34~

1.6K 79 3
                                    

كان ذلك الرجل يضرب كل شيء امامه من الغضب , يضع يده على ناصيته بعدما تملكه صداع شديد..
"لم أنت منزعج ! لقد استعدت إبنتك ألايجب أن تكون مسرورا!!"

"مسرور! لم تكن جلسة المحكمة لصالحنا! , أردت لذلك الداعشي أن يسجن وأردت لتلك المخادعة خطيبته أن يحترق قلبها عليه!!"

"ظننت أن العذاب سينتهي حين تسترجع ابنتك!"

"لا لم ينته , والإنتقام مازال طريقه طويلا سأقلب حياتهم جحيما كما فعلوا معي  , لولا أن تدخل ذلك الطبيب الغبي ألم أطلب منك إعطاءه رشوة!!"

"لقد فعلت ولكنني أعتقد أنه حضر الجلسة بعد ضغط منهم!"

ضرب عمر قبضته بقوة افراغا لغضبه , اخرج من جيبه كبسولات ووضعها بفمه كي يبتلعها مع رشفة ماء
"ماهذا الدواء!"

"مهدئ للأعصاب هيا بنا نذهب لإحضار الصغيرة"

كانت الأم تضم ولدها ,تقبل كل إنش من وجهه , تمسح يديها المجعدتين على شعره الأسود الفحمي ,تتأمل تفاصليه كأنها المرة الأولى التي ترى فيها صادق , إبنها وفلذة كبدها الوحيد ..
أخته التي تراه سندا لها في هذه الدنيا تضع رأسها على كتفه تستنشق عطره المسك تخلخل أصابعها بين أصابعه وتتشبث بيده بقوة..
صديقه الوحيد وصهره الذي لم تفارق عينيه الزرقوتين خلقته , الجميع يوجهون أنظارهم نحوه وقد كان الصمت سيد المكان ,
كسر الصمت بجملته التي استغرب لها الجميع..
"سيكون زفافي الأسبوع القادم"

"ماذا عن وفاة جدة قمر!"

"أسيل الآن في حالة اكتئاب وحزن شديد , يجب أن أكون بجانبها طوال الوقت "

"نعم قرار صائب , نريد أن نخرج من أجواء الحزن التي طافت فوقنا كغيمة سوداء!"
…~

"أريد أبي وأمي الآن!"
تلك الصغيرة المسكينه لقد كانت ضحية أخطاء ارتكبها الكبار!
أنزل سمير طوله إليها ليوجه سبابته نحو عمر الذي اغرورقت عينيه بدموع الفرح, غير مصدق لما يراه ابنته امامه الآن وسترتمي عليه بالأحضان بعد ثوان حين تعلم أنه والدها الحقيقي!
"هذا هو البابا يا قمر هيا اذهبي اليه"

ضيقت عينيها وهي تنظر الى عمر بغضب ..
"هذا ليس أبي , أبي لديه لحية جميلة وهذا أصلع!

"ليس اصلعا لديه شعر فوق رأسه!"

قالت قمر ببراءة "ولكنه أصلع في وجهه"
كتم سمير تلك الضحكة التي كادت ان تخرج لولا أن رأى شرارات الغضب تتطاير من عيني عمر ..

مـحبوبي آلمـلتحي !Onde histórias criam vida. Descubra agora