9~

2K 103 9
                                    

#علي..
إلتقيت بشخص يبكي بشدة على شاطئ البحر لم يكترث له أحد ، و لم يلاحظه أحد ، كنت أنا الوحيد الذي لاحظه يبكي ، ذهبت إليه ، سألته
"هل أنت بخير يا صاح ؟ ما بك ؟"
أجابني و هو يمسح دموعه " انا بخير ، في أحسن حال ، و انت ؟ "
"بخير ، لكن ما سر تلك الدموع ؟"
يدخن السيجارة و ينظر لغروب الشمس و يقول " أي دموع ؟ إنها تمطر " ثم ينظر الي " اليس كذلك ؟ إنها تمطر ؟"
أجيبه رغم مرارة الإجابة " لا ، إنها لا تمطر "
حينها يجيبني " لقد ظننت أنني قوي ، و أحارب وحدتي لوحدي ، لا أحتاج لأي أحد ! ، لكنني قد فشلت و يبدو ان شبح الإشتياق يخيفني "
لم أجد الكلمات لأهدئ من حزنه و دموعه التي تتهاطل فاستمر في التكلم معي و هو يدخن قائلا :
" إنها سنوات من الوحدة ، يا إلهي ، هذا كثير جدا ، أحتاج اليها ، صدقني ، لا تكن وحيدا ! ، لا تجرب ذلك " ثم يدخن و يبكي ثم يجهش باكيا ، ...
حينها ، يلمسني شخص من كتفي قائلا " مابك يا أخي ؟ لما تبكي ؟"
أجيبه و السيجارة في يدي "لست أبكي .. إنها تمطر !"
كنت انا !! ، لقد كنت احدث نفسي طوال الوقت..!

..

يرن الهاتف ليقطع عنه صفنته .."أين أنت! ستفوتك المناظرة في المقهى"
..
تبسمت ضاحكا وقد مسحت دموعي بكم قميصي .."حسنا ايها الداعشي انا قادم"
..
رص على أسنانه مازحا".. إن لم تتوقف عن مناداتي بالداعشي سوف آتيك بحزامي الناسف .."
..
"حسنا ,حسنا , فقط لا تنزعج سآتيك في الحال لا تبدأ المناظرة ,لا أريد تفويت شيء "
..
"حسنا أسرع سأبدأ بعد آذان المغرب"
..
إلتم الرجال في المقهى , منتظرين بداية الموعظة ,فبعدما جال بين صفوفهم عن قصة ذاك الأربعيني الذي حاول احتقار النساء بشتى طرقه , وتناقلت بين أحاديثهم ماقاله بالحرف الواحد وقد أثار إعجباهم وأرادوا أن يسمعوه بآذانهم..
..

وماهي دقائق حتى وصل علي الى المقهى التي قصدها صادق وكان يلهث بشدة وقد ركع واضعا يده على ركبتيه يحاول استرجاع انفاسه بينما ينظر اليه الملتحي ببرود ..
"ماذا ,هل جئت تركض"!
..
"لقد قصدت تاكسي وأول مرة أجد رجلا بقدره وإحترامه.."
..
رشف من القهوة وقال .."شيء جميل , ماذا فعل !"
..
"لقد.سألني إن كنت أنزعج من صوت المسجل العالي فقلت له لا احتمل ذلك "
..
"وهل أخفض المسجل"!
..
"لا بل طلب مني النزول ورحل!"
..
.."يالاهي وهل جئت راكضا حقا!"
..
"نعم وهل يمكن تفويت مناظرة صديقي الملتحي!"
..
تبسم لصاحبه بكل إعتزاز وقال حسنا دعنا نبدأ..

..
في تلك الغرفة كانت تجيء ذهابا وإيابا وريم تحرك رأسها معها , ...."كيف يعقل ان يتفق جميع الطلاب من أجل معلم واحد ,لقد رايت الأمر بأم عيني ياختي!!!"
..
"حسنا لقد ظلمتموه بالطرد منذ البداية"
..
"إن عاد سيكبر كبريائه وسيكون بدل المدير!!!"
..
"حسنا وما الحل!"
..
"الحل هو عقاب الطلاب وجعلهم تحت سلطة المدرسين والادارة مرة اخرى

مـحبوبي آلمـلتحي !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن