اهتماما بالدروس ,خاصة بعدما جاء المعلم الذي يعوض مكان"صادق" ولكنه لم يستطع أن يسيطر عليهم من أول حصة فلم يتيحوا له الفرصه كما فعلوا مع أسيل سابقا ...
..
وانتهى دوام اليوم الممل كالعادة, نفس الأحداث تتكرر كل يوم , حتى جاء اليوم المشؤوم التي رأت فيه مدرس العلوم الاستاذ "عمر" يتبعها في أحد أزقة المدرسة,  حتى وصل اليها متلهثا يلتقط انفاسه ..
:"يالخطواتك السريعه!!"
..
استغربت منه ثم رفعت أحد حاجبيها تسأله بحدة ..:"ماذا تريد!"
..
"على رسلك سيدتي لما هذه الصرامة ..اردت التحدث بشأن أمر مهم"
..
"قل ماتريد بسرعه ليس لدي متسع من الوقت"
..
"حسنا في الواقع اردت أن اعزمك على إحدى مقاهي البلدة ولكن..."
..
"لا استطيع انا مشغولة وداعا.."
..
ثم ولت مدبرة تمشي بخطوات اسرع فأمسك معصم يدها يستنجدها بعينيه الخضراوتين
..
نظرت اليه بكل غضب واحتقار , سحبت معصم يدها بقوة وصرخت في وجهه أن يبتعد ..
كانت المرة الأولى التي يضايقها بهذه الطريقة , رغم الايام السابقة التي كان يلاحقها بالخفاء اليوم ,وقد خرج عن علن .."
..
وتوارت الايام والشهور وانتهى اول فصل دراسي بسلام , فمنذ غياب صادق عن الساحة وهي تشعر بأريحية مطلقة , تتفادى انظار الطلاب الغاضبة نحوها فحسب ..
فقد كان يشغلها المال التي كانت تجمعه للسفر فحسب حتى اذا وصلت الى الرقم المناسب تخلت عن كل شيء ورحلت حتى وان قلبت أمور تلك المدرسة رأسا على عقب..

مـحبوبي آلمـلتحي !Where stories live. Discover now